مسؤولة أميركية ترى “تحولا ملحوظا” في المساعدات المقدمة لغزة وتريد المزيد

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

حضرت الممرضة الفلسطينية مها سويلم إلى موقع مستشفى الشفاء، الذي دمرته القوات الإسرائيلية في شمال غزة، وهي تأمل، بل تخشى، تلقي أنباء عن زوجها الذي تقول إنه كان طبيبا في المنشأة.

ووصلت فرق تابعة لمنظمة الصحة العالمية الاثنين إلى ما كان في الماضي أكبر مجمع استشفائي في غزة للمساعدة في التعرّف على جثث متناثرة بين الركام.

منظمة الصحة العالمية في موقع مستشفى الشفاء في غزة

قال الجيش الإسرائيلي إنه خاض معارك عنيفة مع مقاتلين فلسطينيين في الموقع مدى أسبوعين في الشهر الماضي، وقد أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن مرضى حوصروا من جراء الاشتباكات.

وقالت سويلم في تصريح لوكالة فرانس برس إنها لم ترَ زوجها عبد العزيز كالي منذ أن اعتقله الجيش الإسرائيلي خلال الهجوم. ولا تعلم ما إذا هو حي أو ميت.

وروت الممرضة كيف حاصر الجيش الإسرائيلي سريعا المستشفى الشهر الماضي ومن ثم استخدم مكبرات الصوت لإبلاغ “الجميع بوجوب الاستسلام” وبأن “اللعبة انتهت”، وكيف عمد بعد ذلك لإطلاق النار على كل المداخل لمنع أي حركة.

جانب من الدمار الذي لحق بالمستشفى

جانب من الدمار الذي لحق بالمستشفى

وقالت “قضيت أربعة أيام هناك مع ابنتي الصغيرتين من دون أكل أو شرب. بكتا من الجوع. عندما اعتقلوا زوجي كان قد مر علينا ثلاثة أيام بلا أكل”.

وطلبت فرانس برس من الجيش الإسرائيلي معلومات بشأن مكان وجود كالي، لكنها لم تلق على الفور أي جواب.

لطالما اتّهم الجيش الإسرائيلي حماس ومقاتلين فلسطينيين باستخدام المستشفيات وسواها من المنشآت الطبية مخابئ ومراكز قيادة، والمرضى دروعا بشرية.

وقال مدير مركز الطوارئ في غزة معتصم صلاح إن المشاهد الاثنين في المركز الطبي “لا يمكن تحمّلها”.

وأضاف “رائحة الموت في كل مكان” مع تواصل أعمال الحفر بين الركام في الموقع وانتشال العمّال جثثا متحلّلة من بين الرمال والأنقاض.

فرق تابعة لمنظمة الصحة العالمية وصلت لمستشفى الشفاء للمساعدة في التعرّف على جثث متناثرة بين الركام

فرق تابعة لمنظمة الصحة العالمية وصلت لمستشفى الشفاء للمساعدة في التعرّف على جثث متناثرة بين الركام

وقال صلاح إن غزة ليس لديها ما تحتاج إليه من خبراء الطب الشرعي للمساعدة في التعرّف على الجثث أو تبيان ما الذي حل بها. وأشار إلى الاعتماد على “خبرة وفد منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية”.

وأضاف أنهم يحاولون “التعرّف على الجثث المتحلّلة والأشلاء ممزقة بالكامل” من المحفظات والوثائق.

وقال أمجد عليوة رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الشفاء إن في الموقع أهالي “يسعون لكشف مصير أبنائهم ومعرفة ما إذا كانوا شهداء أو مفقودين أو ما إذا نزحوا إلى الجنوب”.

وأضاف أن هؤلاء يريدون التعرّف “على أبنائهم لدفنهم بطريقة مناسبة. لكننا نفتقر إلى المعدات والأجهزة اللازمة لهذا العمل والوقت ليس في صالحنا. علينا إنجاز العمل قبل تحلّل الجثث”.

“أطراف ما زالت مرئية”

قال صلاح إن الأثر النفسي لهذه العملية على العائلات لا يحتمل، وذلك في تسجيل فيديو لمنظمة الصحة العالمية.

وأضاف “رؤية (هذه العائلات) أبناءها جثثا متحلّلة وأجسادهم ممزّقة بالكامل هو مشهد لا يمكن وصفه. لا توجد أي عبارة يمكن أن تصف هذا المشهد”.

فرق تابعة للأمم المتحدة تبحث بين الركام عن جثث

فرق تابعة للأمم المتحدة تبحث بين الركام عن جثث

وسار بعض الأهالي في موقع وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه “مقابر ضحلة” قرب قسم الطوارئ المدمّر والمباني الإدارية وتلك المخصصة للعمليات الجراحية.

وجاء في بيان للمنظمة عقب زيارتها الأولى للموقع الجمعة أن “جثثا كثيرة مدفونة جزئيا مع أطراف ما زالت مرئية”.

وشدّدت المنظمة على أن “صون الكرامة حتى في الموت هو عمل إنساني لا غنى عنه”.

والاثنين قال الجراح أثاناسيوس غارغافانيس الذي يقود بعثة المنظمة إن “مكانا كانت تمنح فيه الحياة بات حاليا مكانا لا يذكّرنا إلا بالموت”.

الحرب التي دخلت شهرها السابع اندلعت في السابع من أكتوبر مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أوقع 1170 قتيلا غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

كذلك، خُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا ما زال 129 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.

وشنت إسرائيل حملة عسكرية مكثفة ومدمرة على قطاع غزة أسفرت عن مقتل 33360 شخصا معظمهم من النساء والأطفال وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

ولم تكن الأنباء سارة بالنسبة الى غسان كانيتا الذي كان والده رياض (83 عاما) قد لجأ إلى المستشفى هربا من المعارك.

وقال غسان إن ابن أخيه اتصل به “وأبلغني بأنهم عثروا على الجثة عند مدخل الشفاء. أتينا وأبلغونا بأنهم عثروا على الجثة هنا”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *