حرب غزة بالأرقام بعد 6 أشهر على اندلاعها

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 10 دقيقة للقراءة

تعهدت إيران، الجمعة، بالانتقام ردا على قتل إسرائيل عدد من القادة العسكريين في فيلق القدس التابع لها في القنصلية الإيرانية بدمشق، لكنها لم تذكر كيف ستنتقم أو متى، الأمر الذي أثار المخاوف من حرب مفتوحة في المنطقة التي تشهد توترا متزايدا بين البلدين فضلا عن استمرار الحرب على غزة.

وتداولت وسائل إعلام أميركية أنباء أن الولايات المتحدة وإسرائيل في حالة تأهب قصوى، منذ الخميس، استعدادا للرد الذي وعدت به إيران بعد الغارة الإسرائيلية في دمشق، الأسبوع الماضي، والتي أسفرت عن مقتل قادة إيرانيين كبارا وأثارت مخاوف من اتساع نطاق الحرب في المنطقة، بحسب صحيفتي “نيويورك تايمز وواشنطن بوست”.

ومع ذلك، ورغم الخطاب القوي الذي تستخدمه إيران، فمن المحتمل أن تقوم بدراسة أي رد بعناية، وفقًا لما قاله محللون سياسيون لموقع “الحرة”.

وقالوا إن إيران لا تزال تتجنب الانزلاق إلى حرب مكلفة، مع الحفاظ على قدرتها على دعم القوات بالوكالة التي تبادلت إطلاق النار مع إسرائيل وهاجمت حليفتها الرئيسية، الولايات المتحدة، في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

سيناريوهات الرد الإيراني المحتمل

وبشأن سيناريوهات الرد الإيراني المحتمل على إسرائيل واحتمالات المواجهة، قال مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق، كبير الباحثين في مركز التقدم الأميركي، لاري كورب، لموقع “الحرة” إنه من المستبعد أن تُقدم طهران حاليا على الدخول في حرب مواجهة مباشرة مع إسرائيل، لأن من شأنها إشعال المنطقة وستكون تكلفتها باهظة”.

ويُرجح كورب أن تستخدم إيران أحد أذرعها لمهاجمة القوات الأميركية في إحدى قواعدها في العراق على سبيل المثال، أو أن تستهدف إسرائيل من خلال حزب الله في جنوب لبنان، أو حتى عبر الحوثيين في اليمن، لإصابة أهداف معينة لكنها بشكل عام ستتجنب إثارة حرب شاملة أو كبيرة.

وأعطى مساعد وزير الدفاع الأسبق مثالا على اتباع إيران استراتيجية محددة تعتمد على تجنب إثارة حرب واسعة وهي أنه بعد شن الولايات المتحدة هجمات انتقامية على مواقع للميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا، في فبراير الماضي طُرح تساؤلات أيضا بشأن إمكانية حصول مواجهة مباشرة بين واشنطن وطهران، لكن المثير من وجهة نظر كورب هي أن إيران لم تمتنع عن الرد فحسب بل أصدرت أوامر إلى عملائها ومؤيديها في العراق بالتوقف عن مهاجمة القوات الأميركية.

وفي حديث مع شبكة “سي أن أن”، قال وزير الدفاع الأميركي السابق، مارك إسبر، الجمعة إنه من المرجح أن تنتقم إيران من إسرائيل بسبب الهجوم الصاروخي الأخير الذي أصاب قنصلية طهران في دمشق بسوريا. وتوقع إسبر أن تتخذ إيران إجراءات ضد إسرائيل للحفاظ على كرامتها، لكن على نطاق محدود لتجنب حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط.

وأصابت الغارة الجوية الإسرائيلية مبنى كان جزءًا من مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنرالات وأربعة ضباط آخرين في فيلق القدس. وتنفذ القوة، وهي ذراع للحرس الثوري، عمليات عسكرية واستخباراتية خارج إيران، وغالباً ما تعمل بشكل وثيق مع الحلفاء الذين يعارضون إسرائيل والولايات المتحدة، بما في ذلك سوريا وحزب الله في لبنان وحماس، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.

وهدد الجنرال حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإسلامي الإيراني، أمام حشد في طهران حضر جنازة الضباط الذين قُتلوا في دمشق، بالانتقام من إسرائيل، وقال “رجالنا الشجعان سيعاقبون النظام الصهيوني”. وأضاف: “نحذر من أن أي عمل يقوم به أي عدو ضد نظامنا المقدس لن يمر دون رد، وأن فن الأمة الإيرانية هو كسر قوة الإمبراطوريات”.

وقال مسؤولون أميركيون في واشنطن والشرق الأوسط، الجمعة، لصحيفة “نيويورك تايمز” إنهم يستعدون لرد إيراني محتمل على الغارة الجوية الإسرائيلية، الاثنين، في دمشق بسوريا.

وتم وضع القوات العسكرية الأميركية في المنطقة في حالة تأهب قصوى. ووضعت إسرائيل أيضًا جيشها في حالة تأهب قصوى، وفقًا لتصريحات مسؤول إسرائيلي للصحيفة، كما تم إلغاء إجازات الوحدات القتالية، وتم استدعاء بعض جنود الاحتياط إلى وحدات الدفاع الجوي، وحجبت إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

وقال مسؤولان إيرانيان، طلبا عدم الكشف عن هويتهما لـ”نيويورك تايمز”، إن إيران وضعت جميع قواتها المسلحة في حالة تأهب قصوى، وإنه تم اتخاذ قرار بأن إيران يجب أن ترد مباشرة على هجوم دمشق لخلق الردع.

وترى الصحيفة أن هناك سوابق لرد قوي من جانب إيران. وقبل أربع سنوات، بعد أن قتلت الولايات المتحدة قائد فيلق القدس، اللواء قاسم سليماني، أطلقت إيران صواريخ على قواعد أميركية في العراق، ما أدى إلى إصابة أكثر من 100 جندي.

وذكرت الصحيفة أن القرار النهائي بشأن مسألة مهمة مثل توجيه ضربة لإسرائيل يقع على عاتق المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي يشغل أيضًا منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وكان خامنئي هو الذي أمر بهجوم عام 2020 انتقاما لمقتل الجنرال الإيراني، قاسم سليماني.

وترى “نيويورك تايمز” أنه رغم أن الميليشيات التابعة لإيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط شنت عددًا من الهجمات على إسرائيل منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر، إلا أن طهران حرصت على تجنب صراع مباشر قد يؤدي إلى حرب شاملة.

وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أن المحللين العسكريين الأميركيين يرجحون أن تضرب إيران إسرائيل بنفسها بدلاً من قيام وكلائها بمهاجمة القوات الأميركية في المنطقة، بما في ذلك في العراق وسوريا، كما فعلوا أكثر من 170 مرة في الأشهر الأربعة التي تلت هجوم حماس في 7 أكتوبر ضد إسرائيل.

وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي إن المحللين الإسرائيليين توصلوا إلى نفس النتيجة، وهي أن إيران نفسها ستهاجم ولن تتحرك من خلال حزب الله، أقرب حليف لها، والذي يشارك في تبادل منتظم لإطلاق النار مع القوات الإسرائيلية منذ بدء الحرب.

وقال شخص مرتبط بحزب الله، الجماعة المسلحة اللبنانية والحزب السياسي الذي تدعمه إيران، لصحيفة “واشنطن بوست” إن الإيرانيين “يعتقدون أن الإسرائيليين يجرونهم عمداً إلى الرد، لإثارة حرب إقليمية أو توسيع الحرب الحالية”.

وأضاف الشخص، الذي تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته، أن ضربة دمشق كان يُنظر إليها على أنها هجوم على الأراضي الإيرانية، ونتيجة لذلك، فإن أي انتقام من المرجح أن يأتي من إيران نفسها، وليس من حلفائها.

إسرائيل.. وحرب على أكثر من جبهة

وقال المحلل السياسي الإسرائيلي، إيلي نيسان، لموقع “الحرة” إن قيام طهران بإطلاق صواريخ أو مسيرات من خلال أذرعها المسلحة داخل دول أخرى مثل لبنان أو العراق أو اليمن يختلف تماما عن إطلاقها من داخل إيران نفسها لأن هذا بمثابة حرب مباشرة بين إسرائيل وإيران، وهو ما ستُحدده الأيام المقبلة.

وفي حال أقدمت إيران على التصعيد لحرب أكبر، يرى نيسان أن “إسرائيل على أهبة الاستعداد لمثل هذا الأمر، وسترد بقوة”، مؤكدا أنها لا تخشى فتح عدة جبهات للحرب، لأن هذا هو الواقع حاليا بشكل أو بآخر سواء في سوريا أو العراق أو لبنان أو حتى اليمن على يد الحوثيين”.

وبشأن تأثير مثل هذا التصعيد على دول المنطقة، يرى نيسان أن “إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل يختلف تماما أيضا عن إطلاقها من لبنان نفسها، لأن هذه الخطوة ستكون بمثابة حرب بين لبنان نفسها وإسرائيل، وبالتالي ستنجر دول المنطقة لحرب أكبر في مواجهة إسرائيل وربما الولايات المتحدة كذلك”.

وفي ظل مدى مقدرة إسرائيل على الدخول في جبهة حرب أخرى بالإضافة لحربها على غزة، توقع المحلل أن “إسرائيل ستواجه مساعي إيران المحتملة لفتح جبهات حرب متعددة ضدها بكل قوة، وهو ما يدركه كل من نظام بشار الأسد في سوريا، وظهر أيضا خلال تصريحات رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، والتي قال فيها إن لبنان لا تريد الحرب مع إسرائيل، كما برز خلال تفادي حزب الله التورط في حرب واسعة ضد إسرائيل بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر”.

لكن كورب يرى أنه بالنسبة لإسرائيل فهي مثل إيران لا تريد الدخول في حرب كبيرة طالما لم يتم مهاجمة تل أبيب أو القدس بشكل مباشر.

الموقف الأميركي.. ودعم مؤكد لإسرائيل

وفيما يتعلق بالموقف الأميركي في حال شهدت الأوضاع تصعيدا، قال كورب للحرة إن “واشنطن بالطبع ستزيد من مساعدتها ودعمها لإسرائيل، موضحا أنه رغم وجود جدل واسع حاليا في الإدارة الأميركية حول استمرار إرسال المساعدات العسكرية والأسلحة الهجومية لإسرائيل في ظل الغزو الكامل لرفح، لكن في حال تعرضت إسرائيل لضربات من إيران، فستقدم الولايات المتحدة كامل دعمها لها”.

واستبعد مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق أن تتدخل واشنطن بقوات عسكرية طالما لم يتم استهداف الأميركيين بشكل خاص، مثلما حدث، في فبراير الماضي، عندما نفذت الولايات المتحدة ضربات انتقامية على مواقع فصائل مسلحة موالية لإيران في العراق وسوريا ردا على مقتل 3 جنود أميركيين في الأردن.

وفي حال صعدت إيران من حربها علي إسرائيل، قال نيسان إنه إذا أطلقت طهران صواريخ عابرة للقارات باتجاه إسرائيل، فستقوم المضادات الأميركية باعتراض هذه الصواريخ أو المسيرات”.

ويرى أن “التوتر القائم حاليا بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينيامين نتانياهو، والرئيس الأميركي، جو بايدن، هو توتر شخصي، لكن عندما تتدهور الأمور إلي حرب إقليمية، ستقف الولايات المتحدة بشكل حازم إلى جانب إسرائيل”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *