ركزت صحف ومواقع عالمية في تغطيتها لتداعيات الحرب على قطاع غزة على ما يوصف بالتشدد الأميركي حيال إسرائيل، متسائلة عما إذا كان ذلك سيؤدي إلى تحول في السياسة الأميركية والتخلي عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وجاء في افتتاحية صحيفة غارديان أن تحذير الرئيس الأميركي جو بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو “متأخر جدا بالنسبة لعشرات الآلاف من ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة، لكنّه قد يُنقذ آخرين منها”.
وأضافت الصحيفة أن “التشدد الأميركي تجاه نتنياهو يجب ألاّ يتوقف هنا، لأن كثيرا من العمل لا يزال مطلوبا لغزة”.
ومن جهته، تساءل موقع ميديابارت “ماذا بعد غضبة الرئيس بايدن من نتنياهو؟”، ويلاحظ الموقع أن الرئيس الأميركي احتاج إلى 6 أشهر ليضرب بقبضته على الطاولة ويجبر إسرائيل على فتح معابر إنسانية.
ويستطرد الموقع الفرنسي بالقول “لكن هذا لا يعني بالضرورة أن هناك تحوّلا في علاقة واشنطن بحليفتها الأوثق”.
أما مجلة إيكونوميست، فترى أن العلاقات الإسرائيلية الأميركية وصلت إلى مرحلة الانهيار، وأرجعت ذلك إلى مقتل عمال الإغاثة السبعة في غارة للجيش الإسرائيلي، “ولكن رغم ذلك، سيجد الرئيس بايدن صعوبة في وقف الحرب وفرض تسوية سياسية في غزة، وسيكون من المستحيل على إدارته التخلي تماما عن حكومة نتنياهو اليمينية المتشددة”.
حرب بلا معنى
ومن جهة أخرى، انتقد مقال في فورين بوليسي رئيس الوزراء الإسرائيلي، ووصف إستراتيجية الحرب في غزة بأنّها بلا معنى عسكريا وسياسيا.
وأوضحت المجلة أن أهداف نتنياهو أثارت أسئلة جوهرية منذ اليوم الأول للحرب، خصوصا ما تعلّق منها باجتثاث حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي قالت المجلة إنها تحظى بدعم كبر داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، مضيفة أن هذا الهدف يحتاج إلى سنوات باعتراف جهات أمنية أميركية وإسرائيلية.
وفي السياق نفسه، قلّل عاموس هاريل في تحليل بصحيفة هآرتس من مكاسب الحرب على غزة بعد 6 أشهر من بدايتها، ورأى أن “التوازن الإسرائيلي في مواجهة حماس ليس مرضيا على الإطلاق”.
وفسَّر الكاتب ما اعتبره إخفاقا إسرائيليا بالقول: “التوقعات كانت عالية جدا منذ البداية، والتوتر مع الولايات المتحدة في تصاعد مستمر، بينما لا يزال الرهائن في غزة”.