بن غفير يعلق على إقالة ضباط إسرائيليين بعد مقتل عمال الإغاثة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 10 دقيقة للقراءة

أصبحت العملية العسكرية الإسرائيلية المخطط لها في مدينة رفح واحدة من أكثر القضايا “المثيرة للجدل” بين أميركا وإسرائيل حول الحرب في قطاع غزة، خصوصا لجهة واقعيتها وإمكانية تطبيقها على أرض الواقع لجهة المناطق التي يمكن نقل النازحين الفلسطينيين إليها، بحسب خبراء تحدثوا لموقع “الحرة”.

وفي حديثه لموقع “الحرة”، يشير المحلل السياسي وعضو الحزب الديمقراطي الأميركي، مهدي عفيفي، إلى أن الخطة الإسرائيلية لإجلاء سكان رفح “غير واقعية”، والولايات المتحدة لديها رؤية مختلفة خاصة فيما يتعلق بـ”المدة الزمنية”.

ومن “المستحيل إجلاء أكثر من مليون مدني فلسطيني يتكدسون في المدينة الحدودية مع مصر، خلال 4 أسابيع فقط، وترى الإدارة الأميركية أن المدة قد تتراوح بين 4 إلى 6 أشهر، ليتم إجلاؤهم بطريقة “تضمن انتقالهم الآمن وتسكينهم بشكل آدمي”، وفق عفيفي.

ولابد من تجهيز مناطق وأماكن آمنة لانتقالهم وإقامة حتى “خيام ومخيمات” لقرابة مليون و200 ألف فلسطيني، لا يمكن أن يتم خلال 4 أسابيع فقط، حسبما يؤكد عفيفي.

وكانت الانقسامات العميقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل “عملية رفح” حيث يعيش أكثر من مليون فلسطيني، واضحة في اجتماع افتراضي بين كبار المسؤولين من كلا البلدين، حسبما صرحت ثلاثة مصادر على دراية مباشرة بالاجتماع لموقع “أكسيوس”.

وكشف مسؤولون مطلعون على المناقشات أن “الولايات المتحدة لا تزال تخشى ألا يكون لدى الإسرائيليين خطة موثوقة لإجلاء شامل، وهي عملية يعتقدون أنها قد تستغرق أشهر”، وفق تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”

وركز جزء كبير من اللقاء على “كيفية إجلاء أكثر من مليون فلسطيني في جنوب مدينة غزة”، وقدم الجانب الإسرائيلي “أفكارا عامة، وقال إن التنفيذ قد يستغرق أربعة أسابيع على الأقل، وربما أطول، اعتمادا على الوضع على الأرض.

وقالت المصادر إن الجانب الأميركي وصف الأفكار الإسرائيلية بـ”تقدير غير واقعي”، وقال أحد ممثلي الولايات المتحدة في الاجتماع إن عملية الإخلاء المخطط لها والمدروسة بشكل كاف قد تستغرق ما يصل إلى أربعة أشهر.

خطة واقعية أم مستحيلة؟

وفي حديثه لموقع “الحرة”، يشدد المحلل السياسي الفلسطيني، عادل الغول، على أن إجلاء أكثر من مليون شخص من مدينة رفح المكتظة بالسكان خلال 4 أسابيع “أمر مستحيل”.

ويشير المحلل السياسي الفلسطيني المنحدر من قطاع غزة إلى أن “السبيل الوحيد لإجلاء هؤلاء من رفح”، هو السماح بعودتهم إلى شمال القطاع وبدون شروط.

وعدد النازحين من شمال غزة إلى رفح 800 ألف نسمة، بما يعادل ثلثي النازحين الموجودين في المدينة، وبالتالي فعودتهم للشمال سوف يقلص “المدة الزمنية”، وفق الغول.

وعمليا، يجب على إسرائيل عدم “شن هجوم على المنطقة الوسطى”، جزء من النازحين سوف يعود للمنطقة الوسطى مثل دير البلح والتي سوف تستوعب عددا منهم، حسبما يوضح المحلل السياسي الفلسطيني.

ويشدد الغول على أنه “من غير المنطقي” نزوح السكان لمنطقة المواصي”، والتي تقع جنوب شرقي وادي غزة، على الشريط الساحلي بطول 12 كيلومترا، وتمتد من دير البلح شمالا مرورا بمحافظة خان يونس، حتى محافظة رفح جنوبا بعمق كيلومتر تقريبا.

وتشير تقديرات إلى أن سكان “المواصي” يبلغ قرابة 9 آلاف شخص، ولا يمكن للمنطقة أن تستوعب أكثر من 200 ألف فلسطيني وسيكون ذلك بشكل “غير آدمي ولا إنساني”، حسبما يشدد الغول.

ويقول: “لا توجد مناطق في قطاع غزة تستوعب ذلك العدد من النازحين، خاصة إذا نزح سكان رفح الأصليون وعددهم يقدر بـ300 ألف شخص”.

وقد يرفض سكان رفح الأصليون النزوح ويرفضون مغادرة منازلهم، كما حدث سابقا بالشمال ويوجد قرابة 100 ألف فلسطيني في شمال قطاع غزة حاليا، لكن في المدينة الجنوبية ستكون الأمور أصعب بكثير وسيصبح الوضع “معقدا”، حسبما يوضح الغول.

ويؤكد المحلل السياسي الفلسطيني أن الشكل الذي تطرحه إسرائيل “غير منطقي ومستحيل التطبيق” لا في 4 أسابيع ولا 4 شهور.

لكن على جانب آخر، يشير المحلل العسكري والاستراتيجي الإسرائيلي، كوفي لافي، إلى أن ” نقل وإخلاء سكان مدنية رفح سيكون لشمال قطاع غزة، ومناطق منها المواصي”.

ومنازل هؤلاء السكان “خيم” ولا يوجد لديهم “بنى تحتية، ولا صرف صحي ولا خطوط مياه وكهرباء”، وتتوفر تلك الخدمات لديهم من خلال “منشآت متنقلة”، وبالتالي انتقالهم خارج رفح سيكون “سهل وسريع”، وفق حديث المحلل العسكري والاستراتيجي الإسرائيلي لموقع “الحرة”.

وسيكون على الجيش الإسرائيلي “تسهيل انتقال المدنيين السليم للمناطق التي سوف ينزحون إليها، ومنع عناصر حماس من الانتقال بين السكان”، حسبما يشير لافي.

ويؤكد أهمية منع الجيش الإسرائيلي استغلال عناصر حماس لتواجدهم بين السكان المدنيين من أجل “مباغتة القوات الإسرائيلية والقيام بعمليات عسكرية”.

النزوح إلى أين؟

تلوح إسرائيل منذ أسابيع بشن عملية عسكرية برية على رفح حيث يتكدس 1.5 مليون شخص، غالبيتهم من النازحين، في المدينة الواقعة في الجنوب على الحدود مع مصر.

ويشير عفيفي إلى أن “إسرائيل لم تعطِ صورة واضحة للولايات المتحدة”، حول إلى أين سيتم نقل هؤلاء النازحين، وكيف ستتم العملية.

وخلال العملية العسكرية في رفح قد يضطر بعض الفلسطينيين للخروج عن طريق البحر، مع ظهور سفن تتبع “هيئات إغاثية ودولية”، تقوم بنقلهم بحريا لدول أخرى، والضغط عليهم ” للهروب نحو صحراء سيناء، والبعض سيتم نقله إلى صحراء النقب، لكن لا يوجد خطة مفصلة لكيفية نقل هؤلاء، وفق المحلل السياسي الأميركي.

ومن جانبه يرى الغول أن “الموقف المصري غير واضح”، فقد أقامت مصر “جدارا عازلا” على الحدود بين رفح المصرية وقطاع غزة.

 لكن تنفيذ العملية العسكرية في رفح، وفي ظل القصف الإسرائيلي ودخول الدبابات المدينة، والقتل السكان بشكل “عشوائي”، فمن المؤكد أن آلاف الفلسطينيين سوف يتجهوا نحو الحدود المصرية ويخترقونها، وفق المحلل السياسي الفلسطيني.

ووقتها لن يكون هناك سبيلا لهؤلاء للحياة سوى احتراق الحدود المصرية، ولا يوجد أحد يستطيع “منع طوفان بشري فلسطيني”، حسبما يشير الغول.

المساس بـ”الحدود والسلام” مع مصر.. ماذا لو اجتاحت إسرائيل رفح بريا؟

بعد يوم واحد من تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بمواصلة الحرب ضد حركة حماس المصنفة إرهابية لدى الولايات المتحدة ودول أخرى، حتى “النصر الكامل” في قطاع غزة، قصفت القوات الإسرائيلية مدينة رفح على الحدود المصرية، ما أثار المخاوف من هجوم بري وشيك.

لكن لافي ينفي إمكانية نقل إمكانية السكان إلى مصر، لأن “السلطات المصرية ترفض ذلك”.

ويقول: “على إسرائيل احترام إرادة ورؤية مصر وأي قرار اسرائيلي مخالف لذلك سيكون اختراق لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية”.

ومن مصلحة إسرائيل مواصلة اتفاق السلام مع مصر وعدم تعريض الاتفاق للخطر، وفق المحلل العسكري والاستراتيجي الإسرائيلي.

وسط عملية رفح المرتقبة.. خيارات نزوح الفلسطينيين و”جدل سيناء”

بالتزامن مع العملية العسكرية الإسرائيلية البرية المرتقبة في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، تظهر التساؤلات حول خيارات نزوح مليون ونصف المليون فلسطيني موجدين حاليا داخل المدينة، وما هي المناطق التي يمكن نقلهم إليها؟.. وهو ما يكشفه مختصون تحدث معهم موقع “الحرة”.

حرب طويلة الأمد؟

تعهدت إسرائيل بـ”تدمير حماس” كقوة عسكرية وسياسية، ومرارا وتكرار، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن بلاده ستواصل حربها الحالية في غزة حتى تحقق “التدمير الكامل للحركة”.

ويرى الغول أن “الحرب لن تنتهي قريبا إلا إذا حدث وقف لإطلاق النار وصفقة تبادل للرهائن والوصول لاتفاق سياسي على أساس إدارة الحكم في قطاع غزة”.

وفي مدينة خان يونس فالمعارك مستمرة من أكثر من شهرين، ولم تستطع إسرائيل تطهير المدينة ولا تفكيك كتائب حماس أو القضاء عليها، وفق المحلل السياسي الفلسطيني.

ويشير الغول إلى أن الوضع في رفح سيكون أسوء بكثير من خان يونس وبالتالي فخطط إسرائيل بشأن اجتياح المدينة بريا “غير واقعية أو منطقية”، على حد تعبيره.

ولكن على جانب آخر، يشير لافي إلى إعلان إسرائيل منذ بداية الحرب في غزة أن “المعارك سوف تستمر لسنة أو سنتين، ولن تكون رحلة لمدة أسبوع أو أسبوعين، لوجود بنية تحتية إرهابية لحماس تم إنشائها خلال سنوات عدة، ويجب تدميرها بشكل كامل”.

ويقول: “هناك مدن كاملة تحت الأرض قامت حماس ببنائها، ويجب تدميرها أولا، ثم قتل كل من بقي من القوات العسكرية الحمساوية المنظمة”.

وكتائب حماس الموجودة في خان يونس قد “تفككت”، وهناك معطيات استخباراتية تشير لوجود ضعف كبير في قوة الحركة بمواجهة الجيش الإسرائيلي.

وكتائب حماس في “رفح” أضعف من تلك الموجودة في “خان يونس”، وطالما لا يوجد تطهير كامل فيجب الاستمرار حتى “تدمير الحركة” بشكل كامل، وفق لافي.

والاستمرار في قتال حماس ودخول رفح بريا “أمر منطقي” لأن بقاء الحركة خطر على إسرائيل ودول المنطقة، ويجب كسر “قوتها” حتى لو استمر الأمر لسنوات، حسبما يؤكد لافي.

عسكريا أم أيديولوجيا؟.. معضلة تدمير حماس

مرار وتكرار أكدت إسرائيل على هدفها  الأول بالحرب في قطاع غزة، والمتمثل في “تدمير حركة حماس” المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخري، بينما يتجادل مختصون تحدث معهم موقع “الحرة” حول سبل تحقيق ذلك في ظل اعتماد الحركة على “أيدلوجيا صعب القضاء عليها”.

واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق في السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل “القضاء على الحركة”، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، ما تسبب بمقتل 33091 فلسطينيا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 75750، وفق ما أعلنته وزارة الصحة التابعة لحماس، الخميس.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *