أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن “الوقت قد حان للسعي لإنهاء الصراع في اليمن”، كما شدد على أن بلاده باتت أقرب للتطبيع مع إسرائيل، فيما كشف في مقابلة مع محطة “فوكس نيوز” الأميركية، الأربعاء، عن مواقف الرياض من ملفات عدة في المنطقة على رأسها برنامج إيران النووي، إلى جانب ملفات دولية أبرزها الحرب على أوكرانيا، وأسعار النفط.
ويأتي تأكيد ولي العهد السعودي على ضرورة إحلال السلام في اليمن، بالتزامن مع مباحثات حثيثة استضافتها الرياض مع ممثلين عن الحوثيين الذين يسيطرون على مساحات واسعة من البلاد.
وفي ملف أوكرانيا شدد بن سلمان على أن “غزو بلد آخر أمر سيء حقا”، كما أكد أن قرارات خفض إنتاج النفط هدفها استقرار السوق وليس مساعدة روسيا في حربها بأوكرانيا.
وأضاف ولي العهد السعودي قوله: “إننا فقط نراقب العرض والطلب، فإذا حدث نقص في المعروض فإن دورنا في أوبك+ هو سد هذا النقص. وإذا كان هناك فائض في المعروض فإن دورنا في أوبك+ هو ضبط ذلك من أجل استقرار السوق”.
النووي الإيراني
وعبر بن سلمان عن قلقه بشأن احتمال حيازة إيران لسلاح نووي، في وقت تنفي فيه طهران السعي لامتلاك قنبلة نووية.
وقال ولي العهد السعودي إن “هذه خطوة سيئة… إذا استعملتَها سيتعين أن تدخل في معركة كبرى مع باقي العالم”.
وعن موقف المملكة إذا حصلت إيران بالفعل على قنبلة نووية قال الأمير السعودي: “إذا حصلوا على واحدة، فلا بد أن نحصل عليها بالمثل”.
التطبيع مع إسرائيل
وفي حديثه عن التطبيع مع إسرائيل، قال بن سلمان إن بلاده تقترب بشكل مطرد من تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وتأتي مقابلة فوكس نيوز مع ولي العهد السعودي في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، جاهدة للدفع للتوسط من أجل إقامة علاقات بين إسرائيل والسعودية، أبرز حليفتين لواشنطن في الشرق الأوسط.
والمحادثات الرامية للتطبيع هي محور مفاوضات معقدة تشمل أيضا ضمانات أمنية أميركية ومساعدة في مجال الطاقة النووية المدنية تسعى لها الرياض إضافة إلى تقديم إسرائيل تنازلات للفلسطينيين.
وقال ولي العهد السعودي لدى سؤاله عما يتطلبه الأمر للتوصل لاتفاق تطبيع “بالنسبة لنا القضية الفلسطينية مهمة للغاية. نحتاج لحل هذا الجزء… ولدينا مفاوضات جيدة تتواصل حتى الآن”.
وتابع متحدثا بالإنكليزية قوله: “يجب أن نرى إلى أين سنصل. نأمل أننا سنصل إلى مكان سيسهل حياة الفلسطينيين ويجعل إسرائيل لاعبا في الشرق الأوسط”.
وبينما يقول مسؤولون أميركيون على إن أي انفراجة بشأن علاقات المملكة مع إسرائيل لا تزال بعيدة المنال، فإنهم يروجون في الدوائر الخاصة للمنافع المحتملة بما يشمل إنهاء نقطة أساسية في الصراع العربي الإسرائيلي، وتقوية التكتل الإقليمي المناهض لإيران والتصدي لصولات وجولات الصين في منطقة الخليج إضافة إلى تحقيق بايدن لنصر في السياسة الخارجية في وقت يسعى فيه للفوز بفترة جديدة في انتخابات نوفمبر 2024.
ويأتي توقيت بث المقابلة بعد اجتماع بايدن برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، حيث تعهدا فيه بالعمل معا من أجل تطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية بما قد يعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط. كما قالا إنه لا يمكن السماح لإيران بالحصول على سلاح نووي.
الشأن الداخلي
ورد ولي العهد على سؤال بشأن مقتل الصحفي، جمال خاشقجي، عام 2018 بالقول إنه يعمل على إصلاح النظام الأمني للتأكد من عدم تكرار هذا النوع من “الأخطاء” مرة أخرى.
وعلق على حكم الإعدام الصادر بحق رجل انتقد المملكة على وسائل التواصل الاجتماعي بالقول إنه يأمل أن يرى القاضي القادم الذي ينظر القضية الأمور بشكل مختلف.
كما شرح بن سلمان رؤيته لمستقبل رياضة الغولف في السعودية، قائلا إن الاندماج المخطط لسلسلة إل.آي.في للغولف واتحاد المحترفين سيكون بمثابة “تغيير” لرياضة الجولف.
وأضاف ولي العهد السعودي أنه غير مهتم بشأن اتهامات “الغسيل الرياضي”.