قالت قوات الدعم السريع في السودان اليوم السبت إنها أحبطت عملية تسلل لقوات من الجيش السوداني إلى مدينة الفاشر غربي البلاد، في حين قالت وزارة الخارجية السودانية إن قوات الدعم السريع احتجزت عددا من شاحنات المساعدات الإنسانية هناك.
وبحسب الدعم السريع، فإن الجيش كان مزودا بذخائر ووقود لإمداد الفرقة الـ6 مشاة التابعة له في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. ووفقا لمصادر محلية، فإن اشتباكات جرت بين الطرفين قرب بوابة مليط شمالي الفاشر.
وفي سياق متصل، قالت الوزارة إن قوات الدعم السريع احتجزت عددا من شاحنات المساعدات الإنسانية من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كانت في طريقها إلى مدينة الفاشر.
وأوضحت الخارجية السودانية في بيان أن قوات الدعم السريع حشدت مقاتلين قرب بلدة مليط لقطع الطريق على قوافل المساعدات وللاستيلاء عليها.
وفي السادس من مارس/آذار الجاري وافقت الحكومة السودانية على استخدام معبر الطينة من تشاد إلى مدينة الفاشر لدخول المساعدات الإنسانية، إلى جانب استخدام مسارات من مصر وجنوب السودان.
نهب وتشريد
وأكد البيان أن من وصفها بمليشيا الدعم السريع هاجمت في ولاية الجزيرة وحدها 28 قرية خلال الأسبوعين الماضيين، وقتلت 43 مدنيا، ونهبت ممتلكاتهم ومحاصيلهم الزراعية، وحولت أعدادا كبيرة من سكان الولاية إلى نازحين ومشردين.
وفي أقصى جنوب ولاية الجزيرة أيضا، قالت لجان مقاومة ود مدني إن 16 مدنيا على الأقل قتلوا في هجوم لقوات الدعم السريع على قرى غرب منطقة سنار.
وحسب بيان للجان مقاومة ود مدني، فإن هجوما للدعم السريع على قرية ود أبو آمنة أسفر عن 11 قتيلا و16 مصابا من سكان القرية، في وقت أدى فيه هجوم مماثل على قرية المناصرة إلى مقتل 5 أشخاص وجرح آخرين. وأشار البيان إلى أن هجوم آخر للدعم السريع على قرية بسوط تسبب في مقتل عدد من المواطنين.
وصعّدت قوات الدعم السريع من هجماتها على القرى الآمنة في ولاية الجزيرة وسط البلاد، وولايتي شمال وجنوب كردفان (جنوب)، حسب وزارة الخارجية.
وندد حزبا المؤتمر السوداني والأمة القومي “بالانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة”، وطالب الحزبان “بضرورة محاسبة المتورطين في أحداث الجزيرة والعمل على وقف الانتهاكات فورا”.
مواجهات مستمرة
وشمالي الخرطوم، قال مراسل الجزيرة إن الجيش قصف بالمدفعية الثقيلة من قاعدته بشمال أم درمان أهدافا للدعم السريع بمدينة بحري شماليّ الخرطوم، في وقت تصاعدت فيه حدة القتال في الأيام الماضية.
من جهته، قال مصدر بالجيش السوداني إن قوة من الجيش بمعسكر سلاح الأسلحة بالكدرو شمال بحري نصبت كمينا للدعم السريع، وتمكنت من تدمير ناقلة وقود وعدد من العربات القتالية ذات الدفع الرباعي.
وبحسب مصادر عسكرية، قامت قوة من الدعم السريع بالهجوم فجر اليوم السبت على قوة الجيش المتمركزة بمنطقة الأعوج بولاية النيل الأبيض (جنوب شرق). وكشفت المصادر أن قوات الدعم السريع كانت تسعى لدخول مدينة الدويم، إلا أن قوة من الجيش تصدت لها عند منطقة الأعوج شمال الدويم.
وأسفرت محادثات برعاية سعودية أميركية بين الجيش السوداني والدعم السريع يوم 11 مايو/أيار 2023 عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين، وإعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات وتبادل للاتهامات بين طرفي النزاع، الأمر الذي تسبب في تعليق المفاوضات.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا خلفت حوالي 14 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.