استشهد 3 فلسطينيين وأصيب أكثر من 30 آخرين في اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية مخيم جنين قبل انسحابها منه بعد عدة ساعات خاضت خلالها اشتباكات عنيفة وقوية مع المقاومين الفلسطينيين بالمخيم.
وأكد مراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال لم تتمكن من الوصول إلى قلب المخيم الذي تسميه “عش الدبابير”.
وذكر المراسل أن فصائل المقاومة بالمخيم اكتشفت اقتحام وحدة من المستعربين ووحدة دوفدفان، وبعد اكتشافها قامت نحو 40 آلية للاحتلال باقتحام مدينة جنين من منطقة حاجز الجلمة للمدخل الشمالي ومن حاجز ومعسكر سالم عند المدخل الغربي لمدينة جنين، وحاصرت المنطقة.
وتحدث عن اشتباكات بين القوات الإسرائيلية والمقاومين الذين تمكنوا من تفجير عبوة ناسفة بإحدى آليات الاحتلال. وفي الوقت الذي أعلنت فيه كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مقاتليها استهدفوا جرافة لجيش الاحتلال بعبوة ناسفة موقعين إصابات مؤكدة، نفى جيش الاحتلال إصابة أي من جنوده واعترف بعملية التفجير.
وأشار مراسل الجزيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يعترف بوقوع أي إصابات في صفوفه، ولكنه يعترف في مرحلة لاحقة بأي خسائر، وقد حدث ذلك في أكثر من مناسبة.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أنه يتم إطلاق نيران كثيفة على القوة العسكرية العاملة بالمنطقة، لكن لم يتم الإبلاغ عن إصابة جنود في العملية.
وقال الصحفي علي السمودي، الموجود بمخيم جنين -للجزيرة- إن فصائل المقاومة حاصرت قوات الاحتلال قرب المسجد الرئيسي واشتبكت معه مما دفع للمزيد من قوات الاحتلال إلى التدخل، وتم قصف المسجد وإطلاق صواريخ الكتف.
تطويق منزل
وذكر مراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال حاصرت منزل القائد أحمد أبو البهاء أحد قادة كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، وزعم جيش الاحتلال أن مجموعة مسلحة كانت توجد بالمنزل.
وأوضح المراسل أن قوات الاحتلال لم تجد أبو البهاء في المنزل، واعتقلت والده وهددت عائلته بالتصفية إذا لم يسلم نفسه.
وقالت إذاعة الاحتلال إن طائرات إسرائيلية قصفت المنزل المحاصر من الجو، مشيرة إلى أن أغلب الإصابات وقعت بتفجير طائرة مسيرة في تجمع للفلسطينيين داخل المخيم.
وبحسب يديعوت أحرونوت فقد تم تطبيق إجراء “طنجرة الضغط “على المنزل المستهدف بالمداهمة، كما تم استخدام طائرة هجومية بدون طيار من طراز ماعوز.
وإجراء “طنجرة الضغط” إجراء ينتهجه جيش الاحتلال لمحاصرة أي مطلوب فلسطيني متحصن داخل مبنى، حتى يسلم نفسه أو يقتل نهاية الأمر.
وقالت قوات الاحتلال إنها تمكنت من اعتقال شخصين قبل انسحابها من المخيم، بينما قالت القناة-12 الإسرائيلية إنه تم اعتقال مسؤول كبير في العملية.
من جانبها نعت حماس قتلاها الذين استشهدوا خلال المواجهات مع قوات الاحتلال المقتحمة لمخيم جنين.
وذكرت حماس في بيان أن كل “جرائم الاحتلال بحق شعبنا ومقدساته” لن تمر دون عقاب، ولن تكسر “إرادة وصلابة شعبنا”.
يشار إلى أنه -ومنذ بداية العام الجاري- استشهد 238 فلسطينيا برصاص الاحتلال في الضفة الغربية منهم 74 في جنين لوحدها.
تغطية صحفية: “لحظة ارتقاء يوسف رضوان برصاص الاحتلال شرق خانيونس جنوب قطاع غزة”. pic.twitter.com/tCOtmBxWIc
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) September 19, 2023
شهيد في غزة
وفي غزة، استشهد فلسطيني عمره 25 عاما، وأصيب آخرون برصاص الجيش الإسرائيلي خلال احتجاجات على أطراف شرق القطاع قرب السياج الفاصل مع إسرائيل.
وأعلنت وزارة الصحة بالقطاع عن إصابة 11 فلسطينيا بجراح مختلفة جراء اعتداءات القوات الإسرائيلية بالمناطق الشرقية للقطاع.
كما أعلنت أن هذا الشاب استشهد متأثرا بإصابته بعيار ناري خلال احتجاجات شرق خان يونس جنوب القطاع المحاصر.
وقد توافد مئات الفلسطينيين -لليوم الثالث على التوالي- نحو السياج الفاصل بغزة في 3 مناطق للمشاركة بمظاهرات دعا إليها شبان يطلقون على أنفسهم “الشباب الثائر” عبر مواقع التواصل تنديدا باقتحام مستوطنين للمسجد الأقصى.
وكان 5 فلسطينيين استشهدوا وآخرون أصيبوا إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت متظاهرين قرب السياج الفاصل مع إسرائيل، خلال احتجاجات الخميس الماضي.
وينشر الجيش الإسرائيلي -منذ بدء اندلاع الاحتجاجات- قواته المدججة بالسلاح وآلياته، ووحدة القناصة، على طول السياج الفاصل لتفريق هذه المظاهرات التي تجري بالمناطق الشرقية للقطاع.
ومن جانب آخر، ذكرت قناة “كان” الإسرائيلية أن اتصالات تجري بين تل أبيب والقاهرة من أجل “خفض التوتر مع غزة”.