الدوحة- اعتبر محمد علي الخوري، الأمين العام للمعرض الدولي للبستنة “إكسبو ـ قطر 2023″، أن المعرض أحد أهم الأحداث المنتظرة على الساحة العالمية ويسعى لتحقيق الاستدامة وتعزيز الوعي البيئي على نطاق واسع.
وأوضح الخوري ـ في حوار خاص مع الجزيرة نت ـ أن المعرض يركز على الزراعة الحديثة ويعرض تقنياتها الجديدة، ويضع وقف التصحر جزءا من رسالته وأهدافه الرئيسية.
وأضاف أن المعرض الذي يقام بالدوحة في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول المقبل وعلى مدار 6 أشهر- يعد منصة للابتكار والاكتشاف وفرصة للتواصل والتعاون والتعلم المشترك، كما أنه يأتي بعد النجاح الباهر لدولة قطر في تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022، معتبرا أن هذا يظهر قدرات الدوحة على استضافة الأحداث الدولية الكبيرة والمهمة ويؤكد وجود بنية تحتية قادرة على ذلك.
وأشار إلى أن المعرض يقام للمرة الأولى في قطر تحت شعار (صحراء خضراء، بيئة أفضل) وذلك بهدف إلهام الزوار، وتشجيعهم على اتباع الطرق الناجعة لوقف زحف التصحر، وإطلاعهم على الحلول المبتكرة لمواجهته، واعتماد الزراعة كأحد أهم الحلول المستدامة للقيام بذلك، وكذلك لمواجهة مشكلات المياه، والتغلب على تحديات الطاقة وتحقيق الأمن الغذائي.
وفيما يلي نص الحوار:
-
في البداية هل لك أن توضح لنا أهمية هذا المعرض الدولي؟
“إكسبو 2023 الدوحة” هو أحد أهم الأحداث المنتظرة على الساحة العالمية، تحت شعار “صحراء خضراء، بيئة أفضل” ويعد خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة وتعزيز الوعي البيئي على نطاق واسع وينظم في الدوحة في الفترة من الثاني من 2 أكتوبر/تشرين الأول المقبل ولمدة 179 يوما، ومن المتوقع أن يشهد حضورا كبيرا من الزوار من جميع أنحاء العالم.
ويركز المعرض على الزراعة الحديثة، بما في ذلك البستنة، كجزء من رسالته وأهدافه الرئيسية، كما أنه ليس فقط معرضا عالميا، بل هو منصة للابتكار والاكتشاف، وفرصة للتواصل والتعاون والتعلم المشترك.
-
ما الاستعدادات الخاصة باستضافة قطر للمعرض؟
يمثل معرض “إكسبو 2023 الدوحة” لحظة حاسمة لدولة قطر لإبراز قدراتها على استضافة الأحداث الدولية المهمة، حيث تمتلك تجهيزات في البنية التحتية تليق بهذا الحدث الكبير وتظهر استعدادنا للترحيب بالعالم أجمع، كما يعد النجاح الباهر لبطولة كأس العالم قطر 2022 شاهدا على مدى استعداد البنية التحتية وقدراتها على التكيف مع الظروف والأحداث المتتالية.
-
لماذا تم اختيار حديقة البدع كموقع لاستضافة الحدث العالمي وما تجهيزات اللجنة المنظمة من أجل خروج المعرض في أفضل صورة؟
تم اختيار حديقة البدع كموقع لاستضافة “إكسبو 2023 للبستنة” بناء على مجموعة من العوامل التي تبرز الحديقة كأحد المعالم التي تجسد رؤية دولة قطر لتجميل المدن والطرقات وتخصيص مساحات خضراء خارجية تعرض التنوع البيئي الذي تسعى دولة قطر إلى تطويره.
كما تتيح حديقة البدع فرصا لاستضافة مجموعة واسعة من الأجنحة والعروض والأنشطة المتنوعة، حيث إنها تمتد على مساحة ضخمة تبلغ 1.7 مليون متر مربع، وستكون فرصة جيدة للاطلاع على العديد من الأساليب الزراعية المستدامة ونظم الري الحديثة داخل الحديقة.
-
ما شعار المعرض هذا العام وما دلالته؟
شعار المعرض هذا العام هو “صحراء خضراء، بيئة أفضل” ويقام للمرة الأولى في قطر ويهدف هذا الشعار إلى إلهام الزوار، وتشجيعهم على اتباع الطرق الناجعة لوقف زحف الصحراء، وإطلاعهم على الحلول المبتكرة لمواجهة التصحر، واعتماد الزراعة كأحد أهم الحلول المستدامة للقيام بذلك، وكذلك لمواجهة مشكلات المياه، والتغلب على تحديات الطاقة وتحقيق الأمن الغذائي.
كما يقدم المعرض نماذج مبتكرة للزراعة الحديثة والتكنولوجيا لتعزيز الوعي البيئي، فمن المتوقع أن تكون أرض إكسبو مكانا خصبا للمعلومات وإثراء الزائرين، فالتحدي هو الاستفادة من هذا الحدث العالمي وأن تعم الفائدة منه على المنطقة الخليجية خاصة والشرق الأوسط والمناطق الصحراوية بشكل عام.
وتعتبر دولة قطر من الدول الرائدة في مجال الزراعة على الرغم من كونها دولة صحراوية ذات مساحة صغيرة لامتلاكها العديد من المؤهلات التي تمكنها من التعامل مع التحديات البيئية التي يتبناها المعرض لتضمينها بالمبادرات وإدراجها ضمن أولوياتها البيئية وجعلها جزءا أساسيا من سياستها وبرامجها الوطنية.
-
المعرض يقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ما تأثير ذلك؟
استضافة دولة قطر لهذا المعرض تمثل أهمية كبيرة، فهو يسهم في توسيع نطاق الحوار العالمي، ونتوقع أن تشكل فعاليات المعرض نقطة جذب رئيسية للزوار من جميع أنحاء العالم والمنطقة، كونه أول حدث من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الأمر الذي سيمثل حافزا لزيادة المشاركين والزائرين.
كما نتوقع بلا شك أن يكون “إكسبو 2023” الدوحة للبستنة حدثا فريدا، يحقق نجاحا مبهرا حيث ارتبط اسم قطر بالريادة في تنظيم الفعاليات والأحداث العالمية، وهناك نجاحات يؤكدها تاريخ الدولة في هذا المجال، ونرحّب بالجميع من كافة أنحاء العالم، لزيارة قطر والانضمام لنا لإثراء المعرض من خلال الحضور أو المشاركات.
-
ما التقنيات العالمية التي سيتم التركيز عليها بالمعرض وهل يمكن لها أن تسهم بالفعل في الحد من التصحر؟
تعمل اللجنة المنظمة على جذب جميع التقنيات العالمية التي تحد من التصحر وتسهم في زيادة الرقعة الخضراء والأراضي الزراعية، والمحافظة على الموارد البسيطة من المياه الموجودة في الخليج، كما تشجع المستثمرين على الزراعة الحديثة واستخدام التقنيات الجديدة التي تحافظ على المياه، مثل الزراعة بتقنية الهيدروبونيك، والزراعة بالأنابيب العمودية، والزراعة بالتقنية المائية الفائقة.
الأنظمة الزراعية الحديثة التي أدخلتها المزارع القطرية لها مزايا عديدة في زيادة الرقعة الخضراء، خصوصا أنظمة “الأكوابونيك” و”الهيدروبونيك” التي تشمل زيادة الإنتاج في وحدة المساحة وقلة العمالة المطلوبة مع الاستغناء عن العمليات المكلفة مثل الحرث والتعقيم والتسميد وإزالة الحشائش والبعد التام عن أمراض التربة وملوثاتها وآفاتها، وكذلك الحصول على محصول مبكر وسريع الإنتاج، ما يتيح القيام بعدد أكبر من الزراعات في الموسم الواحد مع تحكم أفضل في الري والتسميد.
-
حدثنا عن الجدوى الاقتصادية للمعرض؟
يعتبر وجود الدول والمؤسسات والشركات العالمية في قطر على مدى الأشهر الستة رافدا جيدا للحركة الاقتصادية في الدولة كالفنادق والمطاعم ووسائل النقل، كل هذا داعم للاقتصاد القطري إضافة للاتفاقيات التي ستعقد خلال فترة المعرض.
لا شك أن استضافة دولة قطر للمعرض تشير إلى مدى الثقةِ التي باتت تتمتعُ بها صناعة المعارض والمؤتمرات في قطر، ما يؤكد أن الدولة أصبحت وجهة جاذبةً للمعارض والمؤتمرات العالمية، الأمر الذي ينعكس إيجابا على رفد قطاع السياحة المحلية، ودعم الاقتصاد الوطني للدولة، باعتبار أن قطر تمتلكُ كافة المقومات اللازمة التي تؤهلها لقيادة المنطقة في صناعة المعارض والمؤتمرات، بما تمتلكه من بنية تحتية ذات مستوى عالمي.
لقد استثمرت قطر في تطوير مجموعة فريدة من مرافق الفعاليات الحديثة وفقًا لأعلى المعايير الدولية، وهي مراكز مهيأة لاستضافة أكبر المؤتمرات والمعارض الدولية، كما أن اهتمام دولة قطر بسياحة المعارض، سيساعد في تسليط الضوء على قطر، وستأخذ هذه المعارض مكانتها على خريطة المعارض الدولية، وستكون النتيجة زيادة مطردة في عدد السياح والزوار، مما يسهم بصورة كبيرة في إشغال الفنادق وازدهار السياحة خلال الفترة المقبلة.