سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية الضوء على تحذيرات من مسؤولين أمنيين ومتخصصين في مجال مكافحة الإرهاب، من أن الهجمات الأخيرة لتنظيم “داعش خراسان” في موسكو وإيران، “قد تشجعه على مضاعفة جهوده لمحاولة استهداف أوروبا”.
وذكرت الصحيفة أن متخصصين في مكافحة الإرهاب أعربوا عن قلقهم من أن الهجمات قد تشجع تنظيم “داعش خراسان” على محاولة “استهداف فرنسا وبلجيكا وبريطانيا، ودول أخرى تعرضت لهجمات إرهابية متقطعة خلال العقد الماضي”.
ما هو “داعش خراسان”؟
داعش خراسان، الذي يعرف باسم (ISIS-K)، هو فرع للتنظيم الإرهابي الذي ظهر لأول مرة في سوريا والعراق. وفي حين أن المنتسبين يشتركون في أيديولوجية وتكتيكات، فإن عمق علاقتهم فيما يتعلق بالتنظيم والقيادة والسيطرة، لم يتم تحديده بالكامل.
ويأتي اسم التنظيم “خراسان”، نسبة إلى اسم قديم للمنطقة التي تشمل أفغانستان وباكستان.
وظهر “داعش” في منطقة خراسان بأفغانستان، حيث تأسس عام 2015 على يد أعضاء سابقين في حركة طالبان الباكستانية.
وكرس التنظيم وجوده على ساحة الإرهاب الدولية، بعد أن أطاحت حركة طالبان بالحكومة الأفغانية عام 2021. ومنذ ذلك الحين، تقاتل حركة طالبان تنظيم “داعش-خراسان” في أفغانستان.
ونقل تقرير سابق لشبكة “سي إن إن” الأميركية، عن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية، أن فرع تنظيم داعش خراسان يضم “عددا صغيرا من المتطرفين السابقين من سوريا، وغيرهم من المقاتلين الإرهابيين الأجانب”.
وأشار المسؤولون إلى أن الولايات المتحدة “حددت ما بين 10 إلى 15 من كبار العناصر (بداعش خراسان) في أفغانستان”.
مسؤولون يحذرون
أمام لجنة بمجلس الشيوخ هذا الشهر، قالت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، أفريل هاينز، إن “التهديد الذي يشكله داعش، لا يزال مصدر قلق كبير في مجال مكافحة الإرهاب”.
والخميس، قال رئيس القيادة المركزية للجيش الأميركي، الجنرال مايكل كوريلا، أمام لجنة بمجلس النواب، إن تنظيم “داعش-خراسان”، “يحتفظ بالقدرة والإرادة لمهاجمة المصالح الأميركية والغربية في الخارج، في أقل من 6 أشهر، دون سابق إنذار”.
“داعش خراسان” يزداد “جرأة وعنفا”.. وما سر العداء مع طالبان؟
بات تنظم “داعش خراسان” الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم موسكو الدموي، “أكثر جرأة وعنفًا” وامتدت هجماتها من أفغانستان إلى باكستان ثم روسيا حاليًا.
عدد متزايد من المؤامرات
ونوهت “نيويورك تايمز” بأن هناك “عددا متزايدا من المؤامرات التي كان التنظيم الإرهابي يعمل على تنفيذها في أوروبا، قبل إحباطها، خلال الفترة الماضية”.
وفي يوليو الماضي، نسقت ألمانيا وهولندا اعتقالات استهدفت 7 أفراد من الطاجيك والتركمان والقرغيز المرتبطين بشبكة “داعش-خراسان”، الذين يشتبه في تخطيطهم لهجمات في ألمانيا.
كما ألقي القبض على 3 رجال في ولاية شمال الراين وستفاليا الألمانية، بسبب خطط لمهاجمة كاتدرائية كولونيا ليلة رأس السنة الجديدة 2023، فضلا عن مداهمات أسفرت عن 3 اعتقالات أخرى في النمسا، وواحد في ألمانيا يوم 24 ديسمبر الماضي.
وقال مسؤولون أميركيون وغربيون في مجال مكافحة الإرهاب، إن هذه المؤامرات نظمها “عملاء على مستوى منخفض، تم اكتشافهم وإحباطهم بسرعة نسبية”.
وقالت رئيسة المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، كريستين أبي زيد، أمام لجنة بمجلس النواب الأميركي، في نوفمبر الماضي: “حتى الآن، اعتمد تنظيم داعش خراسان بشكل أساسي على عملاء عديمي الخبرة في أوروبا، لمحاولة تنفيذ هجمات باسمه”.
غير إن هناك دلائل مثيرة للقلق على أن “داعش خراسان يتعلم من أخطائه”، حسب “نيويورك تايمز”، حيث هاجم في يناير الماضي كنيسة للروم الكاثوليك في مدينة إسطنبول التركية، مما أسفر عن مقتل شخص واحد.
واعتبر مسؤولون بمكافحة الإرهاب، أن هجمات موسكو وإيران “أظهرت المزيد من التعقيد”، مما يشير إلى “مستوى أكبر من التخطيط والقدرة على الاستفادة من الشبكات المتطرفة المحلية”.
ما هو تنظيم “داعش-خراسان”؟
يعيد هجوم موسكو الجمعة إلى الأذهان الهجوم الذي جرى في يناير الماضي في إيران، حيث يتشاركان بأنهما استهدفا تجمعات حاشدة أسفرت عن مقتل عشرات الأشخاص في كلا البلدين.
“خلايا نائمة” في أوروبا
ونقلت الصحيفة عن تقرير للأمم المتحدة، أن “بعض الأفراد من شمال القوقاز وآسيا الوسطى الذين يسافرون من أفغانستان أو أوكرانيا باتجاه أوروبا، يمثلون فرصة لتنظيم داعش-خراسان، الذي يسعى إلى شن هجمات عنيفة في الغرب”.
وخلص التقرير إلى وجود “أدلة على مؤامرات عملياتية حالية وغير مكتملة، على الأراضي الأوروبية، نفذها تنظيم داعش خراسان”.
وحدد مسؤول استخباراتي غربي كبير، وفق نيويورك تايمز، 3 دوافع رئيسية يمكن أن تلهم عناصر “داعش خراسان” للهجوم، هي “وجود خلايا نائمة في أوروبا، وصور الحرب في غزة، والدعم الذي يتلقونه من الناطقين بالروسية الذين يعيشون في أوروبا”.
ووفق الصحيفة، فإن أحد أهم الأحداث الكبرى هذا الصيف في فرنسا يثير قلق العديد من مسؤولي مكافحة الإرهاب، إذ يقول إدموند فيتون براون، المسؤول السابق عن مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، الذي يعمل مستشارا لمشروع مكافحة التطرف: “أنا قلق بشأن دورة الألعاب الأولمبية في باريس”، لافتا إلى أنها “ستكون هدفا إرهابيا ممتازا”.