أفاد مراسل الجزيرة بأن الأطباء والمرضى والنازحين المحاصرين في مجمع الشفاء الطبي شمالي قطاع غزة أطلقوا نداء استغاثة لتوفير الغذاء والدواء، في حين ذكر شهود عيان أن جيش الاحتلال طلب من المحاصرين تسليم أنفسهم وسط إطلاق نار كثيف ودوي انفجارات.
وقد حصلت الجزيرة على صور تُظهر آثار دبابات إسرائيلية بمحيط المجمع دهست مواطنين فلسطينيين بعد إجلائهم من المستشفى وخلال محاولتهم الوصول لمكان آمن.
وتظهر الصور نصف جثة لفلسطيني مصاب وفي إحدى ساقيه جَبيرة، وقد تعرض لدهس من قبل إحدى الدبابات الإسرائيلية بعدما حاول النجاة زحفا.
وفي أول تعليق لها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن قصف المدنيين بالمسيرات ودهس المصابين بالدبابات جرائم حرب تؤكد أن جيش الاحتلال عصابة من القتلة المتعطشين للدماء.
وأضافت أنه “في ظل تواصل جرائم الاحتلال في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، المطلوب ردع الكيان ومحاسبته على جرائمه”.
ويواصل جيش الاحتلال لليوم الخامس على التوالي اقتحام مستشفى الشفاء الذي كان يضم أكثر من 7 آلاف مريض ونازح، وينفذ حملة اعتقالات واسعة بصفوف النازحين ويقصف المنازل المحيطة بالمستشفى، مما خلف عشرات القتلى والجرحى.
اغتيال 4 مدنيين
ويأتي عرض الصور الجديدة بعد أن بثت الجزيرة أمس الخميس مشاهد حصرية من مسيّرة إسرائيلية، تظهر استهداف 4 مدنيين فلسطينيين في منطقة السكة بخان يونس، جنوبي قطاع غزة.
والتُقطت المشاهد من مسيرة إسرائيلية أُسقطت في خان يونس بداية فبراير/شباط الماضي، وتظهر ملاحقة المسيرة الشبان الفلسطينيين الأربعة وهم عزل واستهدافهم بعدة صواريخ، حيث استشهد اثنان منهم مع أول صاروخ، ثم استشهد الثالث وبعده الرابع بصاروخين آخرين.
ويظهر بوضوح من خلال المقطع أن المدنيين الأربعة لا يحملون السلاح ولا يشكلون أي خطر. وبعد أول استهداف، استشهد شابان، في حين ظهر ثالث وهو يبتعد عن مكان سقوط الصاروخ.
ويبدو في المقطع أن أحد الشبان الأربعة لا يزال يتحرك، بينما لم تترك المسيرة المكان، حيث استمرت في ملاحقة الشابين الباقيين، قبل معاودة قصفهما ليستشهدا ويلحقا برفيقيهما.
ويواصل جيش الاحتلال انتهاكاته واستهدافه المباشر للمدنيين العزل في أنحاء القطاع، خاصة بمحيط وداخل مستشفى الشفاء، حيث قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن جيش الاحتلال أعدم أكثر من 50 مدنيا في أثناء اقتحامه مجمع الشفاء الطبي.
كما أفاد شهود عيان بأن 3 مرضى في المستشفى فارقوا الحياة، بسبب منع جيش الاحتلال وصول الأدوية للمستشفى الذي يفرض حصارا مشددا عليه بعشرات الدبابات والآليات العسكرية.
وذكر شهود أن الطائرات الإسرائيلية قصفت 3 منازل لعائلة “حبوش” في محيط المستشفى، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وأشاروا إلى أن عشرات الجرحى الذين أصيبوا بقصف أو إطلاق نار من الجيش الإسرائيلي فارقوا الحياة في طرقات المناطق المحيطة بالمشفى، بسبب عجز طواقم الإسعاف أو حتى المدنيين عن الوصول إليهم.
كما اعتقل الجيش الإسرائيلي عشرات من سكان المنازل المحاذية للمستشفى، بينهم سيدة مسنة من عائلة “النواتي” يتجاوز عمرها (94 عاما) واقتادها إلى جهة مجهولة. وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن قوات الاحتلال احتجزت اليوم نحو 240 من المرضى ومرافقيهم و10 من الكوادر الصحية في مبنى المستشفى.
كما دمرت القوات الإسرائيلية وأحرقت عشرات المنازل في محيط المستشفى.
إعدام بطيء
واتهم الدفاع المدني في غزة -في بيان له- الاحتلال الإسرائيلي أول أمس الأربعاء “بالامتناع عن التنسيق مع جهات دولية كالصليب الأحمر”، من أجل السماح لطواقمه بالوصول لإنقاذ مئات المواطنين الجرحى الذين وصلته مناشداتهم في محيط المستشفى.
واعتبر أن قرار الاحتلال منع التنسيق “إمعان في سياسة الإعدام البطيء للمواطنين الأبرياء والجرحى المحاصرين”.
كما قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أمس الخميس إن الجيش الإسرائيلي تعمد قتل 13 مريضا داخل مستشفى الشفاء عبر منعه الدواء والطعام والأدوية والأكسجين عنهم في غرف العناية المركزة.
يشار إلى أن هذه هي المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات إسرائيلية المستشفى منذ بداية الحرب على غزة، حيث اقتحمته في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد حصاره لمدة أسبوع، وجرى خلال الاقتحام تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعداته الطبية ومولد الكهرباء.