مداهمة “الشفاء” تصبح الأطول منذ بداية الحرب في غزة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

أكد نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيثان تيك، في مقابلة مع قناة “الحرة” أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بحث مع نظرائه العرب إمكانية التوصل لحل الدولتين.

وأضاف أن بلينكن ووزراء خارجية دول عربية بحثوا “ضرورة عدم إخراج الشعب الفلسطيني بشكل إجباري من قطاع غزة، وتأسيس دولة فلسطينية على المدى الطويل، وإيجاد أفق سياسي للشعب الفلسطيني، وإمكانية الوصول لحل الدولتين”.

وذكر أنه يوجد “الكثير من السيناريوهات التي تم بحثها لما بعد الحرب في غزة”، مشيرا إلى “أنه رغم صعوبة المرحلة الحالية هناك أمل لسيناريو أفضل للشرق الأوسط ككل وللشعب الإسرائيلي والشعب الفلسطيني والشعوب العربية ليعيشوا جنبا إلى جنب”.

خلال جولته السادسة في الشرق الأوسط منذ بداية الحرب، التقى بلينكن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في القاهرة، الخميس، ووزراء خارجية مصر وقطر والسعودية والأردن والإمارات.

وذكر تيك أن واشنطن تريد الدفع بهذه “الرؤية الإيجابية الأفضل للمنطقة” والحد من “الرؤية المتطرفة لحماس والمنظمات الإرهابية الراديكالية الأخرى، التي تريد المزيد من القتل والدمار اللانهائي”.

ولفت إلى أن “واشنطن على تواصل دائم مع المسؤولين الفلسطينيين”، مشددا على أهمية دور “السلطة الفلسطينية وإعادة إحيائها وإصلاحها لإدارة شؤون الضفة الغربية وقطاع غزة”.

وذكر بأن بلينكن أجرى مباحثات مع مسؤولين سعوديين “حول ضرورة إنشاء دولة فلسطينية، ووجود ضمانات للإسرائيليين وإيصال المساعدات الإنسانية” ناهيك عن دعم واشنطن لمزيد من “الاندماج في الشرق الأوسط والذي قد يحتاج لمزيد من الوقت”.

وكان وزير الخارجية الأميركي، بلينكن، قد أكد ،الخميس، إن مسار تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، والذي تأخر بسبب الحرب في غزة، يحرز “تقدما جيدا للغاية”.

وأوضح بلينكن خلال مؤتمر صحفي مشترك في القاهرة مع نظيره المصري، سامح شكري، أن زيارته للمملكة، الأربعاء، تخللتها “مشاورات جيدة للغاية” مع القادة السعوديين حول تقارب في العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أنه لا يستطيع “تحديد إطار زمني لذلك”. 

وتبذل واشنطن جهودا لحشد دول عربية حول خطط طويلة الأمد للحكم في قطاع غزة في فترة ما بعد الحرب إضافة إلى توقيع مزيد من اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل.

وطالما سعت الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لإسرائيل، إلى التوسط في اتفاق نهائي بين السعودية وإسرائيل يقتضي ضمانات أمنية أميركية للمملكة.

وقال تيك إنه “ليس سرا أن الولايات المتحدة لها علاقات صداقة عميقة مع إسرائيل، وضمن هذا الإطار واشنطن لديها المجال لطرح رأيها بشكل صريح مع الإسرائيليين، وهو ما يعطينا النفوذ معهم وتطبيق الضغط، مثل الضغط بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح ومعابر أخرى”، منوها إلى أن الولايات المتحدة تتباحث بشكل مباشر مع إسرائيل حول “تفاصيل عملية رفح لضمان أمن الإسرائيليين وحماية المدنيين الفلسطينيين”.

وأكد أن واشنطن تمارس الكثير من الضغط على إسرائيل في هذا الإطار، ولهذا سترسل إسرائيل وفدا رفيع المستوى من أجل المزيد من المباحثات في واشنطن في هذا المجال “إذ ستؤكد الولايات المتحدة على ضرورة أن تكون عملية عسكرية مستهدفة وليست عملية واسعة النطاق”، واستطرد أنه بالنهاية “إسرائيل دولة ذات سيادة ونحن نتشاور معهم.. وواشنطن مع هدف القضاء على حماس”.

وقال بلينكن إثر لقائه الوزراء العرب إن “من الخطأ” تنفيذ عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في رفح، مضيفا “هناك طريقة أفضل للتعامل مع التهديد المستمر الذي تمثله حماس”.

وتحدث الوزير الأميركي عن “تقارب” في المفاوضات من أجل إرساء هدنة في غزة.

وحول المطالبات بوقف تزويد الولايات المتحدة للأسلحة لإسرائيل، قال تيك إن “إسرائيل تواجه تهديدات حقيقية، وواشنطن تدعمها بحقها في الدفاع عن نفسها، ولكن هذا لا يعني أننا نغض الطرف عن ضرورة حماية المدنيين الفلسطينيين”.

ورفض تيك التعليق على مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وقال إنها “تقدم رؤية لإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية، وهي تدين هجمات حماس، وبالنهاية تربط بين أي وقف لإطلاق النار بإطلاق سراح الرهائن”.

وتابع أن أي قرار من مجلس الأمن عليه تأييد المباحثات الجارية حاليا بين الأطراف المختلفة، حول وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإطلاق سراح الرهائن، مشيرا إلى وقف إطلاق النار المقترح يتضمن “وقفا لمدة 6 أسابيع”، معتبرا أنها صفقة ممكنة وتصب في صالح الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني.

توازيا، يجري ممثلو الولايات المتحدة وقطر ومصر محادثات في الدوحة بشأن الهدنة، فيما يعود مدير الموساد، ديفيد برنيع، الجمعة، إلى الدوحة للقاء رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، وفق الحكومة الإسرائيلية.

ولم يُجِب ما إذا كانت واشنطن تؤيد وقفا دائما لإطلاق النار أم مؤقت، وقال إن واشنطن تريد “أن ترى وقفا لإطلاق النار الذي يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن، وإيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، ولا نريد أن نرى أي سيناريو حيث تكون حماس في السلطة وهو أمر غير مقبول”، لافتا إلى وجود مباحثات “كثيرة في الدوحة ونيويورك حول هذا الموضوع”.

وأعلن المتحدث باسم السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، الخميس، أن الولايات المتحدة ستعرض، الجمعة، مشروع قرارها الذي يشدد على “وقف فوري لإطلاق النار” في غزة على مجلس الأمن الدولي للتصويت عليه.

بنود مشروع القرار الأميركي لـ “وقف نار فوري ومستدام” بغزة

قدمت الولايات المتحدة مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي تدعو فيه للتصويت على قرار بوقف “فوري ومستدام” للنار في غزة، وتضمن أيضا دعوة لتسهيل عبور المساعدات والإفراج عن الرهائن في غزة، بالإضافة إلى تأكيد أهمية حل الدولتين. 

وحمّل تيك حماس مسؤولية ما يحصل غزة وقال إنها “جرّت أكثر من مليوني فلسطيني إلى حرب لم يطلبوها”، مذكرا بأن واشنطن تسعى لحل الأزمة ومنعها من التصعيد وتهدئة الأوضاع حتى لا تنتشر في المنطقة.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر عقب هجوم شنته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وتقدر إسرائيل أن نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، من بينهم 33 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 شخصا اختطفوا في هجوم حماس.

وتوعدت إسرائيل بالقضاء على الحركة ونفذت حملة من القصف المركز أتبعتها بهجوم بري واسع، ما أسفر عن مقتل نحو 32 ألف شخص وخلف 74188 جريحا غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس التي تسيطر على القطاع منذ 2007.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *