بين غرنيكا وفلسطين.. ما السبب وراء تضامن إقليم الباسك مع قطاع غزة؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

نظمت المبادرة الثقافية “غرنيكا-فلسطين” بمدينة سان سيباستيان بإقليم الباسك الإسباني الأحد الماضي، مظاهرة ضمت أكثر من 30 ألف شخص للتضامن مع ضحايا العدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، والمطالبة بوقف الإبادة الجماعية التي يمارسها جيش الاحتلال على قطاع غزة.

وكان الحدث الأبرز في هذه المظاهرة هو تشكيل لوحة بشرية ضمت 5 آلاف شخص، استلقوا على الأرض، مع دوي صفارات الإنذار، في مكان يحمل رمزية مهمة جدا في هذا الإقليم، “من أجل التذكير بآلاف الأشخاص الذين راحوا ضحية العدوان الإسرائيلي” في قطاع غزة.

وهذه المبادرة الثقافية تجمعٌ يضم العديد من المثقفين والمبدعين والكتاب والناشطين في إقليم الباسك، حيث يربطون بين قصف مدينة غرنيكا عام 1937، وهو الحدث الذي ألهم بابلو بيكاسو لرسم لوحة جدارية بعنوان “غرنيكا”، وبين الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان قطاع غزة في الوقت الحالي.

لوحة فنية لبابلو بيكاسو تصور مأساة القصف الذي تعرضت له مدينة “غرنيكا” بإقليم الباسك عام 1937 (شترستوك)

وأقيم الحدث بجوار عمل فني لإدوارد شيليدا على خليج كونشا في سان سيباستيان، الذي يضم 3 تماثيل فولاذية ضخمة يبلغ وزن كل منها 10 أطنان، وتم تضمينها في صخور طبيعية تشرف على الخليج، وبجوارها منطقة مشاهدة واسعة، وهي التي أقيمت فيها اللوحة التضامنية مع غزة.

تمثال إدوارد شيليدا في خليج كونشا المصدر: GOOGLE
منحوتات المصمم إدوارد شيليدا في خليج كونشا بإقليم الباسك مع الساحة التي أقيمت فيها فعالية التضامن مع غزة (غوغل)

لماذا الباسك؟

وفي تصريحات خاصة للجزيرة نت، قال عضو المبادرة الثقافية “غرنيكا- فلسطين” أيغور أوتشوا إن فلسطين لديها تضامن كبير في الباسك، خاصة مع الوضع الذي تعيشه مدينة غزة الآن، و”أعتقد أننا كدولة ليس لها حق تقرير المصير نتفهم الوضع الفلسطيني حاليا”.

وأضاف أوتشوا أن الأمر لا يتعلق بالناس العاديين فحسب، بل يتعدى إلى الجمعيات والأحزاب السياسية، فالمجتمع كله يريد التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، ووقف الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل.

وعن سبب هذا التفاعل الكبير في الباسك مع العدوان على غزة، بيّن أوتشوا أن “الأحداث التي تقع في فلسطين كبيرة جدا، وتذكرنا بما وقع لنا في مدينة غرنيكا عام 1937، لذلك خرج 30 ألف متظاهر في مدينة لا يتعدى سكانها 200 ألف نسمة فقط”.

وعن فكرة اللوحة التضامنية في خليج كونشا، قال عضو المبادرة الثقافية إننا أردنا رفع صوتنا عاليا، لنوصل رسالة للعالم كله عبر الفنون ومن بلدتنا الصغيرة، من أجل أن نقول لحكومات العالم إنه يجب أن تتغير القرارات التي لا تستطيع إيقاف الحرب، ونقول للشعب الفلسطيني أيضا “إنك لست وحدك، وإننا نتعاطف معهم في أوجاعهم”.

لوحة بشرية

وأضاف أنه شارك في رسم هذه اللوحة البشرية مبدعون وكتاب وموسيقيون، بالإضافة إلى 5 آلاف شخص، مستلقين على الأرض، من أجل إبلاغ العالم رسالة تذكير بأنه يجب إيقاف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وإبلاغ الحكومات بضرورة قطع العلاقات مع دولة إسرائيل، وتشكيل ضغط دولي حقيقي لتغيير هذا الوضع.

وختم أوتشوا تصريحاته بمطالبة أوروبا بتغيير موقفها من الأحداث في فلسطين، “فهي لا تستطيع إلا التواطؤ مع هذا الوضع، وعليها قطع العلاقات مع إسرائيل، وعلى الحكومات أن تتحرك، لأن الشعوب وحدها لن تستطيع تغيير هذه المأساة غير الإنسانية”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *