يثير مشروع إقامة تمثال للعقيد مارسيل بيجيرد في فرنسا جدلا كبيرا بسبب دوره في الحرب الجزائرية واتهامات بتعذيب الجزائريين في وقت تسعى باريس لمصالحة تاريخية مع الجزائر حول الماضي الاستعماري.
ويتهم بيجيرد، وهو شخصية من رموز الحرب الجزائرية، بتدبير وممارسة التعذيب ضد الجزائريين، وقد وضع كتابا لمكافحة حرب العصابات، اعتبر دليلا للتعذيب، وهذا الدليل يشهد على رؤيته للحرب وأساليبها.
وترتفع الأصوات في فرنسا والجزائر ضد مشروع التمثال. وأعرب مؤرخون وجمعيات، عن سخطهم ورفضهم تمجيد مثل هذه الشخصية.
وتهدف عريضة أطلقها المؤرخان فابريس ريسبوتي وآلان روسيو، وبدعم من الجمعية الفرنسية للتاريخ الاستعماري ، إلى منع نصب التمثال.
Pas de statue de Marcel Bigeard dans l’espace public toulois – Signez la pétition ! https://t.co/qZdQ6BS0Rk via @ChangeFrance
— Laurent Aspis (@laurent_aspis) March 17, 2024
وينظر الكثيرون إلى إقامة تمثال تكريما لبيجيرد على أنه إهانة لذكرى الضحايا الجزائريين وعقبة أمام المصالحة بين البلدين. وهدد الاتحاد الجزائري باللجوء إلى القضاء.
ومن بين أساليب بيجيرد في التعذيب ما أكده الأمين العام لشرطة الجزائر في ذلك الوقت، وتمثل في ربط أقدام مقاتل جزائري حي بكتلة خرسانية، ثم إسقاطه على ارتفاع حوالي 300 متر من طائرة في وسط البحر.
🔴 Communiqué – Union Algérienne s’oppose fermement à l’élévation d’une statue de Marcel Bigeard à Toul.
Ce n’est pas un hasard si le nom de Bigeard est accolé à l’une des pires formes de torture qui soit : la « Crevette Bigeard », commise lors de la bataille d’Alger 🇩🇿.
Cette… pic.twitter.com/EpRUa4gv26
— Union Algérienne ☪︎ (@UnionAlgerienne) March 17, 2024
وكتب المؤرخان رايسبوتي و آلان روسيو كيف يمكننا التخطيط لإقامة تمثال للمظلي مارسيل بيجيرد وبالتالي تمجيد ممارسة التعذيب الاستعماري، وهو واحد من رموزه.
Comment peut-on projeter d’ériger une statue au parachutiste Marcel Bigeard, comme c’est le cas à Toul ? Et envisager ainsi de glorifier la pratique de la torture coloniale, dont il est l’un des symboles ? Par Fabrice Riceputi et Alain Ruscio. https://t.co/nwEknoae5S
— Fabrice Riceputi (@campvolant) March 15, 2024
وكتب المؤرخان في موقع جمعية “التاريخ الاستعماري” أنه بمبادرة من مؤسسة مارسيل بيجيرد، قرر مجلس مدينة تول، المدينة التي ولد فيها العقيد تحديد موعد لإقامة تمثاله في الفضاء العام ، الذي صنعه نحات قريب من اليمين المتطرف.
وقال المؤرخان إن الجمعية تضم صوتها للمطالبين بالتخلي عن هذا المشروع لأحد ” الرموز الرئيسية للتعذيب الذي مارسه الجيش الفرنسي في حروبه الاستعمارية في الهند الصينية والجزائر”.
وفي 4 من الشهر الجاري، طالبت عدة منظمات غير حكومية وجمعيات، لا سيما من المحاربين القدامى بأن تعترف الدولة الفرنسية بـ”مسؤوليتها” عن ممارسة التعذيب خلال حرب الجزائر (1954-1962) في مبادرة لـ”تهدئة” التوتر بين البلدين.
وكتبت نحو عشرين منظمة في ملف أرسل إلى الإليزيه وتم تقديمه في مؤتمر صحافي أن”سلوك طريق فهم الدوامة القمعية التي أدت إلى ممارسة التعذيب، والذي شكل الاغتصاب أداته الأساسية (…) ليس تعبيرا عن الندم، بل هو عامل من عوامل الثقة بقيم الأمة”.
ومنذ عام 2022، كثفت باريس والجزائر جهودهما لإعادة بناء علاقة أكثر هدوءا، من خلال إزالة العقبات تدريجاً من المسائل المتعلقة بفترة الاستعمار الفرنسي وحرب استقلال الجزائر. و تم إنشاء لجنة من المؤرخين الفرنسيين والجزائريين في العام نفسه، من قبل رئيسي الدولتين من أجل “فهم متبادل بشكل أفضل والتوفيق بين الذكريات الجريحة” كما جاء في بيان الرئاسة الفرنسية.