غزة– بينما كانت عقارب الساعة تقترب من موعد أذان المغرب، وطواقم الدفاع المدني والإسعاف تستعد لتحضير وجبة الإفطار، جاءت إشارة باستهداف إسرائيلي في محيط “أبراج المهندسين” شمال مدينة رفح، فأطلقت سيارات الإنقاذ والإسعاف العنان لأبواقها تسابق الريح للوصول إلى المكان المستهدف.
يقول مسؤول الإعلام في الدفاع المدني بالمدينة أحمد رضوان إن “هذه الإشارة لا تتوقف منذ شهور وعلى مدار الساعة، ولكن في شهر رمضان بدا وكأن الاحتلال يتعمد تركيز غاراته الجوية على المدينة في موعدي السحور والإفطار”.
ويتحدث رضوان للجزيرة نت “إننا كعاملين في خدمات الإسعاف والطوارئ بالدفاع المدني نقضي أوقاتنا في أماكن العمل وباستنفار تام وعلى جهوزية كاملة، خاصة أن رمضان هذا العام يتزامن مع استمرار الحرب الضارية على قطاع غزة”، ويضيف “مضى الأسبوع الأول من رمضان دون أن نشعر بحلاوة الصلاة والعبادة، حتى أننا نضطر أحيانا إلى الجمع بين الصلوات بسبب كثرة عمليات القصف والاستهداف الإسرائيلية”.
ويوافقه الرأي الموظف في خدمات الإسعاف والطوارئ محمد أبو زيد، الذي يقول للجزيرة نت “لا وقت للراحة والاستمتاع بجمال رمضان وشعائره المميزة، فالحرب حرمتنا الأجواء الرمضانية، من صلاة وقراءة قرآن ولمة العيلة”.
ورغم التعب والحرمان من قضاء الوقت مع الأهل، فلا يشعر هذا الموظف الشاب بالضجر، ويؤكد أنه يعمل بدافع حبه لوطنه وشعبه، في ظل هذه الأوقات العصيبة واستمرار الحرب الإسرائيلية الضارية على القطاع.
وتعمل طواقم الدفاع المدني في ظل ظروف معقدة جراء نقص الكوادر البشرية، وقلة المعدات والآليات اللازمة للتعامل مع الأحداث الصعبة والمتلاحقة، جراء ضراوة الحرب والقصف الإسرائيلي جوا وبرا وبحرا.