طالبت شبكة الجزيرة الإعلامية بالإفراج الفوري عن مراسلها في غزة إسماعيل الغول والصحفيين المعتقلين معه، وحمّلت جيش الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن سلامتهم.
وقالت الشبكة، في بيان، إن قوات الاحتلال اعتدت اليوم الاثنين على مراسلها إسماعيل الغول خلال قيامه بعمله الصحفي ثم اعتقلته ودمرت عربات البث ومعدات التصوير.
وتم اعتقال الزميل الغول من داخل مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، أثناء قيامه بتغطية تطورات اقتحام الاحتلال للمجمع صباح اليوم.
وأفاد شهود عيان بأن جيش الاحتلال اعتدى بالضرب المبرح على الغول وعدد من الزملاء في الطاقم الصحفي الذي يعمل معه قبل اعتقالهم.
كما دمرت قوات الاحتلال سيارات البث التابعة للطواقم الصحفية بمجمع الشفاء الطبي.
وقال الصحفي محمود عليوة، الموجود في مجمع الشفاء، إن جنود الاحتلال اعتدوا بالضرب على الغول والطاقم العامل معه وأجبروهم على خلع ملابسهم، ومن ثم اقتادوهم إلى جهة غير معلومة.
وقالت شبكة الجزيرة، في بيانها، إن هذا الاستهداف يعدّ “محاولة أخرى من جيش الاحتلال لترهيب الصحفيين لمنعهم من نقل الجرائم المروعة التي يرتكبها بحق المدنيين الأبرياء في غزة”.
وأكدت الشبكة أن ما تعرض له الزميل إسماعيل الغول يأتي ضمن سلسلة الاستهداف الممنهجة للجزيرة من قبل سلطات الاحتلال، والتي شملت اغتيال الزملاء شيرين أبو عاقلة وسامر أبو دقة وحمزة الدحدوح، وقصف مكتبها في غزة واستهداف عدد من صحفييها وأفراد عائلاتهم عمدا، واعتقال وترهيب طواقمها في الميدان.
وأدانت الجزيرة الجرائم المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين والإعلاميين في غزة، وجددت مطالبتها بضرورة الوقف الفوري لهذه الاعتداءات.
من جهتها، قالت الخارجية الأميركية إنها تتواصل مع الجانب الإسرائيلي بشأن ملابسات اعتقال مراسل الجزيرة إسماعيل الغول.
تنديد واسع
وأثار هذا الاستهداف الجديد للصحفيين استنكار العديد من الجهات الحقوقية والصحفية الدولية.
فقد طالبت منظمة “مراسلون بلا حدود” إسرائيل بالإفراج الفوري عن مراسل الجزيرة إسماعيل الغول “الذي تعرض للضرب وتحطيم معداته”.
كما أكدت إيرين خان، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، على ضرورة محاسبة إسرائيل على قتلها واستهدافها الصحفيين رغم الحماية الدولية التي يفترض أن يتمتعوا بها.
وأعربت خان -في لقاء مع الجزيرة- عن صدمتها إزاء المعاملة التي يلقاها الصحفيون في قطاع غزة، وقالت إن عدد الصحفيين الذين قتلوا في غزة يفوق عدد من قتلوا في كل الصراعات السابقة.
من جانبها، قالت رئيسة مجلس إدارة المعهد الدولي للصحافة خديجة باتيل إنها تشعر بالصدمة من اعتقال جيش الاحتلال الإسرائيلي مراسل الجزيرة إسماعيل الغول، ودعت السلطات الإسرائيلية لإطلاق سراح جميع الصحفيين.
وأبدت باتيل -في مداخلة للجزيرة- قلق المعهد من “ثقافة عدم العقاب” السائدة، وتأثير ما يجري من اعتقالات على إمكانية الوصول إلى المعلومة بشأن ما يحدث في غزة.
بدورها، أعربت لجنة حماية الصحفيين عن شعورها بالجزع جراء اعتداء جنود إسرائيليين على مراسل الجزيرة إسماعيل الغول واعتقاله.
وطالبت اللجنة الجيش الإسرائيلي بإطلاق سراح الغول وبقية الصحفيين الفلسطينيين المحتجزين فورا.
أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فاعتبرت اعتقال إسرائيل للصحفيين أثناء ممارسة عملهم في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، “سلوكا همجيا وإرهابا ممنهجا”.
وقالت الحركة -في بيان- إن الاحتلال يهدف لمنع الصحفيين من نقل صورة ما يتعرض له شعبنا من جرائم إبادة وتطهير عرقي.