موسكو- بهامش يسير، اختلفت نتائج الاستطلاعات التي أجرتها مراكز لدراسة الرأي العام في روسيا، وشملت مواقف الناخبين من الانتخابات الرئاسية في البلاد، والمقررة أن تبدأ 15 مارس/آذار الجاري، وآراءهم تجاه المرشحين ونظرتهم للانتخابات، واستعدادهم للمشاركة فيها وغيرها.
والمرشحون للانتخابات هم: الرئيس الحالي فلاديمير بوتين (مستقل)، ونيقولاي خاريتونوف (الحزب الشيوعي)، وليونيد سلوتسكي (الحزب الليبرالي الديمقراطي)، وفلاديسلاف دافانكوف (حزب الناس الجدد).
وكما كان متوقّعا، حصل الرئيس الحالي بوتين على أعلى نيات التصويت وبفارق كبير عن بقية المرشحين الثلاثة. لكن المفاجأة كانت في حصول دافانكوف، بنسبة تجاوزت مرشحي الحزبين الشيوعي والليبرالي الديمقراطي، اللذين لطالما تنافسا فيما بينهما على المركزين الثاني والثالت، سواء في الانتخابات الرئاسية أو التشريعية.
كما كشفت نتائج هذا العام عن ارتفاع ملموس في نسبة المستعدين للمشاركة في التصويت، وذلك لأسباب عدة؛ من بينها: الدعاية القوية على جميع المستويات لتشجيع الناخبين على الحضور إلى مركز الاقتراع.
ومن المقرر أن يُنصّب الرئيس المنتخب في 7 مايو/أيار 2024. ويُنتخب رئيس الدولة لمدة 6 سنوات، أي حتى 7 مايو/أيار 2030.
بوتين يتصدر
وفي حال لم يحصل أي من المرشحين على أكثر من نصف أصوات الناخبين الذين شاركوا في التصويت، فسيُعاد التصويت على المرشحين اللذين حصلا على أكبر عدد من الأصوات بعد 21 يوما من الجولة الأولى، وهو ما يبدو مستبعدا بالاستناد إلى النتائج الأولية المعلنة لاستطلاعات الرأي العام.
ووفقا لنتائج استطلاعات رأي عدة أجرتها 6 مراكز من الفترة ما بين 23 نوفمبر/تشرين الأول 2023 إلى 22 فبراير/شباط 2024، سيحتفظ الرئيس الحالي فلاديمير بوتين بمنصبه بنسبة تراوحت بين 59% و 74% من أصوات الناخبين.
المرشح عن الحزب الشيوعي، نيقولاي خاريتونوف حصل بدوره على نسبة تتراوح بين 4% و 5.5 %، وهو أقل بشكل واضح عن نتائج الاستطلاعات التي حصل عليها مرشح الحزب عشية الانتخابات الرئاسية السابقة.
أما مرشح الحزب الديمقراطي الليبرالي ورئيسه، ليونيد سلوتسكي، الذي يشغل كذلك منصب رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي، فحصل على نسبة 1% إلى 3%، وهو كذلك يعكس تراجعا في شعبية مؤيدي الحزب أو مرشحه، حيث حصل زعيمه السابق فلاديمير جيرينوفسكي الذي توفي في 2022 على حوالي 6% من أصوات الناخبين في انتخابات 2018.
أما المرشح الجديد وحديث العهد نسبيا في العمل السياسي، فلاديسلاف دافانكوف والمرشح عن حزب ” الناس الجدد”، فقد تعزز وضعه الانتخابي مع تقدم حملته الانتخابية، وحصل على المركز الثاني بنسبة 6%.
مشاركة مرتفعة
وبخصوص استعداد الناخبين للتصويت، قال 70% من المستطلعين إنهم سيشاركون بالتأكيد في انتخابات الرئاسة و10% آخرون قالوا إنهم سيشاركون “على الأرجح”.
كما قال ما بين 8 % إلى 21 % ممن شاركوا في الاستطلاع إنهم لن يشاركوا في الانتخابات، بينما قال 4% إلى 18% إنهم لم يحددوا موقفهم بعد تجاه المشاركة في التصويت.
ووجّه مركز ليفادا سؤالا إضافيا حول أسباب عدم المشاركة في التصويت، حيث أجاب 25% منهم بأنهم لا يثقون بأي من المرشحين، وقال 24% بأن النتائج محددة سلفا، و16% بسبب عدم الاهتمام بالأمور السياسية، و11 لعدم وجود وقت للتصويت، و8% قالوا إنه لا يوجد من يؤيدونه من بين المرشحين، و8% -أيضا- بسبب عدم الاهتمام بالانتخابات، و3% قالوا إنه لا جواب لديهم، و2% لأسباب صحية و5% لأسباب أخرى.
وقال ما بين 0.1% إلى 13% إنهم سيمزقون بطاقة الاقتراع. وعند السؤال عن موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الروسية، أجاب 90% من المشاركين في الاستطلاع بشكل صحيح، وتمكنوا من تسمية اليوم والشهر والسنة بشكل صحيح، بينما استطاع البقية ذكر السنة فقط.
من جانبها، تقول أصوات داخل المعارضة الروسية، إن الدوائر الحاكمة تسيطر إلى حد كبير على الانتخابات في البلاد، ويرون أن المرشحين المحتملين غير الموالين للحكومة الحالية لا يُسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات، أو أنهم موجودون في المنفى، فضلا عن اتهامات بالتلاعب في فرز بطاقات الاقتراع، التي تعدّ أمرا شائعا حسب رأيهم، خاصة مع التصويت الإلكتروني.