استعدادا للهجوم على رفح.. إسرائيل تخطط لوضع الفلسطينيين في “جزر إنسانية”

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية شهادات معتقلين فلسطينيين سابقين في السجون الإسرائيلية، قال بعضهم إن القوات الإسرائيلية أجبرتهم على الركوع لمدد تصل إلى 20 ساعة، والوقوف بأوضاع جسدية صعبة، بالإضافة إلى ركلهم وضربهم والاعتداء عليهم لفظيا.

وقالت الصحيفة إن هؤلاء احتجزوا في أعقاب الحرب التي شنتها إسرائيل على حماس في قطاع غزة، ردا على هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته الحركة في جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل 1200 شخص، بحسب القوات الإسرائيلية.

وتحدثت وول ستريت جورنال مع أكثر من 10 معتقلين سابقين في السجون الإسرائيلية، من بينهم بهاء أبو ركبة (24 عاما) ، المسعف في الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي قال إنه تعرض للضرب المتكرر بأعقاب البنادق والركل في الفخذ، و”كان يصلي فقط من أجل البقاء على قيد الحياة”.

وبينما وصف البعض تعرضهم لاعتداءات جسدية على أيدي القوات الإسرائيلية، مثل إجبارهم على الركوع معظم اليوم أو وضع أياديهم فوق رؤوسهم لساعات، قال آخرون إنهم لم يتعرضوا للضرب لكن للإهانة بشكل متكرر والإساءة اللفظية.

وصرح آخرون بأنهم أجبروا على الحرمان من النوم في السجون الإسرائيلية، ولم يُسمح لهم بالنوم إلا لمدة 4 ساعات يوميا، وعندما سمح لهم بالنوم، لم يتم توفير أسرة أو أغطية لهم.

وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ذكرت في وقت سابق من هذا الشهر أن 27 فلسطينيا من غزة لقوا حتفهم في المعتقلات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر.

وقال الجيش الإسرائيلي لصحيفة وول ستريت جورنال إنه على علم بوفاة 27 معتقلا في عهدته، وأكد أن “المعاملة العنيفة والعدائية” تجاه المعتقلين محظورة وتتعارض مع معتقداته وقيمه، وإنهم يعاملونهم وفقا للقانون الدولي، ويتم تزويدهم بالطعام والرعاية الطبية، ومنحهم فرص الصلاة والنوم.

وكانت المدعية العامة العسكرية الإسرائيلية يفعات تومر يروشالمي قالت، الشهر الماضي، إنه يتم التحقيق مع بعض الجنود بسبب إساءة معاملة السجناء والاستخدام المفرط للقوة.

وقال المدير التنفيذي للجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل، تال شتاينر، إن بعض الفلسطينيين “محتجزون بمعزل عن العالم الخارجي، دون الحق في الاستعانة بمحام، ولا التواصل مع أسرهم”، مؤكدا أن إسرائيل استخدمت التعذيب منذ فترة طويلة في الاستجوابات.

وخلال الأسابيع التي تلت بدء العملية الإسرائيلية في غزة، تداول ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع تظهر جنودا إسرائيليين وهم يعتدون جسديا ولفظيا على معتقلين فلسطينيين.

وأثارت هذه المقاطع غضبا وأطلقت دعوات لمحاسبة المسؤولين عنها. وقال الجيش الإسرائيلي، من جانبه، إنه فتح تحقيقا.

وأشارت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إلى فيديو التقطه جنود إسرائيليون بأنفسهم قالت إنه يظهر 7 عمال من الضفة الغربية تم القبض عليهم أثناء محاولتهم دخول إسرائيل دون تصريح.

وتظهر اللقطات الرجال الفلسطينيين مجردين من ملابسهم أو نصف عراة ومعصوبي الأعين ومقيدي الأيدي، ويصرخون من الألم، ويظهر شخص يتم جره على الأرض بينما كان يصرخ.

وتظهر لقطة من الفيديو جنديا إسرائيليا يدوس بحذائه على شخص، بينما يصوب جندي آخر سلاحه نحوه.

وفي واقعة أخرى، يمكن مشاهدة جندي إسرائيلي يركل رجلا معصوب العينين في بطنه ثم يبصق عليه، ويسبه باللغة العربية.

مقاطع متداولة لـ”ضرب وإهانة” معتقلين فسلطينيين.. وتعليق إسرائيلي

تداول ناشطون صورا ومقاطع عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر جنودا إسرائيليين وهم يعتدون جسديا ولفظيا على معتقلين فلسطيييين

وقال العديد من الفلسطينيين الذين تحدثوا إلى صحيفة وول ستريت جورنال في تقريرها الجديد إن القوات الإسرائيلية اعتقلتهم في نوفمبر وديسمبر، عندما كان مئات الآلاف من الفلسطينيين ينتقلون إلى جنوب القطاع بعد الأوامر الإسرائيلية بالإخلاء.

وقال الجيش إنه يأمر المعتقلين بخلع ملابسهم للتأكد من أنهم لا يحملون متفجرات أو أسلحة أخرى، وإنه يسمح لهم بارتداء ملابسهم مرة أخرى بمجرد أن ترى السلطات أن ذلك آمن.

ومن بين المعتقلين الآخرين الذين تحدثت إليهم الصحيفة، محمد عبيد، وهو صحفي يبلغ من العمر 20 عاما، قال إن القوات الإسرائيلية اعتقلته في أكتوبر أثناء تنفيذه أوامر إسرائيلية بإخلاء الحي الذي يقيم فيه في مدينة غزة.

ويقول في شهادته إن الجنود الإسرائيليين أمروه تحت تهديد السلاح بخلع ملابسه باستثناء ملابسه الداخلية، ثم قاموا بتقييد يديه وقدميه بأربطة مضغوطة، وحملوه في حافلة مع معتقلين آخرين، ثم تم استجوابه لمدة ست ساعات بينما كانت يداه مقيدتين بالسقف.

وأخذه المحققون الإسرائيليون في اليوم التالي إلى غرفة وسألوه عن مكان تواجده يوم 7 أكتوبر، ومواقع الرهائن الإسرائيليين، وأنفاق حماس، ومواقع الصواريخ، بينما تناوبوا على لكمه في وجهه.

وبعد الاستجواب، أمروه بمسح الدماء من على وجهه والوقوف أمام العلم الإسرائيلي لالتقاط صورة له.

ثم أُطلق سراحه دون توجيه اتهامات إليه، بعد 40 يوما من الاحتجاز.

ويقول أيمن لباد (34 عاما) إنه كان في منزل أسرته في شمال غزة عندما جاءت القوات الإسرائيلية في 7 ديسمبر وأمرت بإخلاء الحي.

وأضاف: “تعرضت للضرب كثيرا على أيدي الجنود الإسرائيليين دون سبب. كانوا يضربونني باستمرار على صدري. لم أستطع النوم لمدة ليلتين من شدة الألم”.

وقال إنه أطلق سراحه في نهاية المطاف في 14 ديسمبر.

وقالت هبة (40 عاما) إنها اعتقلت في أوائل ديسمبر ، أثناء الاستجواب، وسُئلت عن سكان الحي الذي تسكن فيه وعن مكان وجود قادة حماس والرهائن الإسرائيليين.

وقالت: “لقد هددوا بصعقي بالكهرباء.. عندما أعادونا إلى الزنزانة، كانوا يربطون أيدينا وأرجلنا”.

وقال موريس هيرش، رئيس الادعاء العسكري الإسرائيلي السابق في الضفة الغربية، إن إسرائيل تحاول الحصول على معلومات عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة والبنية التحتية لحماس.

وأكد أن إسرائيل لا تتغاضى عن سوء المعاملة الجسدية للسجناء، إلا أنه أقر بأن بعض الانتهاكات تحدث أثناء محاولة الحصول على معلومات بشكل عاجل.

وقال: “إن المعلومات المنقذة للحياة تتطلب في بعض الأحيان أيضًا استخدام القوة، دون أدنى شك”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *