الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يعلن مقتل “الأسد” بغارة إسرائيلية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 10 دقيقة للقراءة

أكدت إسرائيل مرارا على هدفها  الأول بالحرب في قطاع غزة، المتمثل في “تدمير حركة حماس” المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، ويناقش مختصون تحدث إليهم موقع “الحرة” سبل تحقيق ذلك، في ظل اعتماد الحركة على “أيديولوجيا يصعب القضاء عليها”.

وتوقع تقييم جديد للمخابرات الأميركية، أن إسرائيل ستكافح من أجل تحقيق هدفها المتمثل في “تدمير حماس”، في وقت يحتمل أن تواجه مقاومة مسلحة مستمرة لحماس لسنوات مقبلة، كما سيكافح الجيش الإسرائيلي لتحييد البنية التحتية تحت الأرضية لحماس، التي تسمح للمسلحين بالاختباء واستعادة قواهم ومفاجأة القوات الإسرائيلية، وفق تقرير “تقييم التهديد السنوي لعام ٢٠٢٤”.

التدمير “الشامل” لحماس؟

ويشير المحلل السياسي الإسرائيلي، شلومو غانور، إلى أن “تفكيك البنية الإرهابية والعسكرية والحكومية من أهداف الحرب في غزة منذ بدايتها”.

ولتنفيذ تلك الأهداف فالحرب سوف تكون “طويلة الأمد”، وعملية التفكيك سوف تستمر وقتا طويلا، حتى بعد توقف عمليات القتال نفسها، وقد يستغرق لك “شهورا”، وفق حديثه لموقع “الحرة”.

وإسرائيل مصرة على “تدمير المنشآت ومستودعات السلاح والأنفاق التابعة لحماس”، ولذلك فحتى لو انتهت الحرب الفعلية فمدة تدمير البنية الحمساوية سوف تستمر لأشهر طويلة، حسبما يؤكد غانور.

ويري المحلل السياسي الإسرائيلي، مردخاي كيدار، أن هدف تدمير حماس والقضاء عليها “لا رجعة فيه” مهما كانت صعوبة ذلك.

كما أن القضاء على حماس مطلب جماهيري إسرائيلي، بغض النظر عن طريقة تنفيذ ذلك، ويجتمع على ذلك الهدف كافة التيارات والتوجهات السياسية، لأنه “لا يمكن التعايش مع حركة إرهابية”، وفق حديثه لموقع “الحرة”.

ويؤكد كيدار أن “تدمير حماس يجب أن يكون بشكل شامل”، ويتم ذلك سياسيا وعسكريا، فالجيش يتحرك على الجانب العسكري، وبناء على توجيهات سياسية يعبر عنها الحكومة والكنيست، وذلك لتنفيذ ما يريده الجمهور الإسرائيلي.

عسكريا أم فكريا؟

وبدوره، يؤكد المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآب شتيرن، أن القضاء على حركة حماس وتدميرها “أمر صعب التنفيذ للغاية”.

وحماس “مبنية على أيديولوجيا” وهي في الأساس “حركة عقائدية”، ولذلك فهي لا تعتمد على “الوجود المادي فقط”، ولكنها تستند إلى “أفكار”، وفق حديثه لموقع “الحرة”.

ويشير شتيرن إلى أن “إسرائيل تستطيع تدمير البنى التحتية للحركة وهذا تم بالفعل، فحماس اليوم ليست حماس ما قبل الحرب”، لكن “الأفكار لا يمكن القضاء عليها”.

وفي حديثه لموقع “الحرة”، يؤكد المحلل السياسي الفلسطيني، أيمن الرقب، أن القضاء على حماس “ليس سهلا”، ويعني استمرار الحرب لسنوات طويلة.

ويري أن إسرائيل ساهمت في “نمو أفكار حماس” خلال وجودها في قطاع غزة، وذلك على أمل القضاء على فتح، وخلال الحرب الحالية راج اسم حماس “ومن كان لا يعلم بها أصبح يعلم”.

وحماس تحمل “أفكارا دينية” ورغم تراجع شعبيتها في قطاع غزة، عما كانت عليه قبل الحرب، لكن تلك الشعبية “زادت واتسع نطاقها” في الضفة الغربية والقدس، وخارج الأراضي الفلسطينية، حسبما يرى المحلل السياسي الفلسطيني.

ولذلك فمن الصعب القضاء على “أفكار حماس أو محوها ولديها قاعدة شعبية في ازدياد بالضفة الغربية والقدس وخارج الأراضي، لأن الناس ترى فيها (المخلص)”، وفق الرقب.

من جانبه، يؤكد الباحث المختص في شؤون الشرق الأوسط، فادي عيد، أن إسرائيل “نجحت في تحجيم وتقزيم قدرات حماس عسكريا”، لكن “المستحيل بعينه هو تصفية فكر الحركة وأيديولوجيتها”.

وفي بداية الحرب كانت إسرائيل في مواجهة مع حماس، لكنها حاليا في “مواجهة مباشرة مع قطاع غزة ككل، أي مع ما يزيد عن 2 مليون مواطن فلسطيني وليس 50 ألف مسلح فقط”، وفق حديثه لموقع “الحرة”.

ويرى عيد أن الحرب في غزة “جعلت من كل طفل مشرد أو جائع أو نازح أو يتيم مشروع لعنصر حمساوي، إن لم يتجه للأكثر تطرفا”.

أما الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة، منير أديب، فيعتقد أن “تدمير حماس أو القضاء عليها أمرا مستحيلا”، نظرا لامتلاكها “قدرات عسكرية وطابع أيديولوجي”.

والحرب المستمرة في غزة منذ ٥ أشهر قد “أضافت لرصيد حماس، وزادت شعبيتها في الداخل الفلسطيني”، وبات فلسطينيون ينظرون للحركة على أنها “حركة مقاومة تدافع عنهم في مواجهة الجيش الإسرائيلي”، وفق حديثه لموقع “الحرة”.

ويرى أديب أن إسرائيل تعاملت بشكل خاطئ خلال الحرب بغزة، فبدلا من “تحييد الحركة، واستهداف عناصرها فقط، قامت بضرب الجميع، مما أعطى حماس رصيدا وقوة شعبية أكبر”.

معضلة

تعهدت إسرائيل بـ”تدمير حماس” كقوة عسكرية وسياسية، بينما تهدف حماس على المدى الطويل إلى “محو الدولة الإسرائيلية”.

ومرارا وتكرار، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن بلاده ستواصل حربها الحالية في غزة حتى تحقق “التدمير الكامل لحماس”.

وفي المقابل، يدعو الميثاق التأسيسي لحماس لعام 1988 إلى “تدمير إسرائيل ويرفض الاعتراف بها”، وعرض زعماء الحركة أحيانا “هدنة طويلة الأمد” مقابل إقامة دولة فلسطينية قادرة على البقاء على جميع الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967.

ويشير غانور إلى أن ” حماس لا يمكن أن تسلم بوجود دولة إسرائيل”، فميثاق الحركة وشعارها العلني “من النهر إلى البحر”، “يعني “عدم الاعتراف بالدولة الإسرائيلية”.

ولذلك فالحل السياسي مع حماس “غير وارد”، لأن أيديولوجية الحركة تتعلق بـ”محو الدولة الإسرائيلية”، وفي مواجهة ذلك يجب “الصبر والإصرار” على تنفيذ مشروع “تدمير حماس”، مهما طال الزمن، وفق المحلل السياسي الإسرائيلي.

ويتحدث غانور عن سبيل القضاء على “أيديولوجيا حماس”، وذلك بـ”إيجاد حلول ملائمة واقناع معتنقي تلك الأفكار بتغيير أو تخفيف وطأة ذلك النهج”، مما يعني أن “المواجهة الأيديولوجية ستكون “مترسخة لسنوات”.

ويتفق معه كيدار الذي يؤكد أن الجميع في إسرائيل يريد القضاء على حماس لأن “العقلية الحمساوية قد تتورم وتتوغل وتصل إلى داخل إسرائيل، وهناك بالفعل بوادر لذلك”، على حد وصفه.

أما شتيرن فيشير إلى “عدم وجود رؤية استراتيجية أو طرح سياسي حكومي إسرائيلي لمستقبل الحكم في غزة”، مما يجعل “محاولة أبعاد حماس عن مراكز القوى بالقطاع، غير ممكنا”.

ومن جانبه، يؤكد الرقب أن حماس حركة “عابرة للحدود والدول ولا تعتقد أن فكرها منحصر بدولة محددة”، وبالتالي فمثل تلك التنظيمات “لا تنتهي لكنها تدخل حالة ثبات وتعود لتنطلق من جديد”.

والقضاء على الحركة في قطاع غزة سيحتاج لسنوات ومؤيدين الحركة علنا قرابة نصف مليون، وقد يتغير اسم حماس وتتبنى اسما جديدا لكن “الفكر سيبقى موجودا”.

وفي سياق متصل، يؤكد عيد أن “حتى لو انتهت حماس عسكريا ستظهر بعدها فرق وحركات وجماعات أخرى قد تكون أشد تطرفا وكراها لإسرائيل”.

ما الحل؟

يري غانور أن “المواجهة الفكرية لحماس”، تكون عبر تحسين الأوضاع المعيشية للفلسطينيين، وإيجاد حلول سياسية للقضية، ووضع المواطن الفلسطيني أمام خيار أفضل مما تقدمه له الحركة.
 
ويجب تشجيع العناصر المعتدلة في المجتمع الفلسطيني، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للفلسطينيين، ومنح الشعب الفلسطيني أفقا سياسيا، وتربية الأجيال القادمة على نهج “التعايش السلمي وحسن الجوار، وأن الحياة أفضل من الاستشهاد والموت”، وفق غانور.

ويجب كذلك التأكيد أن “المستقبل للجميع بلا استثناء، والبناء هو الحل وليس الدمار والوعود الخيالية التي تقدمها حماس”، حسبما يشدد المحلل السياسي الإسرائيلي.

ومن جانبه، يشدد شترين على أن “الحل يمكن في اتخاذ الحكومة الإسرائيلية “خطوات سياسية”، وبينما لا تستطيع إسرائيل، أو لا تريد، السيطرة على قطاع غزة بشكل مباشر، فعليها البحث عن بديل”.

وحسب المحلل السياسي الإسرائيلي. يجب أن تعمل الحكومة الإسرائيلية على أن يكون هناك “نظام حكم أخر في قطاع غزة لمواجهة فكر حماس، واستبدال الحركة بجهات وقوات أخرى داخل القطاع”.

وطالما هذا لم يحدث فالمعركة مع حماس “معقدة جدا” وقد تستغرق سنوات طويلة، وفق شتيرن.

ومن جانبه، يقول الرقب إن “الأفكار تولد وبعد الحرب في غزة، زادت الكراهية وأصبح وجود حماس أكبر وأكثر انتشارا حتى إن لم يكن ذلك علنا”.

وبالتالي فالحل يتمثل في “فتح حوارات سياسية جدية مع جميع التنظيمات”، مما يؤدي لتقليص أهدف حماس باتجاه الحل السياسي وتأسيس دولة فلسطينية مستقلة”، وفق الرقب.

ويؤكد المحلل السياسي الفلسطيني، أن حماس تقبل بالسلام من منطلق “الهدنة”، وإذا تم الاتفاق على “هدنة 50 عاما”، تفضي بالنهاية لقيام دولة فلسطينية مستقلة، مما يعني “تراجع حدة انتشار أفكارها”.

وفي سياق متصل، يؤكد عيد أنه “لا يمكن مواجهة أيديولوجيا حماس، طالما الحرب مستمرة، ولم يتم وضع حلول لجذور الصراع العربي الإسرائيلي”.

وبالتالي “فالحل يكمن بتنفيذ حل الدولتين، وتأسيس دولة فلسطينية مستقلة، وفق عيد.

دولة فلسطينية مستقلة.. هل تتحقق على أرض الواقع؟

وسط مطالب عربية ودولية بإقامة دولة فلسطينية مستقبلية مستقلة بجوار إسرائيل، تظهر تساؤلات حول كيف يمكن أن تكون شكل هذه الدولة؟ ومن يحكمها ويسيطر عليها؟ وهل تقلب الحكومة الإسرائيلية الحالية بوجودها؟، وهو ما يجب عليه مسؤولون ومختصون إسرائيليون وفلسطينيون تحدث معهم موقع “الحرة”.

وأدت الحرب في غزة إلى نزوح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتكدس العديد منهم في خيام مؤقتة في جنوب مدينة رفح، وسط شح في إمدادات الغذاء والإمدادات الطبية الأساسية.

واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق في السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل “القضاء على الحركة”، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، ما تسبب بمقتل 31272 فلسطينيا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 73024، وفق ما أعلنته وزارة الصحة التابعة لحماس، الأربعاء.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *