اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيا في الضفة الغربية في الوقت الذي كثفت فيه اقتحاماتها لعدد من المدن والبلدات الفلسطينية، ووصل عدد المعتقلين في الضفة إلى أكثر من 7 آلاف معتقل، الأمر الذي دفع السلطة الفلسطينية لمطالبة الأمم المتحدة بتوفير حماية دولية للفلسطينيين في الضفة.
فقد أفاد مراسل الجزيرة بأن عدة أشخاص أصيبوا خلال تنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية اغتيال داخل محل تجاري في بلدة عتيل شمال طولكرم بالضفة، وقال جيش الاحتلال إن قوات من وحدة دوفدفان وجهاز الأمن العام (الشاباك) قتلت فلسطينيا في قرية زيتا بطولكرم كان يخطط لما سماها “عملية إرهابية”.
كما قال مراسل الجزيرة إن فلسطينيين اثنين أصيبا برصاص الاحتلال في بلدة عتيل شمال طولكرم بعد إطلاق النار صوب مواطنين وطواقم صحفية.
من جهته، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن فلسطينيا أصيب بجروح خطيرة عند بلدة علار قرب طولكرم، كما ذكر مراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة العيساوية شمال شرق القدس المحتلة، واعتقلت 6 فلسطينيين.
وأظهر مقطع فيديو -نشره نشطاء- تقييد قوات الاحتلال أيدي 6 مواطنين من الخلف، في حين ربطهم أحد الجنود بحبل وجرهم بشكل مهين.
مصادر محلية: قوات الاحتلال تقيّد 6 فلسطينيين معًا، وتعتقلهم بشكل مهين في قرية العيساوية بالقدس المحتلة. pic.twitter.com/tf8YyATgIm
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 11, 2024
اقتحامات
كما اقتحمت قوات الاحتلال منطقة مفرق طارق بن زياد جنوبي مدينة الخليل، كما ذكر مراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز السام هناك.
كذلك اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة برك سليمان السياحية الواقعة بين بلدة الخضر وقرية أرطاس جنوب بيت لحم.
وفي إطار الاقتحامات المتكررة لجيش الاحتلال، فقد نفذت قوات الاحتلال اقتحاما واسعا في مدينة قلقيلية بأول أيام شهر رمضان، تخللها اعتقال عدد من الشبان وأحد المسعفين، إلى جانب إطلاق الرصاص الحي صوب المواطنين.
ووقعت اشتباكات مسلحة بين مقاومين وقوات الاحتلال خلال اقتحامها الواسع لقلقيلية، في حين اعتقلت قوات الاحتلال أحد الشبان بعد اقتحام منزله في المدينة.
ودهم جيش الاحتلال عدة مناطق في قلقيلية، وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي بشكل مباشر تجاه الشبان في حي كفر سابا، تزامنا مع اعتقال مسعف بعد اقتحام منزله في الحي، إضافة إلى اعتقال أسير محرر.
كما أقدمت قوات الاحتلال على تجريف أرض في قرية حوسان غربي بيت لحم، واقتلعت عشرات من أشجار الزيتون والعنب.
وذكر رئيس مجلس قروي حوسان أن الأرض التي جرفتها قوات الاحتلال تبلغ مساحتها 4 دونمات (الدونم يساوي ألف متر مربع)، في المنطقة الواقعة بين حوسان ونحالين.
وكشف رئيس المجلس من أن الهدف من عملية التجريف هو توسيع الطريق الاستيطاني رقم 60، الذي يمتد من المدخل الرئيس الغربي لقرى الريف الغربي وصولا إلى حوسان.
وفي وقت سابق، هاجمت قوات الاحتلال وقفة احتجاجية لمواطنين على تجريف الأراضي في قرية حوسان غربي بيت لحم.
اعتداءات المستوطنين
من جهة أخرى، أصيب 3 مواطنين عندما هاجمت مجموعة من المستوطنين بعض المواطنين في مسافر يطا، جنوب الخليل.
وقد دهم المهاجمون القرية بذريعة فقدانهم بعض الأغنام وحاولوا سرقة مواشي المزارعين، حسب ما أفاد به سكان المنطقة للجزيرة، وقد استدعى السكان الشرطة الإسرائيلية، لكنها لم تمنع المستوطنين من مواصلة اعتداءاتهم، حسب شهادات السكان.
وأفادت مصادر محلية بأن المستوطنين جاؤوا من مستوطنة كرمائيل وغيرها من المستوطنات المقامة على أراضي المواطنين وممتلكاتهم في مسافر يطا، وهاجموا منطقة فاتح سدرة، ورشوا المواطنين بغاز الفلفل واعتدوا عليهم بالضرب.
وفي السياق ذاته، طاردت قوات الاحتلال رعاة الماشية والمزارعين في واد الجوايا، قرب قرية التوانة، في مسافر يطا، واعتقلت مواطنا في أثناء رعي أغنامه في تلك المنطقة.
المستعمرون رشوا المواطنين بغاز الفلفل واعتدوا عليهم بالضرب، ما تسبب بإصابة ثلاثة منهم برضوض واختناق، نقل أحدهم إلى المستشفى، وعولج الآخران ميدانيا. pic.twitter.com/eOQPiYF2nj
— Wafa News Agency (@WAFA_PS) March 11, 2024
اعتقالات
من جانب آخر، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ مساء أمس الأحد وحتى صباح اليوم الاثنين 25 فلسطينيا على الأقل من الضفة، بينهم أطفال وأسرى سابقون، وتوزعت الاعتقالات في محافظات رام الله وقلقيلية وسلفيت وبيت لحم.
وبذلك ارتفع عدد المعتقلين بالضفة الغربية إلى 7530 منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، منهم من تم الإفراج عنهم وآخرون ما زالوا قيد الاعتقال.
حماية دولية
وفي إطار الاعتداءات المتزايدة على المواطنين الفلسطينيين من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إن إسرائيل تحول الضفة الغربية بما فيها القدس إلى ثكنة عسكرية، للتنكيل بالشعب الفلسطيني ولتضليل العالم بأنها مستهدفة.
وقالت الخارجية إن “دولة الاحتلال تتعمد نشر ما يزيد على 23 كتيبة في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وكأنها تُعيد احتلالها بالقوة من جديد، إضافة إلى آلاف الكتائب والفرق الشرطية التي تجتاح مدينة القدس بحجة حلول شهر رمضان المبارك، كذلك نشر ما يزيد على 750 حاجزا عسكريا في طول الضفة وعرضها، وإغلاق الحواجز والبوابات الحديدية المنصوبة على مداخل القرى والبلدات والمدن”.
وأضافت أن “هذه الممارسات التصعيدية تُشعل توترات جديدة على ساحة الصراع”، مؤكدة أن “حواجز الاحتلال العسكرية وبواباته الحديدية ليس لها أي وظيفة أمنية، بل تستخدمها لفرض المزيد من العقوبات الجماعية على المواطنين الفلسطينيين والتنكيل بهم وإذلالهم”.
وطالبت الخارجية الأمين العام للأمم المتحدة بتفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، مؤكدة أن المنطق العسكري القائم على عنجهية القوة لا يوفر الأمن والاستقرار لأحد.