واشنطن- استغل الرئيس جو بايدن خطابه الرابع والأخير عن حالة الاتحاد -والذي يحظى بمتابعة ومشاهدة واسعة من ملايين الأميركيين- للترويج لحملته الانتخابية والتركيز على الهجوم في كل فرصة ممكنة على منافسه الرئيس السابق دونالد ترامب.
وجاء الخطاب في 6423 كلمة، واستغرق إلقاؤه أكثر من ساعة كاملة، وعرّج بايدن على القضايا الرئيسية التي من المحتمل أن تظهر في حملة إعادة انتخابه.
ووجه الرئيس الأميركي انتقادات متكررة إلى ترامب خصمه المحتمل في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، منتقدا تعليقاته الأخيرة بشأن روسيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو).
ودافع بايدن عن حق الإجهاض، وقال إنه سيعمل على استعادته في جميع أنحاء البلاد إذا أعيد انتخابه.
وعرض الرئيس الأميركي سجله في الاقتصاد، وامتدح ما تم تمريره من تشريعات ضخمة خاصة المتعلقة بخفض التضخم، والتخفيضات الضريبية، والتشريعات والمبادرات، وقال إنها “عودة أميركا إلى أن تبني مستقبلا بالإمكانيات الأميركية”.
وجاءت كلمات بايدن عن قضية الهجرة وأمن الحدود امتدادا لدعواته المتكررة للجمهوريين إلى تمرير إجراءات أمنية صارمة على الحدود.
كما ركز الرئيس الأميركي على مبادراته لخفض أسعار الأدوية وتوسيع نطاق الوصول إلى التأمين الصحي، بالإضافة إلى اقتراح توسيع جهوده في مجال الرعاية الصحية.
وتحدث بايدن عن كيفية دعم مبادراته الاقتصادية للشباب مقارنة بمواقف الحزب الجمهوري، وسلط الضوء أيضا على كيفية محاولته إلغاء ديون القروض الطلابية.
تهديد الديمقراطية
وركز الرئيس الأميركي في جزء كبير من خطابه على ما يعتبره تهديدا للديمقراطية الأميركية على يد منافسه ترامب، واختار ألا يذكر الرئيس السابق بالاسم، وكانت إشاراته المتكررة إلى “سلفه” وتناقضاته معه في مختلف القضايا والملفات.
وجاء الخطاب بعد يومين من فوز بايدن وترامب الساحق في انتخابات الثلاثاء العظيم بانتخابات الحزبين التمهيدية.
ورد الرئيس الأميركي على منتقديه الذين يقولون إنه كبير في السن لهذا المنصب، وسخر من كون ترامب أيضا كبيرا في السن.
وأثناء إلقاء بايدن خطابه انشغل الرئيس السابق ترامب بنشر مشاركات على موقع “تروث سوشيال” تلقي باللوم على بايدن كونه المسؤول عن أزمة الحدود، ووصف ترامب الخطاب بأنه “محرج” للديمقراطيين والولايات المتحدة.
وعقب انتهاء الرئيس الأميركي ألقت كاتي بريت السيناتورة الجمهورية عن ولاية ألاباما خطاب الحزب الجمهوري لدحض خطاب بايدن.
نداء لقادة إسرائيل
واستغل بايدن خطاب حالة الاتحاد للتأكيد على دعم إدارته الكامل وغير المشروط لإسرائيل وحقها في ملاحقة حركة حماس، وأشار أنه “يمكن لحماس إنهاء هذا الصراع اليوم من خلال إطلاق سراح الرهائن وإلقاء السلاح وتسليم المسؤولين عن 7 أكتوبر/تشرين الأول”.
ووجه الرئيس الأميركي نداء إلى قادة إسرائيل قائلا إن “إسرائيل تتحمل أيضا مسؤولية أساسية عن حماية المدنيين الأبرياء في غزة، لقد ألحقت هذه الحرب خسائر في صفوف المدنيين الأبرياء أكثر من جميع الحروب السابقة في غزة مجتمعة، وقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني، معظمهم ليسوا من حماس، الآلاف والآلاف من النساء والأطفال الأبرياء”.
وأضاف “الفتيات والفتيان أصبحوا يتامى أيضا، ما يقارب مليوني فلسطيني تحت القصف أو باتوا نازحين، منازل مدمرة، أحياء تحت الأنقاض، مدن في حالة خراب، عائلات بدون طعام أو ماء أو دواء، إنه أمر مفجع”.
ميناء مؤقت
وأعلن الرئيس الأميركي عن خطوات جديدة لإنشاء ميناء في غزة للمساعدات الإنسانية سيضم رصيفا مؤقتا “سيوفر القدرة على استيعاب مئات الشاحنات الإضافية المحملة بالمساعدات كل يوم”.
وناشد بايدن إسرائيل السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة وضمان عدم وقوع العاملين في المجال الإنساني بمرمى النيران، وحذّر قائلا “لا يمكن أن تكون المساعدة الإنسانية اعتبارا ثانويا أو ورقة مساومة، ويجب أن تكون حماية الأرواح البريئة وإنقاذها أولوية”.
ويواجه الرئيس الأميركي حركة احتجاج متنامية داخل صفوف حزبه، ولا سيما من قبل العرب والمسلمين الغاضبين من دعمه المطلق لإسرائيل في عدوانها على غزة وعدم دعوته بصراحة إلى وقف إطلاق النار لإنقاذ المدنيين من القصف والمجاعة، حيث يتداعى المحتجون إلى التخلي عنه في الانتخابات المقبلة.