“تاج”.. تيم حسن يقدم المسلسل الأعلى كلفة في تاريخ الدراما السورية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

منذ سنوات طويلة، عرف الممثل السوري تيم حسن كيف يوسع لنفسه أماكن مختلفة عن الجميع، لدرجة بات فيها علامة مسجلة على اعتبار أنه وصل إلى المآلات التي تستحقها موهبته، والكاريزما اللافتة التي تميزه عن غيره، لدرجة أنه بالمفهوم التسويقي لم يعد أحد يتمكن من منافسته محليا، على الأقل من ناحية الحضور والنجومية، واجتراح مكانة متفردة له وحده.

حتى أن بعض نجوم الدراما السورية المكرسين، والمترفين بالموهبة إلى جانب الأنا العالية والاعتداد، لا يخفون سعادتهم المطلقة إذا أتيح لأحدهم أن يقاسمه دور البطولة في مسلسل ما، رغم معرفتهم سلفا أن أسماءهم ستكون وراء نجم العمل الذي يتسلح بجماهيرية طاغية، و”اسم بياع”، وشركة إنتاج كبرى تخضع لوجهات نظره. كل ذلك لا يُعد جديدا على ممثل يعرف كيف يشد البساط نحوه عندما يكون واقفا في مكانه الصحيح.

طبعا الحديث هنا بعيدا عن حمى الأداء البراني الذي اعتمده في سلسلة “الهيبة” (مجموعة كتابة وإخراج سامر البرقاوي) والنمط التجسيدي الساذج، والمنطق الدرامي المبتذل، والاعتماد على لوازم كلامية متهاوية لغويا، وتحول المشروع إلى حالة تجارية خالصة تدر أموالا! جرّب تيم خلال السنوات الأخيرة الافتكاك من أسره الإرادي في سجون “الهيبة” من خلال تجربته في مسلسل “العميد” (كتابة وإخراج باسم السلكا) لكن دون أن يحظى العمل بجماهيرية كبيرة، أو أن يرافقه سجال نقدي مختلف.

لكن في كل الأحوال أعطى النجم السوري آنذاك فرصة ذهبية للمخرج الناشئ حينها، الذي سبق أن قدم كل ما يمكنه لـ”الهيبة” ضمن فريق الإخراج وبوصفه أيضا كاتبا أساسيا فيه، إضافة إلى مساهماته في مشاريع أخرى من بطولة نجم الوسامة السوري. وتمثلت الهدية الثمينة في وقوفه أمام كاميرا السلكا بثقة مطلقة، وفي أولى تجاربه الإخراجية، فمنحه كناية عن جواز عبور نحو السوق، بعدما كان يراد له أن يظل مساعدا.

منذ أكثر من عام انتهت فصول “الهيبة” وعُصر حتى آخر قطرة، بعد أن أنجز منه فيلما مكثفا عن كل أجزائه. فاستعان تيم بصديق قديم هو عمر أبو سعدة خريج “المعهد العالي للفنون المسرحية- قسم النقد” في دمشق، واقتنى له نص “عاصي الزند” (إخراج سامر البرقاوي وإنتاج الصباح) فحقق المسلسل نجاحا مشهودا العام الماضي في مادة سورية خالصة، وجديدة ومحكمة.

وبهذه القفزة النوعية والاستحقاق اللافت كأن حسن قال كلمته وانتهى الأمر: سأنجز دراما سورية خالصة تصور في غالبيتها في بلادي وبخبرات تراكمت خلال أكثر من عقدين من الزمن، وصنعت سيرا مهنية مهمة من خلال شغلها بأيقونات الدراما السورية، وبناء على إفادة ذكية من مراحل تاريخية غنية سبق أن واكبتها الدراما السورية، لكن هذه المرة وفق اقتراحات حكائية ومعطيات جديدة لم تسبق أن طرقتها الشاشة التلفزيونية.

ليكرر تيم حسن التجربة هذا العام مع أبو سعدة والمخرج سامر البرقاوي، لنكون على موعد مع حكاية جديدة قيل إن تكلفة إنتاجها هي الأعلى بتاريخ الدراما السورية، وقد وصلت إلى ما يناهز 8.5 ملايين دولار.

مسلسل “تاج”، الذي يعرض في رمضان 2024، من بطولة تيم حسين وبسام كوسا وفايا يونان ونورا رحال وإيهاب شعبان وجوان خضر وكفاح الخوص وعبد الرحمن قويدر وأوجا أبو الدهب، وكتابة عمر أبو سعدة، وإنتاج “صباح إخوان”.

تعيد قصة المسلسل مشاهدها إلى سوريا في حقبة أربعينيات القرن الماضي، وسط أحداث تشويقية مع جهد إنتاجي مبهر للحد الأقصى على مستوى الديكور والعناصر الفنية التي بنيت خصيصا وتركت انطباعا لافتا عند كل من أتيحت له زيارة مواقع التصوير، كل ذلك في لمحاولة استعادة تلك الحقبة المزدهرة في سوريا.

أما الحكاية فتنطلق زمنيا قبيل استقلال سوريا عن الاستعمار الفرنسي بسنوات قليلة وتتحدث عن شخصية “تاج الدين الحمال” (تيم حسن) الملاكم الذي يواجه الخسارة في عديد من مفاصل حياته بسبب تمسكه بقيمه ومبادئه الوطنية، ليستمد الصراع جوهره من مواجهته مع التاجر الدمشقي المتواطئ مع الاستعمار الفرنسي “رياض بيك” (بسام كوسا) بسبب علاقة الحب التي تجمع تاج بنوران (فايا يونان) وهي ابنة العميل.

وتتصاعد الأحداث وفق فرجة بصرية مدهشة وتعاقب تشويقي يتوقع أن يكون محكما، ربما يحقق أعلى درجات الإبهار بالاتكاء على حبكة ناحية النص المكتوب على يدي مسرحي أكاديمي، تواكبه رؤية بصرية استفادت للحدود القصوى من كل الخبرات التقنية الموجودة في سوريا.

أما عن اختيار المغنية السورية الشابة فايا يونان في أولى تجارها التمثيلية التي سترى النور، فقد حصلت على هذه الفرصة بعد اختبار أداء أجرته أمام المخرج سامر البرقاوي وفريق العمل، وخضعت لتدريبات على يد الممثل والمخرج المسرحي اللبناني عصام بو خالد.

ومع التعتيم الشديد حول تفاصيل وطبيعة العمل وماهية الأدوار، كشفت مصادر مطلعة عن أن الدور الذي تؤديه يونان لن يكون لمغنية، كما أنها لن تقدم أغنيات إلا بشكل عابر من باب استثمار موهبتها الغنائية. وقد جاء اختيارها بناء على اعتبارات كثيرة، أهمها الموهبة والشكل والجمال والكاريزما إلى جانب العفوية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *