نزوح وجوع ومجازر.. كيف دمرت الحرب الإسرائيلية شكل الحياة في غزة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

تسببت الحرب الإسرائيلية على غزة في نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، وخلقت أزمة إنسانية خانقة شملت النقص الحاد في الغذاء والماء والدواء.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة، على قطاع غزة المحاصر، خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.

وبعد مقتل عشرات الآلاف من المدنيين رفعت جنوب أفريقيا دعوى ضد في محكمة العدل الدولية، تتهمها فيها بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

وفيما يلي بعض الحقائق المهمة عن الأوضاع في قطاع غزة:

نزوح جماعي

قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن نحو 1.7 مليون شخص، أي أكثر من 75% من السكان، نزحوا داخل غزة، واضطر كثيرون منهم إلى النزوح أكثر من مرة.

وكثفت إسرائيل الشهر الماضي قصفها لمدينة رفح الواقعة جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، حيث تكتظ المدينة بنحو 1.5 مليون شخص.

ومعظم السكان الذين يعيشون في رفح حاليا نزحوا من منازلهم في شمال القطاع هربا من الحرب الإسرائيلية التي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

الصحة والمستشفيات

تقول منظمة الصحة العالمية إن معظم مستشفيات القطاع البالغ عددها 36 مستشفى توقفت عن العمل.

وأضافت أنه لا يعمل من هذه المستشفيات جزئيا إلا 12 مستشفى فقط، 6 منها في شمال القطاع و6 في الجنوب، بينما يعمل مستشفى الأمل في خان يونس بالحد الأدنى.

وقال ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية، يوم الثلاثاء إن أكثر من 8 آلاف شخص بحاجة إلى نقلهم خارج غزة لتلقي العلاج.

وأضاف أن نحو 6 آلاف شخص يحتاجون إلى الخروج من القطاع بسبب إصابات وأمراض مرتبطة بالحرب، في حين يعاني ألفان من السرطان وأمراض مزمنة خطيرة أخرى.

وزار فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها يوم الأحد الماضي مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة في شمال غزة، لتوصيل الإمدادات لأول مرة منذ بدء الأعمال القتالية. ووصف بيبركورن الوضع في مستشفى العودة بأنه “مروع على وجه الخصوص” بسبب تدمير أحد مبانيه.

وقال أحمد ضاهر، رئيس المكتب الفرعي لمنظمة الصحة العالمية في غزة “المستشفيان اللذان زرناهما يمثلان النظام الصحي بوجه عام في غزة، إذ يكافحان من أجل الاستمرار في العمل بكميات صغيرة من المساعدات مما يجعلهما بالكاد يعملان لخدمة المحتاجين”.

وأضاف “واجه كلا المستشفيين نقصا في الوقود والطاقة والموظفين المتخصصين. وكان غالبية الأشخاص الذين أُدخلوا إلى المستشفيين يعانون من الصدمة”.

وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الأحد إن 15 طفلا على الأقل توفوا خلال الأيام القليلة الماضية بسبب سوء التغذية والمجاعة في مستشفى كمال عدوان شمال غزة.

ورُفضت معظم طلبات منظمة الصحة العالمية لزيارة شمال غزة في يناير/كانون الثاني، ولم يسمح بتسهيل سوى 3 طلبات فقط من أصل 16 طلبا. وأضافت المنظمة أنه لم يسمح بتسهيل أي طلبات لتنفيذ مهام تقودها بنفسها في شمال قطاع غزة الشهر الماضي.

المساعدات الإنسانية والجوع

أوقف الاحتلال الإسرائيلي جميع واردات الغذاء والعقاقير والطاقة والوقود إلى غزة مع بداية الحرب.

وسمحت فيما بعد بدخول شحنات المساعدات. لكن منظمات الإغاثة تقول إن التفتيش الأمني وصعوبة التحرك عبر منطقة تدور فيها حرب يعرقلان عملياتها بشدة.

وتقول وكالات تابعة للأمم المتحدة إن معدلات سوء التغذية بين الأطفال في شمال غزة “مرتفعة للغاية”، وهي أعلى بنحو 3 أمثال مما عليه الوضع في جنوب القطاع حيث تتوفر المزيد من المساعدات.

وقال ينس لاركيه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “عندما يبدأ الأطفال في الموت جوعا، ينبغي أن يكون ذلك تحذيرا لا مثيل له”.

وأضاف إذا لم يكن ذلك الآن، فمتى يحين الوقت المناسب لبذل قصارى جهدنا وإعلان حالة الطوارئ وإغراق غزة بالمساعدات التي تحتاجها؟

وقال بيبركورن من منظمة الصحة العالمية إن واحدا من كل 6 أطفال تحت سن الثانية يعاني من سوء التغذية الحاد في شمال غزة.

وتزايدت الدعوات الموجهة إلى إسرائيل لبذل المزيد من الجهود لمواجهة الأزمة الإنسانية منذ مقتل فلسطينيين كانوا يتجمعون للحصول على المساعدات في غزة الشهر الماضي.

وقالت السلطات الصحية في غزة إن 118 شخصا قتلوا بنيران إسرائيلية في الواقعة التي وصفتها بالمذبحة.

ونفذ الجيش الأميركي أول عملية إنزال جوي للمساعدات الغذائية على سكان غزة يوم السبت ويعتزم تنفيذ المزيد.

ويُنظر إلى عملية الإنزال الجوي على أنها أحدث دلالة على أن الولايات المتحدة بدأت تتخطى الطرق الدبلوماسية مع إسرائيل، التي تشكو الأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى من أنها منعت أو قيدت وصول المساعدات، في المقابل تنفي إسرائيل عرقلة وصول المساعدات الإنسانية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *