عندما كانا بسن المراهقة في غابة الأمازون، استمتع الشقيقان هيلديبراندو برمي المانغو في نفس الوقت. وتعيّن عليهما التقاط الفاكهة المرمية قبل ارتطامها بالأرض لكن هذه التسلية تحولت إلى رياضة حقيقية.
يقول روي هيلديبراندو (44 عاما) “في البداية، كانت لعبة بسيطة بيننا. كان شقيقي روجيريو يرمي المانغو وأنا أردّها إليه. لكن بعد فترة، قلت لنفسي إنه سيكون أكثر متعة لو رمى كلانا المانغو في وقت واحد”.
مع رؤية المراهقين يمارسان هذه اللعبة السريعة في بيليم، الواقعة في ولاية بارا، أُعجب بها المقرّبون وبدؤوا ممارستها.
تحوّلت هذه التسلية إلى رياضة حقيقية، تُمارس في مناطق مختلفة من البرازيل بقواعد محدّدة. واستُبدل بالمانغو كرات بيضاوية الشكل.
وقرّر روي هيلديبراندو وضع قواعد واختيار المعدات المناسبة لممارسة رياضة أبصرت النور رسميا عام 2004، عندما أُسّس الاتحاد البرازيلي للمانبول.
قواعد اللعبة بسيطة
على غرار الكرة الطائرة، تُحتسب نقطة إذا ارتطمت الكرة على أرض الفريق الخصم، أو إذا رُميت خارج المستطيل. بحال التسجيل تزامنا في لقطة واحدة، تُعاد النقطة.
للفوز في المباراة، يتعيّن الفوز بمجموعتين من 12 نقطة. يمكن اللعب فرديا أو في الزوجي وصولاً إلى 3 لاعبين من كل جهة. وتستمر كل مواجهة بين 15 و25 دقيقة.
تقول بحماس أدريانا ماتياس، معلّمة التربية البدنية البالغة 46 عاما والتي تمارس مانبول منذ 2007، إنها “رياضة ديناميكية للغاية، واحتواؤها على كرتين يجعلها ممتعة”.
لعبة سريعة
شقّت “مانبول”، كما أطلق على هذه اللعبة الغريبة (مانغو+بول)، طريقها إلى شاطئ كوباكابانا الشهير في ريو دي جانيرو، حيث تُمارَس الكثير من الرياضات الشاطئية.
على شاطئ كوباكابانا يقطع بعض المارة نزهتهم للتفرّج على المبادلات. قالت أخصائية العلاج الطبيعي بيتي بياجي (53 عاما) “ما لفت انتباهي تطلبها الكثير من الحركة”.
على الرمال الذهبية الحارّة، تشبه منطقة التنافس ملعب الكرة الطائرة الشاطئية. مستطيل بعرض 5 أمتار وطول 10، تحدّه حبال زرقاء وتتوسّطه شبكة مرتفعة.
لكن الكرة المستخدمة من مادة البوليوريثان والتي تحلّق فوق الشبكة، ليست مستديرة بل بيضاوية، بحجم المانغو وأصغر بنحو 3 أضعاف من كرة الروغبي.
تختبر مانبول ردود فعل اللاعبين بما أن الكرات تُرمى بوقت واحد، يجب التقاط الكرة المقبلة من الخصم قبل إرسال الكرة الخاصة بك.
تقديمها إلى الرئيس
لهذه الرياضة نحو ألفي متابع، مع اتحادات إقليمية في ولايات ريو دي جانيرو (جنوب-شرق)، بارا (شمال)، سيارا (شمال-شرق) وفي مقاطعة برازيليا الفدرالية (وسط-غرب)، بحسب ما يؤكّد هيلديبراندو الذي جال بهذه اللعبة في 11 بلدا في أوروبا، وآسيا وأميركا الجنوبية.
لا تزال مانبول رياضة مغمورة في البرازيل، بلد الـ200 مليون نسمة، لكن اعتُرف بها رسميا “مسابقة رياضية” من قبل المجلس البلدي في بيليم عام 2016.
في يونيو/حزيران الماضي، قُدّمت إلى الرئيس لولا دا سيلفا، خلال زيارة رسمية إلى هذه المدينة التي ستستضيف عام 2025 مؤتمر الأطراف للمناخ (كوب30).
تقول كاتيا ليسّا، رئيسة اتحاد مانبول في ريو، إنها “رياضة شاملة، يمارسها أشخاص من كل الأعمار والفئات الاجتماعية. تساعد على تحسين العديد من الجوانب البدنية، خصوصا ردود الفعل وخفّة الحركة. تملك مانبول كل عناصر النمو”.
تحلم كاتيا برؤية رياضتها مدرجة في الألعاب الأولمبية الصيفية، ولو أنها على بعد سنوات ضوئية من شعبية كرة القدم أو الكرة الطائرة في البرازيل.