إيمان يوسف بطلة فيلم “وداعا جوليا”: أبحث عن وطني بالغناء

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

عاشت الممثلة والمطربة السودانية إيمان يوسف مفارقة نادرة، ففي حين كانت تشهد تحقيق حلمها وحلم أي ممثل في العالم بعرض “وداعا جوليا” على شاشة مهرجان “كان” في فرنسا، تم الهجوم على منزلها في السودان ونهب محتوياته، ورغم عمق الألم، لم تتوقف الفنانة السودانية عن الحلم بالسودان الذي كان.

واختارت بطلة فيلم “وداعا جوليا”، أن تقدم شكلا فنيا مختلفا بعد الفيلم الذي حقق نجاحا كبيرا، إذ قدمت لجمهورها أغنية “وين الحلم”، التي عبرت خلالها عن أوجاع الشعب السوداني الذي يعاني من ويلات الحرب.

لكن إيمان يوسف تعترف في حوار لـ”الجزيرة نت” بأنها لم تتأثر بالأحداث في السودان فقط أثناء الإعداد لأغنيتها “وين الحلم”، وإنما أيضا بالحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

ما الذي دفعكِ لتقديم أغنية في هذه الأجواء وكيف تم تنفيذها؟

بدأت الفكرة بسبب الأحوال السيئة في السودان، وخروج السودانيين من الخرطوم إلى المدن القريبة للاستقرار بها واستمرار الهجوم والاستيلاء على تلك المدن، وبالتالي زاد الوضع سوءا، بالإضافة إلى ما يحدث في فلسطين.

قبل كتابة الأغنية، كنت أشاهد صور أطفال غزة وأتابع الوضع، وأشعر بالألم الشديد حيالهم، والعنف الذي يتعرضون له، فأطفال غزة وأطفال السودان توقفوا عن التعليم، وتوقفت حياتهم، لكن السؤال كان دائما يلحّ عليّ، وهو كيف يتعرض أطفال في هذا العمر لكل هذا الهول!

ومن هنا بدأ السؤال “حدها وين”، أي متى ينتهي ما يحدث ويعيشون في منازل آمنة وحياة آمنة، فالأغنية بالنسبة لي انعكاس لمشاعري تجاه أزمة السودان لكنها، أيضا، رسالة موجهة للساسة في العالم كله حيال ما يحدث في غزة والوطن العربي.

بدأت كتابة الكلمات التي تشعرني بالراحة النفسية والتعافي مما يحدث، وبدأت بتلحين الأغنية، التي قام الفنان مازن حامد بتوزيعها. ووقتها شعرت بأنه بقدر ما أردت أن أوصل رسالة عن حجم المعاناة التي نعيشها، لكن أيضا لا بد وأن يكون هناك أمل، حتى لو كنا محبطين. وتطرح الأغنية تساؤلا بشأن الوضع الراهن ومتى نعود إلى الوطن ونعمره من جديد؟!

غنيتِ في “وداعا جوليا”، فهل تقدمين نفسك باعتبارك مطربة، بالإضافة إلى التمثيل؟

قدمت قبل الفيلم أغنية سودانية، لكن تركيزي على الغناء الشرقي القديم لأم كلثوم وفيروز وعبد الحليم حافظ ووردة، مع حفظ الألقاب فكنت أغني في السفارات والأيام الثقافية في السودان.

ورغم أن دراستي بعيدة عن الغناء، حيث تخرجت من إدارة أعمال في جامعة الخرطوم وبعدها ماجستير في إدارة المشاريع، فقد تعلمت آلة القانون في بيت العود في الخرطوم على يد أستاذ القانون ضياء حافظ.

ودرست أيضا في قسم الصوت مع الأستاذة المصرية أمل إبراهيم، وكنت منذ الطفولة أغني في المدرسة وأسست كورال الجامعة لكني كنت أتعامل مع الغناء كوسيلة للترفيه عن نفسي.

في السينما -على عكس الأغنية- هناك صحوة قوية وواضحة من الجيل الجديد، ما سبب هذه الانتعاشة السينمائية؟

الوضع السينمائي أصبح مشجعا، خاصة بعد نجاح “وداعا جوليا”، أما في السابق، فقد كانت هناك حالة عدم ثقة بسبب ضعف الإنتاج وهو ما يحدث في الإنتاج الغنائي حاليا.

لكن فيلم “وداعا جوليا” أعطى دفعة قوية للشباب من الصناع لمواصلة العمل في أفلامهم، خاصة أنها فترة مناسبة للتعبير عن أنفسنا بكل الحرية وبعيدا عن القهر والظلم الذي نعيشه، وهو أقل ما يجب للشعب السوداني.

وإذا رأينا “وداعا جوليا” مثالا لما يمكن أن يحققه العمل الفني من نجاح للصناعة كلها، فقد كنا مؤمنين بنجاحه، لكن لم نتوقع هذا النجاح الكبير والاستمرار في حصد الجوائز، وهو بالتأكيد أسعدنا، لكن بالنسبة للسودان هو فخر كبير في وقت الناس بحاجة إلى الأمل.

ودائما أقول للمخرج الرائع محمد كردفاني أن الفيلم تم تقديمه بمستوى عال من الجدية والمسؤولية، كنا حريصين على الالتزام، رغم أنه تم تصويره في فترة المظاهرات اليومية، فكنا نضطر لأن نرتب جدول مواعيد التصوير على المظاهرات، لنتفادى أي نوع من التأخير في التصوير، لنسير وفق الخطة المحددة.

تردد أن منزلكِ في الخرطوم تعرض للهجوم أثناء عرض فيلمك في “كان”، فما حقيقة الأمر؟ وكيف شكلت هذه الأحداث وأثرت على حياتكِ؟

كل المنازل في الخرطوم تعرضت للهجوم والاستيلاء عليها، وتم الاستيلاء بالفعل على المنزل وآلاتي الموسيقية، كما هو الحال في معظم البيوت، فنحن نتعامل مع قوى لا تفهم الجمال الموجود في الشعب السوداني، ووقتها انتقلنا إلى القاهرة.

وحين قدمت للسفر إلى مهرجان كان، كنت وقتها بالفعل في مصر، ولكن والدي الوحيد الذي أصر على البقاء في الخرطوم وهو لا يزال في السودان ومؤخرا انتقل إلى مدينة شندي شمال الخرطوم ولا يمكننا التواصل معه بشكل دائم لانقطاع الإنترنت في السودان، ونأمل أن تستقر الأوضاع في السودان.

وعلى الرغم من حسن استقبالنا في مصر والمعاملة الطيبة وعدم شعورنا بالغربة وسط المصريين والحفاوة الكبيرة، يظل الشعور بفقد الوطن هو التحدي.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *