قال مسؤولون، الاثنين، إن ثلاثة كابلات تحت الماء في البحر الأحمر توفر الإنترنت والاتصالات حول العالم قد قطعت، بينما لا تتوافر معلومات بعد عن الجهة المسؤولة، وإن كانت أصابع الاتهام تتجه نحو جماعة الحوثي اليمنية.
وقالت شركة “أتش جي سي غلوبال كوميونيكيشن”، ومقرها هونغ كونغ، إن الكابلات المقطوعة تشمل آسيا-إفريقيا-أوروبا 1 وأوروبا-الهند غيتواي، وسيكوم وتي جي أن غالف.
وذكرت الشركة أن خط سيكوم وتي جي إن غالف، عبارة عن كابلين منفصلين، لكنهما في حقيقة الأمر واحد فقط في المنطقة التي شهدت الحادث، وفقا لتيم سترونغي، خبير الكابلات البحرية في شركة تيلي جيوغرافي، وهي شركة أبحاث معنية بسوق الاتصالات ومقرها واشنطن.
وأوضحت “”أتش جي سي” أن انقطاع الكابلات أثر على 25 في المئة من حركة المرور المتدفقة عبر البحر الأحمر، وقالت إنها بدأت في إعادة توجيه حركة المرور.
وردا على أسئلة أسوشيتد برس، قالت سيكوم، ومقرها جنوب أفريقيا، إن “الاختبارات الأولية تشير إلى أن الجزء المتأثر يقع ضمن المناطق البحرية اليمنية في جنوب البحر الأحمر”، مشيرة إلى أنها تعيد توجيه حركة المرور التي تمكنت من تغييرها، رغم تعطل بعض الخدمات.
ومن بين الشبكات الأخرى المتضررة شبكة آسيا-أفريقيا-أوروبا 1، وهي كابل يبلغ طوله 25 ألف كيلومتر يربط جنوب شرق آسيا بأوروبا عبر مصر، وفق “سي أن أن”.
ونقلت “سي أن أن” عن برينش باداياتشي، كبير المسؤولين الرقميين في سيكوم، إن الحصول على تصاريح من هيئة الملاحة البحرية اليمنية لإصلاح الكابلات قد يستغرق ما يصل إلى ثمانية أسابيع. وأضاف: “سيستمر إعادة توجيه حركة مرور العملاء حتى نتمكن من إصلاح الكابل التالف”.
ويرط خط “أوروبا-الهند غيتواي” أوروبا والشرق الأوسط والهند وتعتبر فودافون مستثمرا رئيسيا فيه. وتقول الشركة على موقعها على الإنترنت إنها تستطيع إرسال حركة الإنترنت عبر حوالي 80 نظام كابل بحري تصل إلى 100 دولة.
وقالت شركة تاتا للاتصالات، وهي جزء من المجموعة الهندية والتي تقف وراء خط سيكوم وتي جي أن غالف لأسوشيتد برس إنها “بدأت إجراءات علاجية فورية ومناسبة” بعد قطع الخط.
وأضافت: “نحن نستثمر في الكابلات المختلفة لزيادة تنوعنا، وبالتالي في مثل هذه المواقف مثل انقطاع الكابل أو تعطله، نكون قادرين على إعادة توجيه خدماتنا تلقائيا”.
وكابل سيكوم، أحد الكابلات الأربعة المقطوعة، الذي يخدم جيبوتي، شرق أفريقيا.
وفي أوائل فبراير، قالت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في المنفى أن الحوثيين خططوا لمهاجمة الكابلات.
هل تورط الحوثيون؟
ويبدو أن الخطوط قد انقطعت في 24 فبراير، حيث لاحظت منظمة “نت بلوكس” أن الوصول إلى الإنترنت في جيبوتي عاني من الانقطاع.
لكن لايزال من غير الواضح الجهة المسؤولة عن قطع الكابلات، ومع ذلك، فإن الممر المائي ظل هدفا للحوثيين اليمنيين، وكانت هناك مخاوف بشأن استهدافهم للكابلات.
لكن الحوثيين نفوا استهداف الكابلات، وألقوا باللوم في هذه الاضطرابات على العمليات العسكرية البريطانية والأميركية، لكنهم لم يقدموا أدلة تدعم هذه المزاعم، علما بأنهم قدموا مزاعم كاذبة في الماضي.
هل يمتلكون القدرة؟
ولايزال من غير الواضح أيضا كيف يمكن للحوثيين مهاجمة الكابلات البحرية بأنفسهم، ولا يُعرف ما إذا كانت لديهم القدرة على الغوص لاستهداف الخطوط التي تقع على عمق مئات الأمتار تحت سطح الممر المائي.
غير أنه يمكن قطع الكابلات البحرية بواسطة المراسي، ومن ضمنها تلك التي يتم إسقاطها من السفن التي يتم تعطيلها في الهجمات.
ويمكن أن تكون السفينة الجانحة التي تجرف مرساتها في البحر هي السبب.
وقالت سيكوم: “يعتقد فريقنا أنه من المعقول أن تكون الكابلات تأثرت بسحب المرساة، وذلك بسبب حجم الحركة البحرية في المنطقة وضحالة قاع البحر في أجزاء كثيرة من البحر الأحمر”.
وأضافت أنه “لا يمكن تأكيد ذلك إلا بوصول سفينة الإصلاح إلى الموقع”.
وقال سترونغي، خبير الكابلات البحرية في شركة تيلي جيوغرافي، إن هناك 14 كابلا تمر الآن عبر البحر الأحمر، ومن المقرر إنشاء ست كابلات أخرى.
وأضاف “تشير تقديراتنا أن أكثر من 90 في المائة من الاتصالات بين أوروبا وآسيا تمر عبر الكابلات البحرية في البحر الأحمر. ولحسن الحظ، قامت الشركات المشغلة للاتصالات بعمل وفرة، فهناك العديد من الكابلات التي تعبر البحر الأحمر”.
ويصر الحوثيون على أن هجماتهم ستستمر حتى توقف إسرائيل عملياتها القتالية في قطاع غزة،.
وأعلن مركز عمليات التجارة البحرية التابع للجيش البريطاني، الاثنين، وقوع هجوم جديد في خليج عدن.
ووصفت شركة الأمن الخاصة “أمبري” السفينة المستهدفة بأنها سفينة حاويات ترفع علم ليبيريا تابعة لإسرائيل، وقد تعرضت لأضرار وأصدرت نداء استغاثة.
وقالت أمبري: “تعرضت سفينة الحاويات لانفجارين، وقع الأول على مسافة قبالة الجزء الخلفي الأيسر للسفينة، بينما ألحق الثاني أضرارا بمبنى السكن الخاص بالسفينة ومقدمة حاوية”.
وأضاف أن “الانفجار أدى كذلك إلى نشوب حريق على متن السفينة وما زالت جهود الطاقم لمكافحة الحريق جارية”.