خبراء ومحللون: تسجيل الأسيرين اللذين قتلهما جيش الاحتلال يؤكد فوضى العمليات الإسرائيلية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

قال خبراء ومحللون إن التسجيل الصوتي الذي نشرته هيئة البث الإسرائيلية والذي يظهر قتل الجنود الإسرائيليين لأسيرين في قطاع غزة يكشف الفوضى العملياتية التي يعيشها جيش الاحتلال، ويزيد من الصدع السياسي الذي تعيشه إسرائيل بسبب مسألة الأسرى.

وكانت هيئة البث قد نشرت تسجيلا صوتيا للأسيرين (آلون، يوتان) وهما يصرخان من داخل أحد البيوت ويطالبان جنود الاحتلال بعدم إطلاق النار عليهما وإنقاذهما، مشيرة إلى أنهما قتلا في النهاية بعد 65 يوما في الأسر.

وقال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن هذا التسجيل يؤكد وجود فوضى في العمليات، وعدم فاعلية لمنظومة القيادة والسيطرة الإسرائيلية، “خصوصا وأنه تم قتل 3 أسرى في وقت سابق وهم يحاولون الاستنجاد بالجنود ويرفعون الراية البيضاء ويتحدثون بالعبرية”.

فشل متجذر ومتسلسل

ووفقا للدويري، فإن هذا التسجيل “يكشف فشلا متجذرا ومتسلسلا داخل الجيش الإسرائيلي، ويؤكد عدم قدرته على استعادة الأسرى بالقوة، رغم وجود عقيدة قتل الأسرى عن عمد”.

وحاليا -يضيف الخبير العسكري- ليس معروفا عدد الأحياء من الأسرى ولا أسماؤهم، والثابت أنه تمت استعادة 110 منهم عبر المفاوضات و3 عن طريق الجيش تبين لاحقا أنهم كانوا لدى إحدى العائلات ولم يكونوا لدى المقاومة”.

وبناء على ذلك، فإن هذا التسجيل -والحديث للدويري- “دليل على أنه لن يتمكن من القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) طالما أنه عاجز عن تحقيق الهدف الأدنى المتمثل في استعادة الأسرى بالقوة”.

الرأي نفسه ذهب إليه المحلل السياسي ساري عرابي بقوله إن نشر هذا التسجيل يتزامن مع تزايد انتقادات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من داخل مجلس الحرب بعد مطالبته بقائمة تضم أسماء الأسرى الأحياء من حركة حماس دون الاتفاق على هذا الأمر مع أعضاء المجلس.

ويعيش مجلس الحرب خلافا متزايدا بسبب موقف أعضائه من صفقة التبادل المحتملة، كما يقول عرابي، مضيفا “هذا التسجيل يشير إلى الفشل العلمياتي داخل جيش الاحتلال، ولا يمكن اعتباره موجها ضد حركة حماس بقدر ما هو موجه ضد نتنياهو”.

تأكيد للخطر

إلى جانب ذلك، فإن هذا التسجيل “يعتبر محاولة لتأكيد الخطر الذي يهدد حياة من تبقى من الأسرى والقول إنه لا سبيل لإنقاذهم بالقوة”، حسب عرابي الذي قال إنه يرى التسجيل محاولة للدفع باتجاه صفقة تبادل.

وأضاف عرابي أن قضية الأسرى “كانت متراجعة داخل المجتمع الإسرائيلي، لكن حاليا هناك شريحة متنامية تطالب باستعادة الأسرى مع تزايد السجال السياسي الذي تم احتواؤه في أول المعارك”.

ومع طول أمد الحرب وانكشاف أكاذيب نتنياهو -يقول عرابي- “بدأت هذه الشريحة تتسع ومعها اتسعت أيضا شريحة منتقدي نتنياهو والمطالبين بإجراء انتخابات مبكرة”.

وفي السياق، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى، إن التسجيل يعكس الفوضى والارتباك الذي يعيشه جيش الاحتلال وعدم وضوح أهدافه الحقيقية من هذه الحرب.

وأضاف مصطفى “الأهم من ذلك أن هناك ثقافة داخل الجيش الإسرائيلي تسوغ له إطلاق النار على أي فلسطيني سواء في غزة أو الضفة الغربية من منطلق التحييد”، مضيفا “إنها ثقافة إسرائيلية عنصرية تعكس الارتباك والخوف من كل ما هو غير إسرائيلي”.

ومن الناحية السياسية -يقول مصطفى- فإن هذه التسجيلات تؤثر على المجتمع الإسرائيلي لأنها تنزع ثقته في قدرة الجيش على استعادة الأسرى من خلال الحرب.

وأضاف “تاريخيا كان هناك تفاخر بقدرة الجيش على استعادة الأسرى عبر الحرب لكن هذا الأمر فشل تماما”.

كما أن هذا التسجيل -حسب مصطفى- “ينسجم مع تصاعد الضغط الداخلي من أجل الذهاب لصفقة تبادل كحل وحيد لاستعادة الأسرى، هذا الفيديو يزيد الشكوك في قدرة الجيش على استعادة الأسرى”.

وأعرب ذوو الأسيرين عن أسفهم وحزنهم لمقتلهما على يد الجيش، فيما قال والد الأسير المقتول آلون إن إذاعة هذه التسجيلات تسبب لهم إرهابا نفسيا.

وتم الكشف عن هذا التسجيل بعد 3 أيام من مقتل الأسيرين، حسب هيئة البث الإسرائيلية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *