في العصر الرقمي، حيث تتناقص فعالية طرق الإعلان التقليدية، تقدم شركة “إنفلونسير” (Influencer) طريقة مبتكرة في مجال تسويق المؤثرين.
هذه الوكالة، التي ولدت من روح ريادة الأعمال لدى بن جيفريز، وتم تعزيزها بشهرة المؤثر المعروف كاسبار لي، ونقشت اسمها كنموذج يحتذى به في ربط العلامات التجارية بالمبدعين.
وارتقاؤها إلى الصدارة ليس مجرد صدفة بل هو انعكاس لدورها في إعادة تعريف أنماط التسويق، وقائمة عملائها تشمل علامات تجارية كبرى مثل غوغل وميتا وأمازون وعلي بابا وغيرها.
وعلى هامش مؤتمر قمة الويب المنعقد في الدوحة، حاورت الجزيرة نت مؤسس إنفلونسير حول أهم التوجهات في عالم المؤثرين ورحلته مع “كاسبر لي” في إنشاء نموذج جديد في عالم التسويق الرقمي.
البداية وإعادة تعريف أنماط التسويق
بن جيفريز هو الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة إنفلونسير العالمية لتسويق المؤثرين. وقد بدأ رحلته الريادية في سن الـ15 بشركة ملابس تدعى بريز (Breeze). وفيما بعد، ترك جامعة باث لينشئ بالشراكة مع المبدع على يوتيوب ورائد الأعمال والممثل “كاسبار لي” إنفلونسير.
وتوجه شركة إنفلونسير الإستراتيجي هو استغلال قوة السرد من خلال المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي لتعريف الجمهور بالعلامات التجارية.
وهذه الشركة تعتمد على المؤثرين لسرد قصص وحكايات عن العلامات التجارية المختلفة حيث تتجاوز القصص مجرد الترفيه، لتصبح قنوات للثقة وتقريب المستهلك من العلامة التجارية.
الدخول للتسويق الرقمي من شركة الملابس
يقول جيفريز لموقع الجزيرة نت إن فكرة ربط المؤثرين بالإعلانات تولدت لديه عندما كان يفكر كيف يمكن أن يروج لشركة الملابس التي أنشأها قبل أكثر من 10 سنوات، حيث خطرت له حينها فكرة أن يربط منتجات شركته بأحد المؤثرين المعروفين.
ومن هنا أصبح لدى جيفريز قناعة أنه يستطيع تحويل هذا النموذج البسيط حول الترويج لشركته لنموذج عمل قائم بذاته، وذلك بأن يجذب المؤثرين ويتعاقد معهم لبناء حملات ترويجية خاصة بالعلامات التجارية المشهورة، وأن تكون شركته هي صلة الوصل بين المؤثرين والعلامات التجارية الكبرى بحيث تتحول الحملات التسويقية إلى قصص يسردها هؤلاء المؤثرين.
ولكن التحدي كان: كيف يستطيع جيفريز إقناع هؤلاء المؤثرين للتعامل مع شركة ناشئة، وهنا جاءت شراكته مع اليوتيوبر والمؤثر البريطاني الجنوب أفريقي الشهير كاسبر لي والذي يقول جيفريز إنها جاءت مصادفة ولكنها كانت مبنية على رؤية مشتركة للمساحة التي يمكن أن يملأها نموذج تسويق المؤثرين.
ويقول جيفريز للجزيرة نت إن رؤية كاسبار -حول اقتصاد المبدعين وخبرته التجارية- أدت إلى شراكة قوية ساهمت في نمو شركة إنفلونسير واتجاهها الإستراتيجي.
التمويل التحدي الأشرس
يقول جيفريز إن أكثر اللحظات تحديا واجهتها إنفلونسير هو تأمين التمويل الأولي وشراكات العلامات التجارية مع نموذج أعمال لم يثبت نفسه بشكل كامل “ولكننا تغلبنا على هذا العائق من خلال إثبات عائد الاستثمار في تسويق المؤثرين من خلال حملات تجريبية، واستغلال شبكتنا من المعارف والعلاقات”.
ويرى جيفريز أن تسويق المؤثرين يصبح أكثر تكاملا مع إستراتيجيات التسويق الأساسية للعلامات التجارية، مدفوعا بالبيانات وتحسين قياس فعالية الحملة.
وتفخر إنفلونسير باستغلال البيانات والتكنولوجيا. حيث يقول جيفريز إنهم طوروا تكنولوجيا ملكية تطابق العلامات التجارية مع المبدعين المناسبين وتوفر تحليلات تنبؤية لتحسين أداء الحملة “وهذا النهج يتيح لنا البقاء في طليعة عصر التسويق المدفوع بالبيانات”.
تقدير فوربس ومستقبل إنفلونسير
وتحدث جيفريز عن التقدير من فوربس -بوضع شريكه كاسبر لي في قائمة فوربس 30 أقل من 30، وهي قائمة تضم 30 شخصا بارزا تقل أعمارهم عن 30 عاما بمختلف الصناعات وتصدرها سنويا المجلة وبعض إصداراتها الإقليمية، قائلا إنه كان شرفا ومحفزا لطموح أكبر له وللشركة.
وأكد أن عمله مع كاسبر لي الشاق ورؤيتهما آتت ثمارها “مما زاد من مصداقيتنا” وجذب الطاقم والشركاء الأفضل إلى مهمتهما.
أما حول المستقبل، فيقول جيفريز للجزيرة نت إنهم يستكشفون باستمرار التكنولوجيات الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة “لتحسين منصتنا”.
وأضاف أنهم يحاولون التوسع في أسواق جديدة أيضا “في أفقنا، خاصة في آسيا والشرق الأوسط”. وهناك العديد من الشراكات المثيرة قيد الإعداد، والتي سيتم الكشف عنها قريبا، ولهذا حضر اليوم إلى قمة الويب بالدوحة.
نصيحة لرواد الأعمال الطامحين
يقول جيفريز -الذي بدأ رحلته في ريادة الأعمال مبكرا لرواد الأعمال الطامحين- إنه يعتبر الفشل خطوة نحو الأمام لا عقبة. ويؤكد أن المشهد الرقمي مليء بالفرص لأولئك الذين على استعداد لاتخاذ مخاطر محسوبة والبقاء متكيفين مع التقدم التكنولوجي المتغير باستمرار.
ويرى أن على جميع رواد الأعمال الاستثمار في التعلم المستمر، سواء من خلال الإرشاد، والقراءة، أو التفاعل مع وجهات نظر متنوعة. ويقول إنه حاليا ينمي مهاراته في التحليلات التنبؤية والذكاء الاصطناعي لفهم أفضل “كيف يمكن لهذه التكنولوجيات تعزيز عروضنا”.
وفي مقابلتنا مع جيفريز استكشفنا رحلته الريادية، وتعقيدات تسويق المؤثرين، كما عرفنا رؤيته للمستقبل، مما يوفر للقراء نظرة شاملة إلى عقل رائد أعمال تقني شاب يشكل عالم التسويق الرقمي.