مارتن سكورسيزي ودي كابريو يجتمعان للمرة السابعة في “الرهان”

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

يعرض في أكتوبر/تشرين الأول المقبل فيلم “قتلة زهرة القمر” للمخرج مارتن سكورسيزي، وبطولة اكتشافه الأهم والأكثر نجاحا في تاريخه الطويل وهو الممثل الحاصل على الأوسكار ليوناردو دي كابريو، ويستعد المخرج والنجم لعمل جديد ينضم إلى قائمة نجاحاتهما معا، وتضم 6 أفلام سابقة.

يعد مارتن سكورسيزي واحدا من أهم و أشهر صناع الأفلام في العالم برصيد يتجاوز 50 فيلما، تتنوع بين الروائي والوثائقي، أما ليوناردو دي كابريو فهو أبرز نجوم هوليود.

جمع كليهما تعاون فني بدأ منذ عام 2002. وكان دي كابريو صبيا صغيرا حين شارك الممثل الكبير والصديق المشترك لهما روبرت دي نيرو بطولة فيلم “حياة هذا الصبي”، وأعجب به، وهو ما دعاه للاتصال بسكورسيزي، ودعوته للاهتمام والاستعانة به في أوقات قادمة.

الرهان

الفيلم الجديد مقتبس من كتاب يسجل الأحداث الحقيقية لدراما إنسانية مذهلة، للصحفي ديفيد غران بعنوان “الرهان: قصة غرق السفينة والتمرد والقتل” (Wager: A Tale of Shipwreck, Mutiny, and Murder) وقد اشترت حقوقه شركة أبل للأفلام (Apple Original Films).

تدور أحداث الفيلم الجديد في عام 1740، ويروي القصة الحقيقية لسفينة بحرية بريطانية تدعى “واغر” تحطمت، وجرفتها الأمواج إلى ساحل منطقة باتاغونيا بالبرازيل، وانقطعت بركابها سبل النجاة لعدة أشهر قبل أن يصلوا إلى الشاطئ بقارب نجاة يحمل 30 شخصا من الناجين.

يبرر الناجون تحطم سفينتهم بمحاولتهم الهرب من مطاردة سفينة إسبانية. ويتحول هؤلاء الرجال إلى أبطال بسبب حكاية النجاة وقدرتهم على البقاء والحفاظ على النظام، بينما يكافحون الطقس القاسي والطبيعة البشرية.

تنقلب الأمور بعد ظهور سفينة جديدة بسواحل تشيلي، وكانت أكثر تضررا من الأولى، وعلى متنها 3 رجال، حكوا رواية مختلفة عن السفينة الأولى، واتهموا الناجين بكونهم متمردين اختاروا الفوضى، وليسوا أبطالا كما يزعمون، لينتهي الأمر بمحاكمة عسكرية لمن قدموا أنفسهم أبطالا.

البداية

رشح الثنائي معا لأكثر من 31 جائزة أوسكار، وكشف سكورسيزي عن بداية معرفته باسم ليوناردو دي كابريو بشكل متكرر في تصريحات تلفزيونية مشيرا إلى مكالمة هاتفية من روبرت دي نيرو الذي كان يصور فيلم “حياة هذا الصبي”، وكانت البطولة أمام ليوناردو الذي كان صبيا صغيرا في ذلك الوقت، وقد أعجب به دي نيرو، واتصل بصديقه سكورسيزي ليوصيه بالاستعانة به.

وجاءت بداية التعاون بين رمزي هوليود الكبيرين في فيلم “عصابات نيويورك”، حين تذكر سكورسيزي توصية صديقه دي نيرو، فاستعان بليوناردو دي كابريو، الذي كان قد تحول إلى نجم كبير بعد فيلم “تيتانيك”، وقدم ليوناردو في فيلم “عصابات نيويورك” دور أمستردام فالون الذي يعود إلى الحي الذي ولد فيه، لينتقم لقتل والده.

وعاد دي كابريو مع سكورسيزي إلى الأستوديوهات عام 2004 ليقدما معا رائعة جديدة هي “الطيار” (The Aviator)، وتتناول السيرة الذاتية للمخرج الأسطوري والطيار ورجل الأعمال هوارد هيوز في أواخر العشرينيات وحتى منتصف الأربعينيات.

وبعد عامين قدما معا فيلم “الراحل” (The Departed) 2006، ويدور حول محاولة شرطي سري وجاسوس في الشرطة تعرفا على بعضهما أثناء التسلل إلى عصابة أيرلندية جنوب بوسطن.

وفي عام 2010 يعودان بالدراما السينمائية المخيفة “مصراع الجزيرة” (Shutter Island)، وفيه يتم إرسال تيدي دانيلز وتشاك أول، وهما شرطيان أميركيان، إلى جزيرة نائية للتحقيق في اختفاء مريض، حيث يكتشف تيدي حقيقة صادمة حول المكان.

ويخوض صانعا الأفلام المميزان مغامرة جديدة في عالم الحيتان الأميركية في وول ستريت حيث يقدمان “ذئب وول ستريت” (The Wolf of Wall Street) عام 2013، حيث يقدمان القصة الحقيقية لجوردان بيلفورت، منذ صعوده كسمسار أسهم ثري يعيش حياة مرفهة، حتى سقوطه بسبب الجريمة والفساد والحكومة الفيدرالية.

فيلم قصير

ويُقدم كل من سكورسيزي ودي كابريو على مغامرة، بدت كأنها جاءت كفكرة خلال سهرة في أجواء خريفية على أحد شواطئ كاليفورنيا، فهو فيلم قصير تحت اسم “التجربة و الاختبار” (The Audition)، وهو عبارة عن منافسة بين عدد من الممثلين في محاولة لكل منهم للفوز بدور في أحد أفلام سكورسيزي، وفي الفيلم يقوم المخرج الكبير بنفسه بعقد لقاءات مع الممثلين المرشحين للدور.

وعمل سكورسيزي على فيلم ” قتلة زهرة القمر” منذ عام 2019 قبل الإغلاق العام بسبب جائحة كورونا، لكنه انتهى منه عام 2023 وعرض في عدة مهرجانات، ليتم تحديد عرضه أخيرا في الشهر المقبل.

ويدور الفيلم حول القضية الأهم التي شغلت سكورسيزي أغلب أفلامه وهي معادلة القوة والنفوذ بين الساسة الأميركيين من جهة وبين قوة الشوارع من جهة أخرى متمثلة في ساحات الإجرام التي تلعب أحيانا أدوارا تؤدي إلى قرارات سياسية.

في الفيلم، يقُتل أفراد من قبيلة “أوسيدج” الأصلية في الولايات المتحدة في ظروف غامضة في عشرينيات القرن العشرين، يفتح تحقيق واسع بمكتب التحقيقات الفيدرالي، ليتم تحديد المشتبه بهم الرئيسيين في الجرائم وبينهم رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي نفسه.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *