نبّهت افتتاحية صحيفة الغارديان اليوم الأربعاء إلى أنه في الوقت الذي بدأ فيه قادة الغرب يفيقون على الحاجة إلى وقف إطلاق النار في غزة، فقد قُتل نحو 30 ألف فلسطيني في الحملة العسكرية الإسرائيلية، ويعتقد أن أكثر من ثلثي الضحايا في القطاع الساحلي من النساء والأطفال، كما يعتقد أن آلافا آخرين مدفونون تحت الأنقاض.
وترى الصحيفة البريطانية أنه من غير المرجح أن تتعافى سمعة الغرب كنصير للقيم العالمية، ومؤيد لنظام قائم على القواعد في أي وقت قريب من الأحداث الدموية في غزة.
وقالت إن السياسة الدولية ليست مسرحية أخلاقية. وربما لم تكن العديد من الدول العربية تعارض فكرة أن تتمكن إسرائيل من توجيه رصاصة الرحمة إلى حماس. لكن حالة القتال في غزة تشير إلى أن هذا الاحتمال بعيد، ولن يكون من الممكن إنهاء المهمة إلا بتكلفة باهظة لا يمكن تسويغها بالنسبة لحياة الفلسطينيين، وحياة المحتجزين.
وأضافت الصحيفة أن المطلوب الآن هو إنهاء الحرب في غزة، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين، وإحلال السلام الإسرائيلي الفلسطيني الدائم على أساس الدولتين.
ولكن لا يبدو أن أيا من هذا ممكن في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية، بعد أن سحب رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي وفده من محادثات القاهرة حول اتفاق محتمل لهدنة وإطلاق سراح السجناء، وهو ما أثار غضب عائلات المحتجزين في الداخل، وأزعج حلفاء إسرائيل في الخارج.
الإملاءات الدولية
وألمحت الصحيفة البريطانية إلى أن دبلوماسية الرئاسة الأميركية سابقا كانت تقوم على “التحدث بهدوء والتلويح بعصا غليظة”. وعلى النقيض من ذلك، في حالة غزة، كل ما يصدر عن جو بايدن مجرد جعجة بلا طحين، حيث تريد الولايات المتحدة وقفا مؤقتا لإطلاق النار، يرتبط بالإفراج عن جميع المحتجزيم، وزيادة تدفق المساعدات.
وتابعت بأنه إذا كان استخدام كلمة “مؤقت” هو محاولة لتهدئة الوزيرين الإسرائيليين المتطرفين إيتامار بن غفير وبيزاليل سموتريش، فمن المرجح أن تخفق، وقد رفضت الحكومة الإسرائيلية نهاية هذا الأسبوع ما وصفته بـ”الإملاءات الدولية”.
ونبهت الصحيفة إلى أن السياسة الداخلية لا تقل أهمية عن الساحة الخارجية للرئيس الأميركي جو بايدن، وزعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر، حيث يواجه بايدن انتخابات تمهيدية رئاسية في ولاية ميشيغان، التي تضم جالية عربية أميركية كبيرة، الأسبوع المقبل. وفي وقت لاحق من هذا الشهر سيواجه ستارمر انتخابات فرعية في روتشديل حيث ثلث الناخبين من المسلمين.
وانتقدت الغارديان تأييد الساسة والمسؤولين في الغرب لتصرفات إسرائيل غير المتناسبة، كونها دفاعا عن النفس ونتيجة حتمية لهجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وختمت بأنه إذا كان من حق إسرائيل السعي للانتقام من الذين قتلوا مواطنيها، فليس لها الحق في ذبح المدنيين الأبرياء بهذا الحجم الذي لا يمكن تصوره.