حينما حاولت الأوكرانية ناتاليا أنتونينكو استخدام “الحيوانات المنوية” المجمدة لزوجها من أجل إنجاب طفل آخر بعد ابنتهما فيتالينا، فوجئت بأن القانون في بلادها يمنع ذلك عقب وفاة زوجها الذي قتل في أرض المعركة بمواجهة روسيا.
لكن الأمل عاد مجددا للسيدة الأوكرانية، بحسب تقرير لشبكة “سي إن إن” الأميركية، بعدما أصدر البرلمان تشريعا بوقت سابق هذا الشهر يسمح باستخدام الحيوانات المنوية والبويضات المجمدة للجنود، حال وفاتهم في الحرب.
وبمجرد توقيع هذا التشريع من الرئيس فلوديمير زيلنسكي، سيصبح قانونا يسمح لأول مرة لأرامل الجنود الأوكرانيين باستخدام الخلايا الإنجابية لشركائهم المتوفين (الحيوانات المنوية والبويضات) في إنجاب الأطفال.
كما سيسمح القانون أيضًا للجنود الجرحى باستخدام خلاياهم الإنجابية في حال كانت إصاباتهم تجعل من المستحيل عليهم إنجاب أطفال بالصورة التقليدية.
وتدفع الدولة، بموجب مشروع القانون، تكاليف حفظ هذه الخلايا المجمدة لمدة 3 سنوات بعد وفاة الجندي أو الجندية، مع ضمان شروط تعترف بالوالد البيولوجي المتوفي في شهادة ميلاد الطفل.
وأشارت “سي إن إن” إلى أن خسائر أوكرانيا من الجنود لا يتم الإعلان عن حجمها بشكل دقيق، لكن مسؤولين أميركيين يقدّرونها بمقتل حوالي 70 ألف جندي وإصابة نحو ضعف هذا العدد.
وسوف يحفظ هذا التشريع نسل الجنود بعد وفاتهم.
الأوكرانيون يزعجون الروس بـ”الحيوانات المنوية”
أصبح تجميد الحيوانات المنوية بالنسبة للجنود الأوكرانيين يشبه “واجبا وطنيا” وفقا لتقرير لصحيفة نيويورك تايمز تتحرى فيه زيادة الإقبال على مختبرات الصحة الإنجابية في أوكرانيا بالتزامن مع تجاوز الحرب في البلاد سنتها الأولى.
حينما كان مشروع القانون في مرحلة النقاشات الأولية، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أبريل الماضي، إن تجميد الحيوانات المنوية بالنسبة للجنود الأوكرانيين بات يشبه “واجبا وطنيا”، وسط زيادة الإقبال على مختبرات الصحة الإنجابية في البلاد.
وذكرت الصحيفة أن بعض الجنود يحاولون التأكد من أنهم “حتى لو ماتوا في الحرب، لا يزال بإمكان شركائهم بناء عائلات”.
كما نقلت عن مختبر أجنة في كييف، أنه يجمّد الحيوانات المنوية لنحو 10 جنود كل أسبوع، رغم أن مشروع القانون كان يتم دراسته، ولم يكن من المؤكد أن الحكومة سوف تتكفل بهذه النفقات.
ومن الصعب الحصول على العدد الدقيق للرجال الأوكرانيين الذين جمدوا حيواناتهم المنوية، لكن أولكسندر ميخائيلوفيتش يوزكو، وهو طبيب ورئيس الجمعية الأوكرانية للطب التناسلي، قال لنيويورك تايمز إن الطلبات ارتفعت بالعيادات في جميع أنحاء أوكرانيا.
وقال إنه يتوقع أن يتم استخدام الحيوانات المنوية، ليس فقط من قبل الأرامل، ولكن أيضا من قبل النساء اللواتي يعاني أزواجهن من إصابات – جسدية أو عقلية – تجعلهم عاجزين.
وقالت أنتونينكو لشبكة سي إن إن، إنه تخطط لإنجاب طفل آخر على الأقل، وتابعت أن زوجها الراحل “كان يقاتل أملا في أن يكون بإمكاننا تكوين أسرة”.
ومع استمرار الحرب ورفع الجيش الأوكراني أي قيود على تعيين وخدمة المجندات في جميع المناصب وحتى القتالية، باتت المرأة عرضة لخطر الموت والإصابة على الخطوط الأمامية أكثر من أي وقت مضى.
وقالت الجندية الأوكرانية ماريا (25 عاما)، إنها تفكر في تجميد بويضاتها بعد إقرار القانون، وأوضحت الشبكة الأميركية أنها حاليا في إجازة أمومة، وزوجها يخدم في القوات المسلحة أيضًا.
وتابعت: “نعيش في وقت يسوده عدم اليقين، وأنا وزوجي نفكر في إنجاب طفل ثان في وقت لاحق”. مضيفة عن قرار التجميد: “نريد أن يكون لدينا هذا الخيار لو حدث أي شيء”.
وتابعت أن ذلك يمثل “تكريما لمن سقطوا دفاعا عن وطنهم.. لديهم الحق في أن يبعثوا من جديد في أجساد أطفالهم”.