“20 يوما في ماريوبول”.. وثائقي يُبقي مأساة المدينة الأوكرانية حيّة في الذاكرة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

بعد عامين على حصار ماريوبول التي تقع راهنا تحت السيطرة الروسية، لا يتوهم الصحفي الأوكراني مستيسلاف تشيرنوف أن الإعلام قادر على تغيير العالم، لكنه يناضل مع ذلك، لكي “لا تُنسى” المأساة التي شهدتها هذه المدينة خلال الحرب.

ويظهر فيلمه الوثائقي “20 يوما في ماريوبول” الذي حاز جائزة “بافتا” لأفضل فيلم وثائقي، أمس الأحد في لندن، معاناة المدينة الأوكرانية التي استهدفتها القوات الروسية منذ بداية الحرب يوم 24 فبراير/شباط 2022، وسقطت في أيديها بعد 86 يوما من المعارك التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 22 ألف شخص ودمار شبه كامل للمنطقة.

وعلى مدى 3 أسابيع، نجح تشيرنوف وزميله يفغيني مالوليتكا، الذي يعمل مع وكالة “أسوشيتد برس”، في التقاط مشاهد للمدينة المحاصرة وإطلاع العالم على المأساة فيها.

وفي حديثه للوكالة الأميركية، قال تشيرنوف “كنت أفضل ألا يكون هذا الفيلم موجودا، وألا تكون ثمة حاجة لإنجازه، لكنه أُنجز، وتكمن الأهمية تاليا في أن تتم مشاهدته على أوسع نطاق ممكن. أشعر وكأنني مدين بشيء ما لسكان ماريوبول، أريد ألا تُنسى قصصهم”.

وأضاف “في البداية كانت هناك حاجة ملحة لأن نُظهر للعالم حجم الدمار، والوجه الحقيقي للغزو الروسي. لكن مع مرور الوقت، باتت ماريوبول رمزا لكل المدن التي دمرتها القنابل الروسية، ورمزا على نطاق أوسع للنتائج المدمرة للحروب على المدنيين”.

وأردف تشيرنوف متحدثا عن أهمية الصورة “ليس لدي أمل في تغيير العالم، وربما هذه ليست مهمتنا. لدينا دور مختلف وعاجل جدا. ما صورناه كانت له عواقب مباشرة عل مسائل كثيرة، منها مثلا ما يتعلق بالتفاوض بشأن ممر إجلاء إنساني. هناك مَن رأوا أحباءهم في صورنا، وعلموا أنهم على قيد الحياة في مواقعهم بماريوبول. وإذا كانت صورنا قد ساعدت في إنقاذ عدد قليل من الأشخاص، فهذا إنجاز كبير أصلا”.

وعن دور المصور الصحفي، قال “في ماريوبول، كان السكان يتوجهون نحوي عندما يرون خوذتي التي تحمل شعار الصحافة، رغم القنابل التي كانت تسقط. كانوا يسألونني: هل لا تزال الحكومة قائمة؟ هل لا تزال أوكرانيا موجودة؟ ماذا يحدث في أوديسا؟ في خاركيف؟ لقد كانوا منقطعين عن العالم والمجتمع منهار. أدركت مدى حاجة الناس إلى المعلومات. وهذا عزز أملي في العمل الصحفي”.

وعن الأشخاص الذين صورهم، قال “لقد وجدنا جميع من صورناهم تقريبا. هؤلاء الأشخاص يحملون مدينتهم في قلوبهم. لقد تحطمت حياتهم، إذ خسروا ابنا أو عزيزا. أعتقد أن الفيلم هو أداة لهم يظهرون من خلالها ما مروا به لمن لم يعيشوا هذه التجربة الرهيبة. مع هذا الفيلم، يمكنهم أن يقولوا للآخرين: هذا ما عشناه في ماريوبول، مع أن التجارب على أرض الواقع كانت أقسى! نحن لا نستطيع أن نصور الشعور عندما يكون الشخص محاصرا ويواجه الخطر والرعب”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *