كيف يؤثر الكافيين في القهوة والشاي على الإنسولين وسكر الدم؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

تعد القهوة واحدة من أشهر المشروبات عالميا وتستهلك بشكل متزايد على مستوى العالم. تحتوي القهوة على العديد من المكونات النشطة بيولوجيا، أهمها الكافيين الذي يوجد أيضا في الشاي ومشروبات الكولا. فكيف يؤثر الكافيين على الإنسولين وسكر الدم؟

ويعد داء السكري مشكلة عالمية سريعة النمو ولها عواقب اجتماعية وصحية واقتصادية كبيرة، وهو مرض يسببه نقص هرمون الإنسولين أو ضعف الاستجابة الطبيعية من خلايا الجسم للإنسولين الذي يدخل السكر الموجود في الدم (الغلوكوز) إلى الخلايا، وفي كلتا الحالتين تكون النتيجة متشابهة، إذ ترتفع مستويات الغلوكوز في الدم فوق الحد الطبيعي، ويؤدي ذلك إلى تأثيرات سلبية على الجسم عاجلا وآجلا.

الإنسولين هرمون تصنعه خلايا “بيتا” في البنكرياس، الذي هو عضو يقع بين المعدة والعمود الفقري. ويفرز البنكرياس الإنسولين إلى مجرى الدم بعد تناول الشخص للطعام، وذلك استجابة لارتفاع السكر في مجرى الدم.

يشكل الغلوكوز الطاقة التي يتحول إليها الغذاء الذي يأكله الإنسان، ويفرز في الدم فتأخذه خلايا الجسم وتحرقه لإعطائها الطاقة اللازمة لعملياتها الحيوية. ولفعل ذلك فهي تحتاج لهرمون الإنسولين الذي يجعل الغلوكوز يتحرك من مجرى الدم إلى الخلايا.

تأثير الكافيين على الإنسولين

تشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني يتفاعلون مع الكافيين بشكل مختلف. يمكن أن يرفع مستويات السكر في الدم والإنسولين لدى المصابين بالمرض، وفقا لتقرير في ويب ميد.

نظرت إحدى الدراسات في الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني الذين تناولوا قرصا من الكافيين سعة 250 مليغراما في وجبة الإفطار وآخر في وقت الغداء. وهذا يعادل تقريبا شرب كوبين من القهوة مع كل وجبة. النتيجة كانت أن مستوى السكر في الدم لديهم أعلى بنسبة 8% مقارنة بالأيام التي لم يتناولوا فيها الكافيين، كما قفزت قراءاتهم أكثر بعد كل وجبة.

وذلك لأن الكافيين يمكن أن يؤثر على كيفية استجابة جسمك للإنسولين، وهو الهرمون الذي يسمح للسكر بالدخول إلى خلاياك والتحول إلى طاقة.

الكافيين قد يقلل من حساسية الإنسولين، وهذا يعني أن خلاياك لا تتفاعل مع الهرمون بالقدر نفسه الذي كانت تفعله من قبل. فهي لا تمتص قدرا كبيرا من السكر من دمك بعد تناول الطعام أو الشراب. وهذا يجعل جسمك ينتج المزيد من الإنسولين، وبالتالي يكون لديك مستويات أعلى بعد الوجبات.

إذا كنت مصابا بداء السكري من النوع الثاني، فهذا يعني أن جسمك لا يستخدم الإنسولين بشكل جيد بالفعل. بعد الوجبات، يرتفع مستوى السكر في الدم أعلى من المعدل الطبيعي. قد يزيد الكافيين من صعوبة السيطرة على سكر الدم. وهذا قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. وبمرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى زيادة احتمالية الإصابة بمضاعفات مرض السكري، مثل تلف الأعصاب أو أمراض القلب.

كيف يؤثر الكافيين على سكر الدم

يرفع الكافيين مستويات بعض هرمونات التوتر، مثل الإبينفرين (المعروف أيضا باسم الأدرينالين). يمكن أن يمنع الإبينفرين الخلايا من معالجة قدر كبير من السكر، وقد يمنع أيضا الجسم من إنتاج كمية كبيرة من الإنسولين، فهو يمنع مادة كيميائية تسمى الأدينوزين التي تلعب دورا كبيرا في كمية الإنسولين التي ينتجها الجسم، كما أنها تتحكم في كيفية استجابة الخلايا له.

أيضا فإن الكافيين يؤثر سلبا على النوم، فالكثير منه يمكن أن يبقي الشخص مستيقظا. قد تؤدي قلة النوم أيضا إلى تقليل حساسية الإنسولين.

يستغرق الأمر حوالي 200 مليغرام من الكافيين فقط للتأثير على نسبة السكر في الدم. هذه هي الكمية الموجودة في حوالي كوب أو كوبين من القهوة أو 3 أو 4 فناجين من الشاي الأسود.

وتختلف كمية الكافيين في المشروب تبعا لنوعه وطريقة تحضيره، فمثلا قد يحتوي الفنجان على 30 مليلترا من القهوة المركزة، القهوة المغلية، كالقهوة التركية وقهوة الإكسبريسو، على ما بين 40 و75 مليغراما أو أكثر من الكافيين، بينما يحوي كوب الشاي الأسود (240 مليلترا) قرابة 60 مليغراما من الكافيين.

إذن الكافيين مضر لمرضى السكري؟

الأمر معقد، وهو يعتمد على طبيعة جسم الشخص ومدى قابليته للتعامل مع الكافيين. مثلا الأشخاص المصابون بداء السكري الذين يشربون القهوة بانتظام لا يعانون من ارتفاع مستويات السكر في الدم مقارنة بأولئك الذين لا يشربونها بانتظام.

يعتقد بعض الخبراء أن جسمك يعتاد على هذه الكمية من الكافيين مع مرور الوقت. لكن أبحاثا أخرى تظهر أن الكافيين لا يزال من الممكن أن يسبب ارتفاعا في السكر، حتى لو كنت تبدأ يومك دائما بفنجان من القهوة.

لمعرفة ما إذا كان الكافيين يرفع نسبة السكر في الدم، تحدث مع طبيبك. قد يوصيك بإجراء اختبار نسبة السكر في الدم صباحا بعد تناول فنجان القهوة أو الشاي المعتاد. ثم ستقوم بإجراء الاختبار بعد إيقاف المشروب لبضعة أيام. عندما تقارن هذه النتائج، ستعرف ما إذا كان للكافيين تأثير.

ماذا عن الدراسات التي تربط القهوة بالحماية من السكري؟

تشير الدراسات إلى أن القهوة قد تقلل من احتمالات إصابتك بمرض السكري من النوع الثاني، ويعتقد الخبراء أن السبب في ذلك هو أن المشروب يحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة التي قد تلعب دورا في الحماية من السكري.

ولكن إذا كنت مصابا بالفعل بداء السكري من النوع الثاني فقد لا تستفيد من القهوة. فالكافيين الموجود في كوب من القهوة يجعل التحكم في نسبة السكر في الدم أكثر صعوبة. إذا ارتفعت مستوياتك بعد تناول كوب الصباح، فقد ترغب في التبديل إلى تناول القهوة منزوعة الكافيين. رغم أن هذا المشروب يحتوي على كمية قليلة من الكافيين، فإنه ليس له التأثير نفسه على نسبة السكر في الدم أو الإنسولين.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *