دعت كندا وأستراليا ونيوزيلندا، الخميس، إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، وفقا لبيان مشترك صدر ردا على تقارير حول العملية العسكرية الإسرائيلية المزمعة في رفح.
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، دعت إسرائيل، الثلاثاء، لتوفير “ممرات آمنة” للمدنيين في رفح الملاذ الأخير لأكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة.
وقالت بيربوك خلال مؤتمر صحفي مع نظيرها الفلسطيني، رياض المالكي، في برلين قبل توجهها، الأربعاء، إلى إسرائيل “لجأ مئات آلاف الأشخاص إلى رفح بأمر من إسرائيل، ويجب أن يستمر هؤلاء بالتمتع بالحماية” فيها.
وقالت بيربوك إنها تشعر بقلق بالغ إزاء إعلان إسرائيل اعتزامها شن هجوم عسكري كبير على رفح.
كما حذر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، الثلاثاء، من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح “يمكن أن تؤدي إلى مجزرة في غزة”، داعيا إسرائيل إلى عدم “الاستمرار في تجاهل” نداءات المجتمع الدولي.
وقال غريفيث في بيان “أكثر من نصف سكان غزة – اكثر من مليون نسمة بكثير – يتكدسون في رفح ويرون الموت مقبلا (عليهم). بالكاد يجدون طعاما، ولا يتلقون عمليا أي عناية طبية، ولا مكان ينامون فيه، ولا مكان آمنا على الإطلاق”، لافتا إلى “هجوم (إسرائيلي) لا يقاس على صعيد الكثافة والوحشية والحجم”.
وأضاف “أقول منذ أسابيع إن ردنا الإنساني في حال يرثى لها. أدق جرس الإنذار مجددا: العمليات العسكرية في رفح يمكن أن تؤدي إلى مجزرة في غزة. يمكن أن تؤدي أيضا بالعمليات الإنسانية الهشة أصلا إلى حافة الموت”.
وتابع غريفيث “ليس لدينا ضمانات مرتبطة بالأمن ولا إمدادات ولا طاقم ضروريا للاستمرار في هذه العمليات”.
وإذ ذكّر بأن “المجتمع الدولي حذر من التداعيات الخطيرة لأي اجتياح بري لرفح”، قال “لا يمكن لحكومة إسرائيل أن تستمر في تجاهل هذه النداءات”، مشددا على أن “التاريخ لا يسامح وينبغي لهذه الحرب أن تتوقف”.
واندلعت الحرب في 7 أكتوبر عقب هجوم غير مسبوق شنته حماس على مناطق ومواقع إسرائيلية محاذية لقطاع غزة أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
كذلك، احتجز في الهجوم نحو 250 رهينة واقتيدوا إلى غزة. وقبل تحرير الرهينتين الأخيرتين، كانت إسرائيل تقول إن نحو 132 ما زالوا محتجزين في غزة، بعد صفقة تبادل تمت في أواخر نوفمبر خلال هدنة استمرت 7 أيام، و29 منهم على الأقل يعتقد أنّهم قتلوا، حسب أرقام صادرة عن مكتب نتانياهو.
وردت إسرائيل بحملة قصف مركز أتبعتها بهجوم بري واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 28473 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال، بينما بلغ عدد الجرحى منذ بدء الحرب 68146 شخصا، بحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.