قال الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، المطورة لبرنامج “تشات جي بي تي”، الثلاثاء، إن مخاطر الذكاء الاصطناعي التي تؤرقه ليلا تتمثل في “الاختلالات المجتمعية الدقيقة للغاية” التي يمكن أن تجعل الأنظمة تعيث فسادا.
وكرر سام ألتمان، الذي تحدث في القمة العالمية للحكومات في دبي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، دعوته لإنشاء هيئة شبيهة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، للإشراف على الذكاء الاصطناعي، الذي يتوقع أن يتقدم بشكل أسرع مما يتوقعه العالم.
وقال ألتمان “هناك بعض الأمور التي يسهل تخيلها عندما تسوء الأمور حقا. أنا لست مهتما بالروبوتات القاتلة التي تنزل إلى الشوارع عندما تسوء الأوضاع. أنا مهتم أكثر بالاختلالات المجتمعية الدقيقة للغاية التي يمكن أن تحدثها هذه الأنظمة، ومن دون أي نوايا سيئة معينة، تسير الأمور بشكل خاطئ للغاية”.
ورغم ذلك، أكد ألتمان أن صناعة الذكاء الاصطناعي لا ينبغي أن تتولى مسؤولية وضع اللوائح التي تحكم الصناعة.
وأضاف “ما زلنا في مرحلة النقاشات. فكما تعلمون، كل دول العالم تعقد مؤتمرات. وكل شخص لديه فكرة وسياسة، وهذا أمر جيد. أعتقد أننا ما زلنا في وقت يستلزم نقاشا صحيا، ولكن في مرحلة ما خلال السنوات القليلة المقبلة، أعتقد أنه يتعين علينا التحرك نحو خطة عمل تحظى بتأييد حقيقي في جميع أنحاء العالم”.
وتعد شركة أوبن إيه آي، وهي شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي ومقرها سان فرانسيسكو، واحدة من الشركات الرائدة في هذا المجال.
واستثمرت مايكروسوفت حوالي مليار دولار في أوبن إيه آي، كما وقعت أسوشيتد برس اتفاقا مع أوبن إيه آي لتمكينها من الوصول إلى أرشيف الأخبار الخاص بها.
وفي الوقت نفسه، رفعت صحيفة نيويورك تايمز دعوى قضائية ضد شركتي أوبن إيه آي، ومايكروسوفت، بسبب استخدام أخبارها دون إذن لتدريب روبوتات الدردشة التابعة لشركة إوبن إيه آي.
وجعل نجاح إوبن إيه آي ألتمان الشخصية الأبرز في التسويق التجاري السريع للذكاء الاصطناعي، والمخاوف بشأن ما قد ينجم عن هذه التكنولوجيا الجديدة.
وتمتلك الإمارات أيضا شركة جي 42، المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة، ومقرها أبوظبي، ويشرف عليها مستشار الأمن الوطني الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، الذي يتمتع بنفوذ قوي في البلاد.
وتمتلك جي 42 ما يشير إليه خبراء بأنه “نموذج ذكاء اصطناعي عالمي رائد باللغة العربية”.
وواجهت الشركة ادعاءات بتورطها في أعمال تجسس بسبب علاقاتها مع تطبيق هاتفي اشتهر بأنه برنامج تجسس.
كما واجهت مزاعم بأنها جمعت “مواد وراثية” بشكل سري من أميركيين لصالح الحكومة الصينية.
وقالت الشركة إنها ستقطع علاقاتها مع جميع الموردين الصينيين بسبب المخاوف الأميركية.
وقال ألتمان إنه يشعر بالارتياح عندما يرى المدارس، التي يخشى معلمون بأن يستخدم الطلاب الذكاء الاصطناعي فيها لكتابة أبحاث، تتبنى الآن التكنولوجيا باعتبارها “ضرورية للمستقبل”، لكنه أفاد بأن الذكاء الاصطناعي “لا يزال في مراحله الأولى”.
وتابع قائلا “أعتقد أن السبب هو أن التكنولوجيا الحالية لدينا تشبه أول هاتف نقال كان مزودا بشاشة بالأبيض والأسود. لذا امنحونا بعض الوقت. أقول إنني أعتقد أنه في غضون سنوات قليلة أخرى سيكون الوضع أفضل بكثير مما هو عليه الآن، وينبغي أن يكون الأمر رائعا للغاية في غضون عقد”.