يقول خبراء ومحللون إن العملية الإسرائيلية المرتقبة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة لم تبدأ بعد، وسوف تتطلب تجاوز الولايات المتحدة عن مجازر قد تفوق كل ما شهده التاريخ من مجازر، مؤكدين أن واشنطن لا تزال قلقة بشأن اليوم التالي للحرب وتخشى على إسرائيل من الغرق في غزة.
فخلال مشاركته في برنامج “غزة.. ماذا بعد؟”، قال الخبير المحلل السياسي محمد الأخرس إن الولايات المتحدة تحاول البناء على ما حققته إسرائيل على الأرض، لأنها باتت واثقة من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعمل من منطلق شخصي.
ووفقا للأخرس فإن الموقف الأميركي مرتبط بمرحلة ما بعد الحرب، و”هناك خلافات كبيرة بين واشنطن وتل أبيب، لأن قرار دخول غزة هو شأن سياسي وليس عسكريا، لأنه مرتبط بالسيطرة على المعابر ومحور فيلادلفيا”.
خلاف على آلية الحرب
وبالتالي فإن واشنطن ليست مختلفة مع تل أبيب على الأهداف الكبرى للحرب وإنما على كيفية استثمار الإنجازات على الأرض، بحسب الأخرس، الذي يرى أن أميركا تدرك خطورة قيادة حرب دون خطة، وتعرف جيدا إمكانية أن تتحول لهزيمة إستراتيجية كما حذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في أول العمليات، و”بالتالي تحاول الضغط بكل قوة لكي ترشد سلوك إسرائيل وتمنع غرقها في غزة”.
كما أن أميركا التي خاضت حروبا كبرى في العراق وأفغانستان -كما يقول الأخرس- “تعرف أن الشهور الأولى هي الأسهل في الحرب وأن الاستمرار يعني كارثة لإسرائيل وللمنطقة التي تقف على صفيح ساخن، وبالتالي هي تراقب الأمر بنظرة جيوسياسية وتعلم أن نتنياهو يعمل لصالح نفسه”.
بدوره أشار الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين إلى وجود حالة رفض وعدم ثقة من السياسيين الإسرائيليين في نتائج العملية العسكرية في رفح، لكنه أوضح أن المدنيين والعسكريين يحاولون في الوقت نفسه بناء العقد المجمعي مع الجيش.
وأضاف جبارين أن هذا الأمر قد يدفع باتجاه العملية لإعادة الثقة خصوصا وأنهم سموها الأيدي الذهبية بدلا من السيوف الحديدية للتأكيد على خصوصيتها.
ويرى الخبير العسكري اللواء فايز الدويري بأن عملية رفح لم تبدأ بعد وأن القصف العنيف الذي أوقع 70 شهيدا فجر الاثنين لا يعني بدايتها، منوها إلى أن العملية “ستكون معقدة وتتطلب إجلاء أكثر من مليون نازح قبل البدء فيها”.
وقال الدويري إن بدء العملية قبل إخلاء النازحين يعني أن أميركا مطالبة بالتغاضي عن مجازر ستفوق ما سجله التاريخ من مجازر، لأنه من المستحيل تنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح بوضعها الحالي دون ارتكاب مجازر يندى لها جبين التاريخ، حسب تعبيره.