العراق يعلن موعد استئناف المحادثات مع واشنطن لمناقشة مستقبل التحالف الدولي

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

على خلفية ضغوطات من رجال دين، اضطر القائمون على تنظيم ماراثون في محافظة البصرة جنوبي العراق إلى التراجع عن قرار إقامته للنساء وللرجال واقتصار المشاركين به على الذكور فقط.

ونقل موقع “المربد” المحلي عن محافظ البصرة وكالة، محمد طاهر التميمي القول إنه صدر توجيه للقائمين على إدارة ماراثون البصرة “بمنع الاختلاط فيه بين الجنسين، ولا مانع من إقامة الماراثون للذكور فقط”. وتوعد باتخاذ “الإجراءات القانونية بحق المخالفين”.

وعلى خلفية القرار، أصدر منظمو المهرجان تصريحات على صفحتهم في إنستغرام قالوا فيها إن المشاركة في المحفل ستقتصر على الذكور فقط “بناء على توجيهات محافظ البصرة وكالة”.

وقبل ذلك قال المنظمون إن إدارة الماراثون ستلتزم وبشدة في الحفاظ على القيم الدينية والأعراف الاجتماعية” وأنها لن تسمح بأي سلوك يخالف النظام والآداب العامة”، مؤكدين أن الغرض من إقامته هو “تسليط الضوء على المدينة والسياحة فيها”.

وقبل نحو 3 أسابيع أعلن المنظمون للماراثون أن الفعالية ستنطلق الجمعة الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي من منطقة سفوان وانتهاء بجبل سنام.

وخلال الفترة التي تلت الإعلان عن تنظيم الماراثون خرج مجموعة من رجال دين في فيديو تداولته وسائل إعلام محلية وناشطون وهم يهاجمون منظمي الماراثون ويتحدثون أن الماراثون “سيخرج نساء البصرة من عفتها وشرفها بحجج الرياضة والانفتاح المنحرف”.

وهدد رجل دين ظهر في المقطع المقتضب وخلفه مجموعة من رجال الدين باتخاذ “موقف آخر” في حال عدم التراجع عن إقامة الماراثون.

وتعليقا على ما جرى، تعرب الناشطة النسوية بخشان زنكنة عن أسفها لما وصفته “تراجع أوضاع المرأة في العراق على جميع المستويات”.

وتقول زنكنة لموقع “الحرة” إن “الرياضة تعد من أوائل القطاعات التي يحاولون منع المرأة منها وسط تبريرات مخجلة جدا”.

وتضيف زنكنة أن “خطوة اقتصار المشاركة على الذكور فقط تعبر عن وضع المرأة بشكل عام في العراق والتضييق على العمل المدني عموما وإصدار قرارات كلها تصب ضد قضايا المرأة وضد الحياة المدنية في البلاد”.

زنكنة أشارت إلى أن “ما جرى يرسل رسائل سلبية جدا عن العراق، على الرغم من أن ذلك لا يمثل الشعب العراقي المعروف بمدنيته وحبه للديموقراطية والحياة الحرة والتطور”.

وترى الناشطة السنوية أن “الصورة السلبية لن تنعكس عن الشعب العراقي وإنما على القائمين على السلطة في البلاد”.

والحادثة ليست الأولى من نوعها، فقد اضطر منظمون لحفلات غنائية قبل نحو عامين إلى إلغاء حفلات كانت مقررة في أعياد رأس السنة، بعد احتجاجات مماثلة لرجال دين أعقبت حفلا غنائيا للفنان المصري محمد رمضان.

وقبل ذلك حاول محتجون منع إقامة مهرجان بابل الدولي الذي أقيم في أكتوبر من عام 2021، بمشاركة فنانين عرب وفرق موسيقية عربية وأجنبية.

اقتحام ومنع الحفلات الغنائية في بغداد.. أبعاد “سياسية” أكثر منها دينية

يرى مراقبون أن اعتراضات المتشددين على إقامة الحفلات الغنائية في بغداد “ليست الأولى ولن تكون الأخيرة” وكذلك تحمل في طياتها أبعادا “سياسية” أكثر منها دينية تتعلق بالتنافس على تشكيل الحكومة.

وكان العراق من البلدان العربية الرائدة في مجال الرياضة النسائية ويعود ذلك لسبعينات وثمانينات القرن الماضي. 

وعلى الرغم من القيود العديدة التي شهدتها البلاد بعد عام 2003، لا تزال فرق نسائية عراقية ورياضيات عراقيات يشاركن في بطولات عربية في كرة القدم والملاكمة ورفع الأثقال والكرة الطائرة وقيادة الدراجات.

وألقى دخول العراق في نزاعات متتالية على مدى عقود وبروز مجموعات مسلحة مرتبطة بإيران ذات توجه محافظ، بثقله على المجتمع، في وقت لا تزال قضية حقوق النساء مثيرة للجدل. 
 

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *