هل سئمت عالم “مارفل” و”دي سي” وأبطالهم، لكنك ترغب بمشاهدة دراما تشويقية تجمع بين المغامرة و”الفانتازيا”، وتدور حول أشخاص خارقين يملكون القدرة على إدهاشك؟ صانعو الدراما الكورية وجدوا الحل عبر مسلسل “انتقال” (Moving)، الذي عدّه بعض النقاد العمل الكوري الأفضل في 2023، رغم عدم انتهاء عرض حلقاته حتى الآن.
“انتقال” هو أحد الأعمال الأصلية لمنصة “ديزني بلس” (Disney+) من إخراج بارك إن جي، وبطولة جماعية لكلّ من: ريو سيونغ يونغ، وهيو جو هان، وجو ان سانغ، وغو يون جونغ، وتشا تاي هيون، وريو سيونغ بيوم، ولي جيونغ ها.
ويعدّ العمل أول دراما مُقتبسة من “الويبتون” -أحد أنواع القصص الرقمية المصورة التي تشبه الكرتون التي نشأت في كوريا الجنوبية-، وينتمي العمل إلى فئة “الفانتازيا” والحركة، خاصة دراما الأبطال الخارقين.
بدأ عرض المسلسل في 9 أغسطس/آب 2023، وما أن انقضى الأسبوع الأول حتى بات الأكثر مشاهدة، سواء على منصة “ديزني بلس” في بلدان عدة من بينها: أميركا وكوريا الجنوبية واليابان وهونغ كونغ وتايوان، ودول أخرى.
ووفقا لتصريحات كارول تشوي -نائب الرئيس التنفيذي لإستراتيجية المحتوى الأصلي لشركة والت ديزني-، فقد تجاوز معدل المشاهدات وشعبية العمل كل التوقعات المسبقة، حتى إن عدد ساعات مشاهدة المنصة من قِبل مُستخدميها في كوريا الجنوبية، زادت بنسبة 145% مقارنة بما قبل عرض المسلسل.
أنت لست غريبا
“أنت لست غريبا على الإطلاق، أنت مميز بعض الشيء فقط”؛ هذه إحدى الأفكار الأساسية التي يُروّج لها العمل، الذي تدور أحداثه حول 3 طلاب بالسنة الأخيرة في المدرسة الثانوية، يملك كل منهم قوى خارقة ورثها عن ذويه، ويحاول كل من الطلاب الثلاثة إخفاء قواه عن الآخرين، خوفا من العواقب.
في الوقت نفسه، تحاول بعض الجهات التخلُّص من أولياء أمورهم؛ لأنهم سبق وأن كانوا طرفا بأعمال مخالفة للقانون، قد تورّط بعض المسئولين أمام القضاء، أو الشعب إذا انكشف أمرها.
وبسبب طبيعة الحبكة احتاج العمل ميزانية إنتاجية تراوحت بين 38 و49 مليون دولار، وهو ما يجعله المسلسل الكوري الأضخم إنتاجا على الإطلاق.
عُرض من الموسم الأول حتى الآن 17 حلقة، ومن المُفترض طرح الحلقة الأخيرة يوم 20 سبتمبر/أيلول الجاري.
طراز خاص
“ليس مثل أي دراما أخرى”، هذا هو الوصف الذي اتفق عليه قطاع عريض من الجمهور ممن شاهدوا “انتقال”، إذ جمع بسلاسة وإمتاع بين الرومانسية والدراما والخيال العلمي، وبعض الكوميديا والعنف.
وإن كان أكثر ما يميزه من قصص الأبطال الخارقين السابقة المعتادة، أن المسلسل لم يُسلّط الضوء على قصص المراهقين الثلاثة ومحاولاتهم اليائسة للانخراط داخل دوائر مجتمعية لا تُشبههم في شيء فقط، وإنما أشار -أيضا- إلى قدر ما يُعانونه بسبب ما يتمتعون به من امتياز، وكيف يُجبرهم الاختلاف على الانعزال والوحدة حين تصبح معجزتهم هي نفسها لعنتهم التي يعجزون عن ترويضها أو تهذيبها.
واحتلّت حكايات الماضي وتجارب الآباء الشخصية كثيرا من الحلقات، وبالرغم من أن تلك القصص قطعت استرسال مغامرات الأبناء بالحاضر لحلقات متتالية عدة حتى بدى العمل أقرب إلى جزئين منه إلى عمل واحد أو قصة داخل أخرى؛ فإن السرد الدرامي المتنقل بين الأزمنة وتسليط الضوء على خلفيات الشخصيات، نسج ترابطا إنسانيا ودراميا بين الأجيال بحرفية وذكاء، وحافظ على إبقاء وتيرة التشويق والإثارة في أوجها.
والأهم أنه فسّر العلاقات المعقدة بين الأبناء وذويهم، وإلى أي مدى يمكن للأهل أن يذهبوا في سبيل حماية أطفالهم من شرور العالم وهوس السلطات، باستغلال كل الفرص دون رحمة أو إنسانية للسيطرة وامتلاك كل القوى.
غير مناسب للصغار
وكان النقاد قد أثنوا على حُسن اختيار المخرج لطاقم التمثيل من الكبار والصغار، الذين أجادوا أدوارهم دون استثناء حتى أصحاب الأدوار الثانوية منهم. كذلك أشادوا بالحبكة الدرامية متعددة المستويات، وبمهارة الحركة والمعارك والمؤثرات، خاصة المتعلقة بقدرة أحد الأبطال على الطيران، وهو ما لم يُقدّم بحرفية على مستوى الصورة فقط؛ وإنما أُجيد استغلاله دراميا تارة بشكل رومانسي، وتارة بشكل كوميدي، وليس خلال مشاهد الحركة فقط.
أما أسوأ ما في العمل، فهو تضمنه لكثير من العنف والدماء، مما جعله غير مناسب للصغار. ووفقا للتصنيفات المذكورة على موقع “آي. إم. دي. بي” (IMDb) الفني، فإن أقل فئة عمرية يناسبها العمل هي 15 عاما، وذلك في كل من كوريا الجنوبية وأستراليا، في حين أوصت الأرجنتين بالعمل لمن هم أكبر من 16 عاما، وأقرّت سنغافورة بأن المسلسل غير مناسب لمن هم دون 18 عاما.