للمرة الخامسة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة ، يبدأ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الاثنين، زيارة للشرق الأوسط.
تهدف الزيارة الجديدة إلى إرساء هدنة ثانية في وقت تستمر فيه المفاوضات بمشاركة قطرية ومصرية وأميركية وفرنسية، بينما يتواصل القتال في جنوب غزة.
ومن المقرر أن تشمل الزيارة السعودية، التي تمثل محطته الأولى، وإسرائيل ومصر وقطر.
وشدد بلينكن قبل الزيارة على ضرورة “الاستجابة بشكل عاجل إلى الاحتياجات الإنسانية في غزة”، بعدما دقّت مجموعات الإغاثة مرارا ناقوس الخطر حيال التداعيات المدمّرة للحرب التي تقترب من دخول شهرها الخامس، على القطاع المحاصر.
السعودية
ووصل بلينكن إلى السعودية الاثنين، في مستهل جولته.
ومن المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في الرياض.
وبعد محادثات أجراها في يناير مع محمد بن سلمان، قال بلينكن إنه لا يزال يرى “اهتماما واضحا” بتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
إسرائيل
تأتي زيارة بلينكن في وقت أثارت تصريحات لوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بشأن العلاقة مع الولايات المتحدة جدلا، وأثارت ردودا عاجلة.
وقال بن غفير لصحيفة وول ستريت جورنال، الأحد، “بدلا من أن يقدم لنا دعمه الكامل، ينشغل (الرئيس الأميركي جو) بايدن في تقديم المساعدات الإنسانية والوقود (لغزة) التي تذهب لحماس”.
وجاءت تلك التصريحات في أعقاب فرض واشنطن عقوبات على أربعة مستوطنين في ظل تصاعد العنف ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وكان أن رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على بن غفير قائلا “لست بحاجة إلى مساعدة لمعرفة كيفية إدارة علاقاتنا مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، مع الوقوف بثبات عند مصالحنا الوطنية”.
وفضلا عن الانقسامات ضمن حكومته، يواجه نتانياهو أيضا غضبا شعبيا حيال مصير الرهائن الذين بقوا في قبضة حماس في غزة.
وتظاهر المئات في تل أبيب السبت للمطالبة بانتخابات مبكرة.
قطر ومصر
ومن المقرر أيضا أن يزور بلينكن مصر وقطر لإعطاء زخم للمحادثات التي تتم بوساطة مصرية وقطرية مع حماس للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن.
ويتوقع بأن يناقش مقترح هدنة وُضع خلال اجتماع عقده كبار المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين والمصريين والقطريين في باريس الشهر الماضي.
ينصّ مقترح الهدنة الجديد على وقف القتال لمدة ستة أسابيع مبدئيا، بينما تفرج حماس عن الرهائن مقابل أسرى فلسطينيين، وفق مصدر في الحركة التي تصنفها الولايات المتحدة بأنها “منظمة إرهابية”.
كما تأتي زيارة بلينكن للمنطقة في لحظة محفوفة بالمخاطر ووسط ضربات تشنها الولايات المتحدة على الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران في سوريا والعراق واليمن ردا على ضربة بطائرة مسيرة وقعت الأسبوع الماضي في الأردن، أسفرت عن مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة العشرات.
واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر أسفر عن مقتل نحو 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسمية.
كما احتُجز في الهجوم نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إن 132 بينهم ما زالوا في غزة، و28 منهم على الأقل يُعتقد أنهم قُتلوا، بحسب أرقام صادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وتعهدت إسرائيل القضاء على حماس، وأطلقت هجوما عسكريا واسعا أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 27 ألف شخص في غزة، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع.
ويعيش سكان غزة في ظروف إنسانية قاسية، وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عبر منصة التواصل الاجتماعي إكس إن “هناك محدودية شديدة في الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي وسط القصف المستمر”.
والاثنين، اتهمت الوكالة الجيش الإسرائيلي بشن ضربة من البحر على قافلة مساعدات غذائية كانت تستعد لدخول شمال القطاع.