كأس آسيا.. اليابان تعبر البحرين إلى ربع النهائي

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 10 دقيقة للقراءة

من الباب الضيق، يغادر المنتخب المغربي منافسات كأس أمم أفريقيا من دور ثمن النهائي، ليتواصل سقوط المنتخبات العربية، بعد إقصاء كل من مصر وموريتانيا في نفس الدور، وخروج الجزائر وتونس من المجموعات.

وخسر رابع مونديال 2022 وآخر ممثلي الدول العربية في البطولة أمام جنوب أفريقيا، بهدفين نظيفين، الثلاثاء، على ملعب لوران بوكو في سان بيدرو، لتستمر سلسلة المشاركات السلبية لـ “أسود الأطلس” مع البطولة القارية التي لم ينجح في التتويج بها منذ 48 عاما.

وقبل إقصاء المغرب، انتهت مغامرة موريتانيا، الإثنين، بعد انهزامها أمام الرأس الأخضر، بهدف دون رد، بعد أن حققت تأهلا تاريخيا من دور المجموعات، على حساب الجزائر التي ودعت البطولة من دورها الأول، ورافقت جارتها تونس التي أقصيت أيضا من المجموعات، دون تحقيق أي فوز.

والأحد، غادرت مصر البطولة القارية من دون تحقيق أي فوز للمرة الأولى منذ عام 1992، بعد أن انتهى مشوارها على يد الكونغو الديمقراطية، التي تجاوزت رفاق مصطفى محمد في ركلات الترجيح، بعد تعادل في الوقت الأصلي والإضافي للمباراة.

ويثير الأداء الباهت الذي ظهرت به منتخبات شمال أفريقيا في البطولة، خاصة. مع إقصائها من طرف فرق تنتمي للصفين الثاني والثالث بالقارة، تساؤلات عن الأسباب الكامنة وراء هذه الإخفاقات المتوالية، وحول ما إذا كانت مرتبطة بتراجع عام في مستوياتها أو تطورا في مستوى خصومها من دول أفريقيا جنوب الصحراء، أم أن عواملا أخرى وراءه؟

“تفاصيل صغيرة”

الناقد الرياضي المصري، محمد زيادة، يرى أن فشل المنتخبات العربية في الوصول لأدوار متقدمة في الكان، يرجع لـ”تفاصيل صغيرة لم تحسب الأجهزة الفنية لهذه المنتخبات حسابها قبل البطولة”.

ويلفت زيادة في تصريح لموقع الحرة، إلى أن عدم إقامة مباريات ودية تحضيرية في كوت ديفوار أو بلد شبيه له على مستوى الظروف المناخية، لعب دورا أساسيا في الانهيار البدني والمستوى الضعيف للمنتخبات العربية.

ويؤكد المحلل الرياضي المصري، أن منتخبات مصر والجزائر والمغرب وتونس “عانت بشدة بسبب أجواء الرطوبة المرتفعة.. باستثناء المنتخب الموريتاني الذي لعبت الحماسة والرغبة في ظهوره بشكل مميز دورا كبيرا في مبارياته”.

ويشير زيادة أيضا إلى ما اعتبرها “المجاملات الفجة التي قام بها مدربو منتخبات مصر والمغرب والجزائر” في استدعاء عدد من اللاعبين النجوم غير الجاهزين أو الذين ليسوا في كامل جاهزيتهم لخوض البطولة.

وشنّ عددٌ كبير من نجوم الكرة المصرية هجوما كبيرا على منظومة الكرة بشكل عام والمدرب البرتغالي روي فيتوريا عقب الوداع القاري.

وطالب وائل جمعة، قائد دفاع النادي الأهلي ومدير المنتخب السابق بالمحاسبة، قائلا “قدم المنتخب أسوأ كرة قدم شاهدتها للفراعنة سواء كلاعب أو إداري”، مشيرا إلى أن اتحاد الكرة استقدم مدربا ليتعلّم أجواء إفريقيا من خلال الفراعنة، حسبما نقلت عنه فرانس برس.

ويتفق زيادة مع الانتقادات الموجهة لمدرب الفراعنة، معتبرا أنه ليس ليس لفيتوريا أي خبرة أو تجربة في تدريب المنتخبات، وهذا يظهر بحسبه، من خلال التركيز على استدعاء اللاعبين المحترفين، علما أن عصر مصر الذهبي في الكرة الأفريقية، كان عن طريق  النجوم المحليين.

ويوضح أن نفس الأمر مع وليد الركراكي، مدرب المغرب الذي اكتفى بنفس تشكيلة كأس العالم رغم ابتعاد العديد من نجومه عن مستواهم.

“الأسباب التقنية والأجواء الأفريقية”

ومثل خروج المغرب المبكر صدمة لأنصاره، خاصة أنه دخل النهائيات الأفريقية مرشحا بقوة للتتويج، بعد الأداء التاريخي الذي بصم عليه في المونديال، بعد أن فاز على عمالقة القارة العجوز بلجيكا إسبانيا والبرتغال، قبل إقصائه بصعوبة من فرنسا بطلة نسخة 2018 في نصف النهائي. 

عن الأسباب وراء الإقصاء المخيب من البطولة، يقول الصحفي الرياضي المغربي، أنس صوت الريح، إنها تتنوع بين ما هو تقني تكتيكي، وما يرتبط بعدم القدرة على التأقلم مع الأجواء الإفريقية.

على المستوى الأول، يكشف الصحفي المغربي لموقع الحرة، أن مباراة جنوب إفريقيا، أكدت فشل الركراكي على مستوى ورش التنشيط الهجومي، مشيرا إلى أنه منذ كأس العالم الأخيرة ظل يعول بشكل كبير على ثلاثية حكيم زياش وعز الدين أوناحي وأشرف حكيمي، دون البحث عن حلول هجومية أخرى، وكلما غاب أحد هذه العناصر يواجه المنتخب صعوبات كبيرة. 

وتأثر منتخب المغرب بقوة بغياب جناحه وأبرز لاعبيه حكيم زياش، وكذلك بوفال فقلت خطورته وحدته على المرمى في شكل واضح.

وسارع المدرب وليد الركراكي لتحمل مسؤولية الخسارة بقوله لقناة “بي إن سبورتس” بعد اللقاء إن “اللاعبين قدموا كل شيء ونفذوا كل التعليمات وأنا أتحمل كل المسؤولية”، وتابع بشجاعة “يجب أن نقبل بأننا أخفقنا في مهمتنا. هذا إخفاق مدرب. أنا أتحمل ذلك”.

وقال قائد المنتخب رومان سايس “الفرص كانت موجودة لنا لنفوز، ليس فقط ركلة الجزاء. لم نكن فعالين بما فيه الكفاية”.

وعلى المستوى البدني، يقول صوت الريح، إن لاعبي المنتخب المغربي ظهروا منهكين منذ بداية المباراة رغم أنهم استفادوا من فترة راحة دامت أسبوع تقريبا ولم يجبروا على مغادرة مدينة سان بيدرو، موضحا أن تعامل الطاقم مع هذا الجانب “لم يتم بشكل جيد مما حال دون وصول اللاعبين إلى المباراة في أفضل جاهزيتهم”.

ويشير الصحفي المغربي، أنه بعدما كانت الظروف المناخية أبرز تحدي يواجه منتخبات شمال إفريقيا في البطولات التي تجرى جنوب الصحراء، يضاف إلى هذا المعطى اليوم “تحدي تطور بقية المنتخبات، لم يعد هناك منتخب صغير، صرت تتابع منتخبات بلاعبين مميزين وبنضج تكتيكي كبير”.

“منتخاباتنا ضعيفة أفريقيا”

من جهته، يذهب المحلل الرياضي الجزائري، طارق بوفليح، إلى حد اعتبار منتخبات شمال أفريقيا، ما عدا المصري، “ليست بالمنتخبات الكبيرة قاريا بالنظر لتتويجهاتها القليلة جدا، رغم أنها تتألق في مشاركاتها في كأس العالم”.

ويوضح بوفليح في تصريح لموقع “الحرة”، أن أغلب تتويجات المنتخبات العربية باللقب، تكون عندما تنظم  البطولة أو تنظم في الدول العربية كما حدث مع الجزائر حينما نظمت بمصر”.

وغادرت الجزائر البطولة المقامة بساحل العاج بنقطتين من من تعادلين أمام منتخبي بوركينا فاسو وأنغولا وخسارة في الجولة الأخيرة على يد موريتانيا 0-1.

وأعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم الانفصال عن المدرب جمال بلماضي، عقب الخروج المفاجئ من الدور الأول لكأس أمم  أفريقيا، للمرة الثانية تواليا.

وواجه بلماضي الذي قاد المنتخب الجزائري إلى النجمة الثانية عام 2019 انتقادات حادة بخروجه مرتين متتاليتين من العرس القاري ومن دون أي انتصار. 

ويشدد المحلل الرياضي بدوره على أن “الظروف المناخية لعبت دورا كبيرا في الأداء الذي ظهرت به ثعالب الصحراء والمنتخب المغربي، كون لاعبي الفريقين ليسوا متمرسين في اللعب في دول أفريقيا جنوب الصحراء”. 

ويشير بوفليح، أيضا إلى أن امتلاك المنتخبات العربية للاعبين متألقين أوروبيا يرفع الرغبة لدى المنتخبات الأقل مستوى من أجل رفع التحدي واللعب بقوة من أجل إقصائها. 

ويبقى العامل الرابع، وراء انتكاسة الكرة العربية أفريقيا، متمثلا في تحول منتخبات القارة نحو الاهتمام بمدارس التكوين وتدعيم المنتخبات الأولى بأفضل اللاعبين، مما يمنحهم الأفضلية في مقابل غياب هذه السياسة لدى المنتخبات العربية، وفقا للمحلل الجزائري.

ومن المنتظر أن يعرف دور ربع النهائي مواجهات قوية، تجمع أولاها نيجريا بأنغولا، ثم جمهورية الكونغو الديمقراطية أمام غينيا، يوم الجمعة.

ويتصادم المنتخب المالي مع نظيره الإيفواري مستضيف البطولة، السبت، على أن تواجه الرأس الأخضر جنوب أفريقيا، خلال اليوم ذاته.

وتعد هذه المرة الأولى التي يُلعب فيها هذا الدور من دون منتخبات شمال أفريقيا منذ 2013، ما يمثل إخفاقا كبيرا للكرة العربية، بحسب المتحدثين.

من أجل تفادي انتكاسات مماثلة في قادم الاستحقاقات الكروية، يشدد الناقد المصري على ضرورة التعاقد مع مدربين أصحاب خبرات سابقة في الكرة الأفريقية، سواء محليين أو أجانب، وعدم المجاملة في الاختيارات وتفضيل الصالح العام على المصالح الشخصية، بالنسبة لبعض الأفراد داخل الاتحادات العربية.

من جهته، يرى الصحفي المغربي، أن استعداد أسود الأطلس للنسخة القادمة التي تحتضنها المملكة “يجب أن يحتكم للمنطق”، معربا عن آماله في أن “يتخذ قرار الإبقاء على الركراكي من عدمه، وفق أسس علمية وأن يكون وراءه أصحاب الاختصاص في الإدارة التقنية”.

وتحدث الركراكي عن مستقبله على رأس الإدارة الفنية لأسود الأطلس وهو الذي صرح عقب المونديال القطري أنه سيستقيل من منصبه في حال عدم بلوغ نصف النهائي “لا يمكن أن أقرر بخصوص مستقبلي الآن وعقب هذا الخروج القاسي، سنعود إلى المغرب ونجلس مع الرئيس (فوزي لقجع) ونرى الأفضل للمنتخب. وأنا لا زلت عند كلمتي مثلما تعرفونني”.

وأضاف، حسبما نقلته فرانس برس: “لدينا الوقت الكافي من أجل اتخاذ القرار المناسب لمصلحة المنتخب”.

بدوره، يقول الصحفي الجزائري، إن بلاده تعيش أزهى فتراتها الكروية على مستوى المواهب، حيث تمتلك الآن أفضل جيل من اللاعبين المتألقين في أوروبا ومع مدرب جديد يمتلك الخبرة الأفريقية بإمكانها التألق في النسخة القادمة، خاصة وأنها ستقام بالمغرب الذي تشبه أجواءه أجواء الجزائر.

غير أنه يشير إلى أن التتويج أصبح صعبا الآن مع الصحوة الكروية الموجودة في القارة، موردا أن على المنتخبات العربية “تقوية بطولاتها  المحلية أكثر وتكوين لاعبين قادرين على تحمل طقس أفريقيا جنوب الصحراء والابتعاد عن الترشيحات المسبقة والتقليل من الخصوم”، الأمور التي يقول إنها تؤثر كثيرا على تركيز اللاعبين وتزيد من الضغوط السلبية عليهم.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *