من المتوقع أن يزيد الاستخراج العالمي للمواد الخام بنسبة 60% بحلول عام 2060، وفق تقرير للأمم المتحدة، لفت إلى ما يمكن أن يترتب على ذلك من آثار وخيمة على البيئة والمناخ.
تقرير توقعات الموارد العالمية للأمم المتحدة، الذي يصدر كل خمس سنوات، الذي ستصدر النسخة الأحدث منه في فبراير المقبل، يقول كذلك إن تجريد الأرض من المواد الطبيعية سيتسبب في تلوث الهواء بنسبة 40 في المئة، وسيكون وراء أكثر من 90% من الإجهاد المائي العالمي، وفقدان التنوع البيولوجي المرتبط بذلك.
يذكر أن صحيفة “الغارديان” البريطانية، التي نشرت الخطوط العريضة للتقرير، قالت إنها تمكنت من الاطلاع عليه، بمناسبة عرض نسخة منه على وزراء الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي .
الصحيفة ذاتها نقلت عن المفوض الأوروبي السابق، الرئيس المشارك للجنة الأمم المتحدة التي أعدت التقرير، يانيز بوتوتشنيك، قوله إن التمادي باستخراج المواد الخام من شأنه أن يؤدي إلى عواصف وجفاف وكوارث مناخية أخرى أكثر تواتراً وأكثر شدة.
وقال بوتوتشنيك أيضا إن “معدلات استخراج أعلى تعني تأثيرات أكبر.. لم تعد هناك مساحات آمنة على الأرض.. إذا استمرت هذه الاتجاهات، ستزداد الأمور سوءا”.
ثم تابع: “سوف تصبح الظواهر الطبيعية القوية أكثر تواترا، وسيكون لذلك تكاليف مالية وبشرية أكثر خطورة من أي وقت مضى”.
ويعطي التقرير الأولوية لإجراءات الحد من الطلب الإجمالي من المواد الخام، بدلا من مجرد زيادة الإنتاج “الأخضر”، فالسيارات الكهربائية، على سبيل المثال، تستخدم “مواد خام بالغة الأهمية” بما يقرب من 10 أضعاف ما تستخدمه السيارات التقليدية.
كما يتطلب الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية من وسائل النقل بحلول عام 2050 زيادة استخراج المعادن الضرورية لذلك، وهو ما يمثل 6 أضعاف في غضون 15 عاما.
ويقول التقرير إن المزيد من العمل عن بعد، (من البيوت عوض المنازل) وتحسين الخدمات المحلية وخيارات النقل منخفضة الكربون مثل الدراجات والقطارات يمكن أن تكون فعالة، إذ تولد آثارا بيئية أقل ضررا.
وقالت زكية الخطابي، وزيرة المناخ والبيئة في بلجيكا، التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، لصحيفة الغارديان، إن استخدام المواد الخام، هو المحرك الرئيسي للأزمة الثلاثية المتمثلة في المناخ والتنوع البيولوجي والتلوث.
ووفق نظرتها، يعد تقليل استهلاك الموارد الخام أمرا ضروريا لتقليل الضغوط البيئية المرتبطة بها.