الدوحة ـ “الظفر ما يطلع من اللحم”، هذا المثل الشعبي أبلغ تعبير عن تلاحم العوائل القطرية الإماراتية في مدرجات ملعب “أحمد بن علي” لدعم منتخب الإمارات أمام طاجيكستان في ثمن نهائي بطولة كأس آسيا قطر 2023.
وتعددت قصص الدعم الجماهيري للإمارت، فعمر ومحمد العامري قدما من الإمارات، وحضرا برفقة أولاد خالتهما في قطر تميم وحمد وعبد الرحمن إلى المباراة، رافعين أعلام “الأبيض” من أجل مساندة المنتخب، حيث جلسوا في المدرجات يهتفون طوال المباراة.
كرة القدم مكسب وخسارة، ورغم خروج الإمارات الحزين من البطولة إثر خسارتها بركلات الترجيح (3-5)، فإن مشهد روح الأخوة والتلاحم في الملاعب بين الأقارب والأهل من العوائل القطرية والإماراتية بات المكسب الحقيقي.
ويوضح عمر أنه يوجد هو شقيقه عند خالته منذ نحو 10 أيام، وحضر مباراتي فلسطين وإيران، واستمتع كثيرا بالأجواء الممتعة للبطولة، كما شاهد مباراة قطر الأخيرة مع الصين مع أولاد خالته.
ويقول عمر للجزيرة نت إنه “منذ صغره يحضر دائما إلى قطر عند أقاربه، خاصة أن المسافة ليست بعيدة بين البلدين، والعكس يحدث أيضا، فهم يحضرون عندنا في الإمارات”.
ويضيف أنه زار كثيرا قطر خلال الآونة الأخيرة، حيث حضر أيضا نهائيات كأس العالم قطر 2022، واستمتع مع أولاد خالته بالأجواء وحضور بعض المباريات.
خليجنا واحد
أما حمد فيرى أن وجوده مع أولاد خاله في الملعب لتشجيع منتخب الأبيض أمر طبيعي، لأن “قطر والإمارات واحد”، إذ إنه يدعم كل ما هو خليجي.
ويقول حمد للجزيرة نت إن أهالينا وأقاربنا وأخوالنا وخالاتنا في الإمارات والعكس، وكذلك في غيرها من الدول الخليجية، لذلك نحن القطريين ندعم كل من هو خليجي لأن دمنا واحد وروحنا واحدة وخليجنا واحد.
ويضيف أن كرة القدم تقرب الشعوب، وأن دولة قطر دائما تجمع ولا تفرق، وأفخر بكوني قطريا وخليجيا.
أما القطري علي المحمدي فقد حضر بصحبة أطفاله الأربعة إلى ملعب المباراة وهم يحملون الأعلام الإماراتية، في واحدة من قصص الدعم الجماهيرية لمنتخب الإمارات في مباراته المهمة.
ويقول المحمدي للجزيرة نت إن شقيقته وكذلك عمته متزوجتان في الإمارات، وإن حضوره ودعمه للأبيض أمام طاجيكستان أمر طبيعي، فمن غير المنطقي تشجيع منافس للإمارات.
ويضيف أن حضوره هو “رسالة دعم لأهلنا وأقاربنا في الإمارات، فنحن شعب واحدة وعائلة واحدة والظفر لا يطلع من اللحم”.
وقد حضر المشجع القطري بيندر بن مسفر بصحبة صديقه الإماراتي محمد المنصوري لدعم الأبيض، ويعتبر أنه “من الواجب على القطريين دعم إخوانهم الإماراتيين في هذه المناسبة”.
ويقول بيندر للجزيرة نت إن الخليجيين لحمة واحدة، وإن فوزهم هو فوزنا ونفرح لفرحهم، ولذلك دائما نوجد لدعم كل من هو خليجي.
دعم ومساندة
بينما حضر أيضا المشجع القطري عبد العزيز الحرم برفقة ولده محمد لدعم ومساندة الإمارات، شدد على أن حضوره لدعم الإمارات هو رسالة لأهالنا وأقاربنا هناك بأننا معهم قلبا وقالبا.
ويقول الحرم للجزيرة نت إنه يتمني أن تكون المباراة النهائية لبطولة آسيا خليجية صرفة، إذ سيكون لها طعم خاص، فبطولة الخليج بالنسبة لنا بطولة عالمية ونتظرها من نسخة إلى نسخة.
وكذلك حضر المشجع مشعل عبد الهادي برفقة زوجته وأطفاله لدعم منتخب الإمارات، مؤكدا أن دول الخليج دمها واحد، وأنه يدعم كل المنتخبات الخليجية، ويتمني أن يفوز باللقب منتخب خليجي.
رغم الخسارة وتوديع البطولة، فإن قصص الدعم الجماهيري للإمارات أمام طاجيكستان متعددة ومختلفة، فأحمد الرحيمي الراشدي قطع 500 كلم بسيارته لمساندة الأبيض من خورفكان في الإمارات حتى الوصول إلى الدوحة.
الرحيمي الذي غادر فور انتهاء المباراة عائدا إلى بلاده، حضر إلى ملعب المباراة مبكرا وظل لأكثر من 6 ساعات، وهي فترة زمنية تفوق رحلته بالسيارة من الإمارات إلى قطر.
ويضيف أن شغفه بكرة القدم وحبه لدعم منتخب بلاده هو ما دفعه لخوض هذه الرحلة بمفرده.
على طريقة الرحيمي نفسها، واظب المشجع الإماراتي زايد الحضرمي (33 عاما) على القدوم بسيارته إلى قطر لدعم منتخب الإمارات في مبارياته الأربع في البطولة الآسيوية.
ويقول الحضرمي للجزيرة نت إن شغفه وحبه لكرة القدم وكذلك لدعم ومساندة كل ما هو إماراتي هو السبب الرئيسي في القيام بهذه الرحلة، التي لا تتخطى 24 ساعة، في كل مباراة للأبيض.
ويعتبر أن الأمر ليس مرهقا، وأن السفر بين الإمارات وقطر أمر عادي، حيث تعد بمثابة رحلة خاصة في حال الحضور برفقة أصدقاء.
واجب وطني
وكذلك حضر المشجع الإماراتي محمد البشر رفقة عائلته إلى الدوحة ليلة مباراة الإمارات وطاجيكستان لدعم منتخب بلاده.
ويقول البشر للجزيرة نت إن دعم منتخب بلاده واجب وطني، وهو ما جعله يحضر إلى الدوحة لمدة 48 ساعة، خاصة أن رحلات الطيران بين البلدين لا تستغرق أكثر من 90 دقيقة.
ويضيف أنه يعرف أن أداء منتخب الإمارات لم يكن جيدا في المباريات السابقة، وأنه يحتاج إلى التطوير، كما أن هناك علامة استفهام حول غياب علي مبخوت عن التشكيلة، و”لكن لم أستطع التوقف وعدم القدوم لمؤازرة المنتخب”.
ومثل البشر، حضر لمدة 48 ساعة كل من المشجع عبد الله ناصر وخليفة السويدي وخلفان الشامسي لمساندة منتخب بلدهم ليلة المباراة، ومن ثم العودة في اليوم الثاني، ورغم آمالهم الكبيرة في تكرار الرحلة في الدور ربع النهائي، فإن الإمارات ودعت المنافسات مبكرا.
وأجمع غالبية مشجعي منتخب الإمارات على أن غياب علي مبخوت عن تشكيلة المنتخب يشكل علامة استفهام كبيرة في ظل مستوياته المميزة في الدوري العام مع الجزيرة، فضلا عن أنه هداف الفريق، إلا أنهم شددوا على احترامهم للرأي الفني للبرتغالي باولو بينتو مدرب المنتخب.
وخسرت الإمارات أمام طاجيكستان بركلات الترجيح (3-5) بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 1-1 في المباراة التي أجريت بينهما في الدور ثمن النهائي من البطولة الآسيوية.