توصل باحثون إلى أن تناول حبتين من فاكهة الكيوي يؤدي إلى تحسن المزاج خلال أربعة أيام، وبلغت ذروة التحسن في 14-16 يوما.
ومن المعروف أن الأطعمة الغنية بفيتامين “سي” (C) يمكن أن تحسن المزاج؛ ومع ذلك، فإن المسار الزمني لهذه الفوائد غير معروف. في بحث جديد، استخدم علماء من جامعة أوكلاند وجامعة أوتاغو في نيوزلندا استطلاعات مكثفة عبر الهواتف المحمولة من تجربة ثلاثية خاضعة للتحكم الوهمي لتحديد التغيرات المرتبطة بالمزاج بعد تناول الكيوي أو فيتامين سي أو الدواء الوهمي.
وأجرى الدراسة باحثون بقيادة البروفيسور تاملين كونر من جامعة أوتاغو، ونشرت في المجلة البريطانية للتغذية.
وتم ربط النظام الغذائي الصحي الغني بالفواكه والخضروات بصحة عقلية أفضل. فالأنظمة الغذائية الغنية بالفواكه والخضروات ذات العناصر الغذائية المفيدة قد تفيد الصحة العقلية عن طريق تحسين الحالة المزاجية المكتئبة.
فيتامين سي
رغم أن المسارات البيوكيميائية التي تربط الفواكه والخضروات بالأعراض النفسية من المرجح أن تكون متنوعة ومعقدة، فإن أحد الفيتامينات التي قد تساهم في مثل هذه التغييرات هو فيتامين “سي”.
ويشارك فيتامين “سي” في تركيب الناقلات العصبية وهرمونات الببتيد، ويعمل كمحفز للعديد من الإنزيمات، وكلها مطلوبة للحفاظ على الأداء الصحي للدماغ وتعزيزه، بما في ذلك الحالة المزاجية.
تعدّ فاكهة الكيوي مصدرا ممتازا لفيتامين سي، الذي أظهر انخفاضا يعتمد على الجرعة في الاكتئاب واضطراب المزاج الكلي لدى الشباب الذين يستهلكون مستويات منخفضة من الفاكهة والخضروات.
وقال البروفيسور كونر “توفر النتائج الجديدة التي توصلنا إليها طريقة ملموسة ويمكن تبليغها للناس لدعم صحتهم العقلية.. من الرائع أن يعرف الناس أن التغييرات الصغيرة في نظامهم الغذائي، مثل إضافة فاكهة الكيوي، يمكن أن تحدث فرقا في شعورهم كل يوم”.
أجرى الباحثون تعديلا غذائيا لمدة 8 أسابيع على 155 شخصا بالغا يعانون من انخفاض فيتامين سي.
تناول المشاركون يوميا إما مكملات فيتامين سي أو الدواء الوهمي أو حبتين من فاكهة الكيوي. ثم أبلغوا عن حيويتهم، ومزاجهم، وجودة نومهم، وكمية نومهم، ونشاطهم البدني باستخدام استطلاعات الهاتف المحمول.
الأطعمة الكاملة
ووجد العلماء أن تناول فاكهة الكيوي قد حسن الحيوية والمزاج خلال أربعة أيام، وبلغ التحسن ذروته في حوالي 14-16 يوما. بالمقابل حسن فيتامين سي الحالة المزاجية بشكل طفيف حتى اليوم 12.
وقال الباحث في جامعة أوكلاند الدكتور بن فليتشر إن “فهم الفروق الدقيقة في توقيت وكيفية حدوث هذه التأثيرات يوما بعد يوم يساهم في معرفتنا بالفوائد المحتملة للأطعمة والمكملات الغنية بفيتامين سي على الصحة العقلية.. وهذا يساعدنا على رؤية أن ما نأكله يمكن أن يكون له تأثير سريع نسبيا على ما نشعر به”.
وأضاف “بينما أظهرت أقراص فيتامين سي بعض التحسينات، تؤكد الدراسة على التأثيرات المفيدة لاستهلاك الأطعمة الكاملة مثل فاكهة الكيوي”.
وقال “نحن نشجع على اتباع نهج شامل للتغذية والرفاهية، ودمج العديد من الأطعمة الغنية بالمغذيات في نظامنا الغذائي”.