تعيد خطوط شحن صينية عدة نشر سفنها لخدمة البحر الأحمر وقناة السويس، فيما يراه محللون أن هذه الخطوة هي محاولة لاستغلال “حصانة الصين المُتصوّرة” من هجمات الحوثيين التي دفعت معظم المشغلين الآخرين إلى الخروج من المنطقة.
وقال تقريره بصحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، إن هذه الخطوط الأصغر تخدم مواني؛ مثل: “دوراليه” في جيبوتي و”الحديدة” في اليمن و”جدة” في السعودية، التي عانت جميعها من انخفاضات كبيرة في حركة المرور، مع إعادة توجيه خطوط شحن الحاويات الدولية بعيدا عن الهجمات المحتملة من الحوثيين.
ومن بين خطوط الشحن التي أعادت نشر أسطولها -تقول الصحيفة- شركة “ترانسفر” للشحن ومقرها في تشينغداو، التي تصف نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها “لاعب ناشئ في السوق عبر المحيط الهادي”، وتقدم خدمات بين الصين والولايات المتحدة.
وتعمل اثنتان من السفن الثلاث التابعة لشركة “ترانسفر” للشحن حاليا في الشرق الأوسط، وتُظهر مواقع تتبع السفن أن إحداهما جاءت من البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد أن تركت العديد من الخطوط الأخرى المنطقة.
وتحدثت الصحيفة -كذلك- عن شركة “تشاينا يونايتد لاينز”، التي أعلنت أنها بدأت خدمة البحر الأحمر السريعة.
ونقلت الصحيفة عن “سيتشن شين”، الخبير الصيني في شركة “لويدز ليست إنتليجنس”، المتخصصة في مجال البيانات البحرية، قوله إن التفسير الأسهل لاندفاع المشغلين الصينيين إلى المنطقة هو سعيهم إلى استغلال حصانتهم النسبية ضد هجوم الحوثيين للفوز بالأعمال، مضيفا أن المصلحة التجارية هي السبب الأكبر.
مخاطر أمنية
وأورد التقرير أن انتقال الخطوط الصينية إلى البحر الأحمر يأتي بعد تخلّي معظم خطوط شحن الحاويات الكبيرة -بما في ذلك شركة “كوسكو” الصينية، المشغلة لرابع أكبر أسطول في الصناعة- عن جنوب البحر الأحمر بسبب المخاطر الأمنية.
وتظهر الأرقام الصادرة عن شركة “كلاركسونز” لخدمات الشحن أن وصول سفن الحاويات بالقرب من مصبّ البحر الأحمر انخفض في منتصف يناير/كانون الثاني الحالي بنسبة 90%عن متوسط النصف الأول من ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأظهرت البيانات الواردة من “مارين ترافيك” لخدمة تتبع السفن، أن 7 من السفن التي نشرها الوافدون الجدد كانت تعمل في أسواق أماكن أخرى في أكتوبر/تشرين الأول 2022، قبل الاضطراب الحالي.
وأعلن الموقع الإلكتروني لشركة “سي ليجيند” ومقرها “تشينغداو” أن سفنها ترفع العلم الصيني بشكل بارز، وتبحر عبر منطقة الخطر في البحر الأحمر برفقة البحرية الصينية.
وكانت شركة “سي ليجيند” مشغّلا غير معروف سابقا، لكنها أطلقت هذا الشهر خدمة باستخدام 7 سفن لربط المواني التركية، بما في ذلك إسطنبول، مع الصين عبر البحر الأحمر، حسب فاينانشال تايمز.
وتقدم الشركة خدماتها لمواني عدن في اليمن، ودوراليه في جيبوتي، وجدة في السعودية، والعقبة في الأردن، والسخنة في مصر.
ونقلت الصحيفة عن الشركة أنها أضافت منطقة البحر الأحمر إلى خدماتها، لتقديم حل لشركات الشحن في الشرق الأقصى مع توفير الأمان المناسب.
وحسب الصحيفة، هناك شركة أخرى من هذا النوع، وهي شركة “فوجيان هواهوي” للشحن، التي تشغل سفينتين عبرتا مؤخرا قناة السويس.
وتؤكد بعض السفن، من خلال بيانات تحديد الهُوية عبر الأقمار الاصطناعية، أن مالكيها صينيون، ولكن وفقا لسايمون هيني، مدير أبحاث الحاويات في شركة “دروري” لاستشارات الشحن في لندن، فإن الوافدين الجدد ربما “يختفون بسرعة كبيرة” عندما ينتهي الاضطراب.