قال الكاتب الأميركي جوش روغين إن تحركات زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون الأخيرة دفعت الكثيرين في واشنطن إلى التكهن بأنه يعد العدة لحرب في شبه الجزيرة الكورية.
لكن كاتب العمود يرى في مقاله بصحيفة واشنطن بوست أن هناك تفسيرا آخر “أكثر منطقية” لسلوك كيم، وهو أنه يعكف على مد يد المساعدة لأصدقائه في روسيا وإيران لكسب الحروب التي يخوضون غمارها الآن. أما الغرب فينظر إلى هذا التطور أنه التهديد “الأحدث والأسرع تفاقما”.
إن قراءة ما يدور في مخيلة أي “حاكم مستبد” –بحسب تعبير روغين- يُعد تحديا، ذلك لأن كيم من أكثر الحكام “انعزالا”، مما اضطر الخبراء في الشأن الكوري الشمالي إلى استخلاص استنتاجات مثيرة للقلق من سلوكه الأخير.
ففي الأسبوع المنصرم، أخبر برلمانه بأن كوريا الشمالية بدأت تتخلى عن محاولات إعادة توحيد الكوريتين، وهو المشروع الذي دافع عنه والده.
وتجسيدا لهذه الفكرة، أقدم على هدم النصب التذكاري لإعادة التوحيد، الذي ظل منتصبا لعقود من الزمن في العاصمة بيونغ يانغ.
وفوق هذا وذاك، يطلق كيم بانتظام صواريخ كروز باتجاه جيرانه، ونجح في نشر قمر صناعي لأول مرة، وبدأ بتشغيل مفاعل نووي جديد كما أظهرت صور حديثة التقطتها أقمار صناعية. وخلص الخبراء إلى أن كيم يستعد للحرب.
ونقل الكاتب الأميركي عن الباحثين في شؤون كوريا الشمالية، روبرت كارلين وسيغفريد هيكر، اعتقادهما -الشهر الماضي- أن “كيم جونغ أون اتخذ قرارا إستراتيجيا بخوض الحرب مثلما فعل جده (كيم إيل سونغ) في عام 1950”.
واعتبر أن عزوف كيم عن انتهاج الدبلوماسية في التعامل مع واشنطن وتخليه عن إعادة التوحيد مع كوريا الجنوبية، يعد مؤشرا على أن رؤيته الأساسية للعالم قد تغيرت، وفقا لأولئك الخبراء.
وتبدو هذه النظرة صحيحة، من وجهة نظر روغين الذي يضيف أن الخبيرين كارلين وهيكر ربما استنتجا أن كيم يعمل على تهيئة شعبه وجيشه للقتال فعليا.
والأرجح أن خطب كيم النارية وتهديداته المتزايدة القصد منها صرف انتباه الغرب وشعب كوريا الشمالية عن أولويته الحقيقية، وهي تقوية شراكته المزدهرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على حد تعبير كاتب المقال.
ومضى روغين إلى أن الأمر الجلي هو أن روسيا وكوريا الشمالية وإيران والصين تتعاون جميعها مع بعضها بعضا لتعزيز قدراتها القتالية في أوكرانيا والشرق الأوسط لسنوات قادمة.