انخفض حجم التجارة عبر قناة السويس -التي تعاني من جراء هجمات جماعة الحوثي اليمنية بالبحر الأحمر- بنسبة 45% خلال الشهرين الماضيين، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة القلقة من التداعيات على التجارة العالمية بكاملها.
وقال يان هوفمان، المسؤول في منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، في مؤتمر صحفي أمس الخميس “نحن قلقون جدا إزاء الهجمات ضدّ الشحن البحري في البحر الأحمر (…) التي تزيد من اضطرابات التجارة المرتبطة بالجغرافيا السياسية والتغير المناخي”.
وبحسب الأونكتاد، انخفض حجم التجارة عبر قناة السويس بنسبة 45% في الشهرين الماضيين، بسبب هجمات الحوثيّين التي دفعت مالكي السفن إلى تعليق العبور عبر البحر الأحمر.
وانخفض العدد الأسبوعي لعمليات عبور سفن الحاويات بنسبة 67% على أساس سنوي، بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وذكرت أونكتاد أن عدد السفن التي عبرت قناة السويس انخفض 39% مقارنة مع بداية ديسمبر/كانون الأول الماضي، بحسب رويترز.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تستهدف جماعة الحوثي سفنا في البحر الأحمر وخليج عدن مرتبطة بإسرائيل، تضامنا مع أهل قطاع غزة التي تتعرض لحرب إسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وشدد يان هوفمان على أن اضطرابات التجارة في البحر الأحمر تثير القلق، نظرا إلى أن أكثر من 80% من التجارة العالمية للسلع تتم عن طريق البحر ولأن “طرقا مهمة أخرى باتت تتعرض للضغط أيضا”.
تراجع متواصل
انخفضت شحنات الحاويات عبر قناة السويس 82% في الأسبوع المنتهي في 19 يناير/كانون الثاني الحالي مقارنة بأوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي، كما تراجعت شحنات الغاز الطبيعي المسال بشكل أكبر، في حين شهدت شحنات البضائع السائبة الجافة تراجعا أقل، في حين زادت حركة ناقلات النفط الخام قليلا.
ويمر ما بين 12 و15% من التجارة العالمية وما بين 25 و30% من حركة الحاويات عبر قناة السويس.
وقبل أكثر من أسبوعين قال رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع إن عائد القناة بالدولار انخفض 40% منذ بداية العام مقارنة بعام 2023 متأثرة بهجمات الحوثيين.
وذكر المسؤول المصري وقتها أن حركة عبور السفن تراجعت 30% في الفترة من الأول من يناير/كانون الثاني الحالي إلى 11 من الشهر نفسه على أساس سنوي.
ماذا عن أسعار الغذاء؟
وتعطل العبور عبر البحر الأسود بعد الحرب الروسية الأوكرانية، مما أدّى إلى ارتفاع أسعار الغذاء العالميّة في الأشهر التي تلت ذلك.
وبسبب الجفاف، انخفض منسوب المياه في قناة بنما إلى حد كبير، مما أدى إلى انخفاض حركة المرور.
وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إن “الاضطرابات المطولة في طرق التجارة الرئيسية يمكن أن تؤثر في سلاسل التوريد العالمية، مما يؤدي إلى تأخير في تسليم السلع وزيادة التكاليف وخطر حصول التضخم”، مبدية قلقها بشأن أسعار الغذاء العالمية.
وسجلت أسعار الحاويات في التعاملات الفورية أكبر زيادة أسبوعية لها بواقع 500 دولار، الأمر الذي لم يكن له تأثير على الشحنات من آسيا إلى أوروبا فقط، بل أيضا على الطريق إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة بدون المرور على قناة السويس، والذي زاد لأكثر من الضعف.
ومع ذلك، لم تصل الأسعار إلا لنصف الذروة التي بلغتها خلال جائحة (كوفيد-19) تقريبا.
وقال هوفمان إن التأثير قد يطال أسعار المواد الغذائية، مضيفا أن نصف الزيادات تقريبا التي حدثت منذ الحرب في أوكرانيا يرجع إلى ارتفاع تكاليف النقل، غير أن التأثير على المستهلكين النهائيين في الدول المتقدمة قد يستغرق بعض الوقت.
وأضاف “تمرير أسعار الشحن المرتفعة هذه إلى المستهلكين يستغرق وقتا قد يصل إلى عام حتى نراها بالفعل في المتجر”.