عمّان – علمت الجزيرة نت من مصادر طلابية انسحاب مئات الطلبة الجامعيين الأردنيين من مسابقة “هالت” (Hult Prize) العالمية لهذا العام بعد علمهم بمشاركة جامعات إسرائيلية في المسابقة.
وردا على ذلك، أعلنت كل من الجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا والجامعة الهاشمية انسحاب طلبتها وهيئتها التنظيمية من المسابقة، رفضا للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، واحتجاجا على عدوانه المستمر منذ أشهر على قطاع غزة.
وتعتبر جائزة “هالت” منصة شبابية ومسابقة عالمية تقام بالتعاون مع الأمم المتحدة، وتبدأ مسارها سنويا من الجامعات للطلاب، حيث تُطرح مشكلة أو تحد كل عام، ويكون إطار المسابقة هو حل هذه المشكلة من خلال إنشاء فكرة شركة ناشئة للفوز بجائزة قيمتها مليون دولار أميركي في المرحلة الأخيرة من المسابقة.
طلاب ضد التطبيع
أكد الطالب في الجامعة الأردنية عمار الغانم للجزيرة نت انسحاب 30 فريقا طلابيا تم ترشيحهم مسبقا للمشاركة في المسابقة العالمية “هالت”، وأضاف أن هذا القرار تم اتخاذه بالإجماع لما يزيد على 100 طالب وطالبة في الجامعة الأردنية وحدها، وقال “نحن الطلبة الأردنيين لا نعترف بوجود الكيان، وبالتالي نرفض أن نشارك في أي مسابقة سواء علمية أو رياضية مع وجود طلبة صهاينة من جامعات صهيونية”.
ولفت الغانم إلى أن إدارة الفرق الطلابية في الجامعات الأردنية خاطبت إدارة الجائزة بعدم السماح بمشاركة الطلبة الإسرائيليين في المسابقة، قبل أن تقرر كافة الفرق الطلابية عدم المشاركة والانسحاب الكامل من المسابقة، مشيرا إلى أن القرار يأتي في إطار دعم الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للعدوان في قطاع غزة والضفة الغربية.
وفي بيان صادر عن الفريق التنظيمي للمسابقة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، وصل الجزيرة نت نسخة منه، أعلن الطلبة الانسحاب من المسابقة، وقالوا إن “هذا القرار يأتي تعبيرا حقيقيا عن رفضنا قرارات منظمة هالت العالمية، التي تتضمن قبول مشاركة جامعتين صهيونيتين في هذه المسابقة”.
كما شددوا على رفضهم أي تعاون أو مشاركة مع دولة الاحتلال، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، وأكد البيان “التزام الطلبة الأردنيين بالدفاع عن القضية الفلسطينية، والعمل بكل جهد لتعزيز المبادئ الإنسانية والعدل في جميع أنحاء العالم”.
موقف مبدئي
أكد الطالب عزام شكوكاني، وهو أحد المسؤولين في مسابقة “هالت” في الأردن، رفضه التام لمشاركة ممثلين عن الجامعات الإسرائيلية في هذه النسخة، وهو الأمر الذي يتم لأول مرة في تاريخ المسابقة.
وأضاف للجزيرة نت “نحن في الأردن سواء كنا ممثلين عن مسابقة هالت، أو حتى طلبة جامعات، مواقفنا تجاه فلسطين لا تتجزأ، وبالتالي نرفض التطبيع مع الاحتلال، وهذا الأمر لا يكون فقط نتيجة العدوان على قطاع غزة، وإنما هو موقف مبدئي بالنسبة لنا قبل الحرب على غزة وبعدها”.
أما الطالب عبد الرحمن علاونة من جامعة العلوم والتكنولوجيا فأكد أن طلبة الجامعة قرروا الانسحاب تعبيرا عن موقف مبدئي برفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وقال في حديثه للجزيرة نت إن “موقف الأطر الطلابية في الجامعات الأردنية ثابت وموحد بمقاطعة الاحتلال، إذ نرفض رفضا قاطعا التعاون أو التجاوب من الدعوات التي تطالب بالتطبيع مع الاحتلال، وبالتالي هذا القرار بالانسحاب من المسابقة العالمية قرار غير مستغرب بالنسبة لطلبتنا، وسبق أن انسحب طلبة بشكل فردي أو جماعي من مسابقات رياضية رفضا للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وعلى كافة المستويات”.
كما انتشرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي تثمن انسحاب طلبة الجامعات الأردنية من المسابقة العالمية، وسط دعوات شعبية بعدم المشاركة مستقبلا في أي مسابقات أو مؤتمرات يشارك فيها ممثلون عن الاحتلال الإسرائيلي.
شبابٌ واعي، يُثبت كما دومًا أن النفَس الطُلابي حرّ..
لأجل غزة ولدماء الشُهداء، انسحاب الفريق التنظيمي لمسابقة Hult prize في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية وعدد من الفرق في الجامعات الأردنية من المسابقة.#boycott_hultprize pic.twitter.com/vpsKI08zMN
— لجنة القدس – JUST (@alqudsjust) January 20, 2024
ليست المرة الأولى
وتأتي الخطوة الطلابية في الوقت الذي شهدت فيه الجامعات الأردنية مظاهرات ووقفات احتجاجية، تلبيةً لدعوة الملتقى الطلابي لدعم المقاومة وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكانت طالبة الهندسة المعمارية في الجامعة الأردنية لينة الحوراني قد رفضت في وقتٍ سابق المشاركة في مشروع “بلومبيرغ” العالمي بسبب اختيار إسرائيل جنباً إلى جنب مع الأردن لتمثيل الشرق الأوسط عن أفضل تصميم حضري للمدن.
وأكدت الحوراني أنها رفضت الاستمرار في تقديم المقترح تنديدا بمشاركة الاحتلال الإسرائيلي ممثلا عن الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن “هذا جزء من نهج الاحتلال في التطبيع والوجود”.