تسببت رياح عاتية قادمة من البحر المتوسط، مرت عبر السواحل الجنوبية بكارثة في ليبيا بعد أن جرفت السيول مناطق بأكملها، مما أدى إلى مقتل الآلاف ومن المرجح أن ترتفع الحصيلة مع الإعلان عن وجود أكثر من 5 آلاف شخص في عداد المفقودين.
تسببت “دانيال” في هطول كميات قياسية من الأمطار عبر المتوسط، وأودت بحياة 14 شخصا في اليونان وتركيا وبلغاريا ثم ازدادت قوة مع وصولها الأطراف الشمالية لأفريقيا حيث غمرت المياه مناطق بشرق ليبيا وجرفت السيول البشر والأشياء وباتت درنة مدينة “منكوبة”.
ومع هذه الأحداث، كان هناك غموض بشأن “دانيال” وهل هي عاصفة أم إعصار؟
فما هو المصطلح الدقيق الذي يجب أن يطلق على هذه الرياح القوية التي اجتاحت المتوسط، التي وجه علماء أصابع الاتهام نحو تغير المناخ في تسببها بكارثة بهذا الحجم.
لمعرفة ذلك، ينبغي التفريق بين مصطلحات مناخية متداولة.
الإعصار الدوامي/ الإعصار القُمْعيّ/ التورنادو tornadoes
يشير المصطلح وكذلك مصطلح Twisters إلى عمود من الهواء يتميز بغيمة مخروطية دوارة وقمع. وتحدث هذه العواصف العنيفة بشكل خاص في مناطق أميركا الوسطى وأميركا الجنوبية. ويتراوح قطرها من بضع أمتار إلى مئات الأمتار. وهذا التيار الصاعد من المركز يشتد في القوة لدرجة أنه يستطيع رفع الأشياء الثقيلة مثل السيارات واقتلاع الأشجار والتسبب في أضرار جسيمة، وفق موقع مكتب الأرصاد الجوية التابع للحكومة الأسترالية.
العواصف/ الأعاصير المدارية (Tropical Cyclones)
وتوضح المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) التابعة للأمم المتحدة أن الأعاصير المدارية هي أكبر الأخطار التي تهدد الأرواح والممتلكات، حتى في مراحل تكوينها الأولى. ويطلق عليها في الولايات المتحدة في الحالات الشديدة Hurricanes وفي آسيا typhoons.
ومصطلح “مداري” يشير إلى الأصل الجغرافي لها، فهي تتشكل في المناطق المدارية من العالم، أي المناطق الحارة من الكرة الأرضية المحيطة بخط الاستواء.
وتتكون من منطقة مركزية تُعرف باسم “العين”، تتسم بمستوى ضغط منخفض وبطقس هادئ وخال من السحب عادة، وتكون محاطة بجدار تتصاعد السُحُب من حوله.
ويتراوح قطرها عادة بين 200 و500 كم، ولكن يمكن أن يبلغ 1000 كم. ويمكن أن تستمر لأيام عدة، مع سرعة رياح قصوى تصل في الحالات الشديدة إلى أكثر من 118 كم/ساعة. ويجر الإعصار المداري رياحا عاتية وأمطارا غزيرة وأمواجا عارمة وعواصف وفيضانات ساحلية شديدة التدمير.
في المراحل الأولى من تكوينها يطلق عليها مُنخفض جوي مداري tropical depression وهي وفق الحكومة الأميركية نظام مناخي يؤدي إلى هطول أمطار وعواصف رعدية لها مركز دوران مع رياح مستدامة تبلغ سرعتها القصوى 62 كيلومترا في الساعة أو أقل.
ويليها العاصفة الاستوائية/ المدارية، وتؤدي إلى أمطار وعواصف رعدية تتراوح سرعتها القصوى من 62 إلى 118 كيلومترا في الساعة.
ثم تأتي مرحلة الإعصار وتبلغ سرعة الرياح السطحية فيه 119 كيلومترا في الساعة أو أكثر، وهو عبارة عن عاصفة سريعة الدوران تنشأ فوق المناطق المدارية وتستمد منها طاقة تكونها. وتتشكل الأعاصير فوق المياه الاستوائية الدافئة حيث تزيد درجة حرارة سطح البحر عن 26 درجة مئوية.
وتصنف درجات الأعاصير من خمس درجات. وتبدأ الخطورة الكبيرة من الدرجة الثالثة نظرا لحجم الضرر المتوقع واحتمالية خسارة الأروح، أما أعصاير الدرجة الأولى والثانية تعتبر خطيرة أيضا، لكن بدرجة أقل.
وتصيب الأعاصير أسطح المنازل، وتتسبب في اقتلاع الأشجار، وانقطاع المياه والكهرباء، وإسقاط أعمدة الكهرباء.
ماذا يعني وقوع إعصار من الدرجة الخامسة؟
انتقل إعصار دوريان خلال الساعات الأخيرة، إلى الدرجة الخامسة لتصنيف الأعاصير، بعد أن كان ضمن الدرجة الرابعة، وقبلها الثالثة.
تصنيفات الإعصار
الدرجة الأولى: السرعة بين 119 إلى 153 كيلومتر في الساعة، ويوصف الإعصار باحتوائه على “رياح خطيرة جدا، ويتسبب في بعض الضرر”.
الدرجة الثانية: السرعة بين 154 إلى 177 كيلومتر في الساعة، ويوصف بأنه “رياح شديدة الخطورة، وتتسبب في أضرار جسيمة”.
الدرجة الثالثة: السرعة بين 178 إلى 208 كيلومتر في الساعة، و”يتسبب في ضرر مدمر”.
الدرجة الرابعة: السرعة بين 209 إلى 251 كيلومتر في الساعة، و”يتسبب في ضرر كارثي”.
الدرجة الخامسة: وتبدأ سرعته من 252 كيلومتر في الساعة، و”يتسبب في ضرر كارثي”، لكن بدرجة أعلى من الدرجة الرابعة.
وتشير خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي إلى أن “دانيال” هي عاصفة في البحر الأبيض المتوسط بدأت في 5 سبتمبر وفي غضون أسبوع، تطورت إلى إعصار ميديكان Medicane (أو إعصار البحر الأبيض المتوسط) وهو إعصار يشبه الأعاصير المدارية، لكنه يقع فوق البحر المتوسط.
ونشرت الخدمة صورة التقطت لـ”دانيال” في 9 سبتمبر أثناء تحركها نحو شمال بنغازي على الساحل الليبي، قبل وصولها إلى اليابسة.
وقالت واشنطن بوست إن “دانيال” ازدادت قوة بعد أن “استمدت طاقتها من المياه الدافئة بشكل غير طبيعي في البحر المتوسط” (وهي عملية تفاقمت بسبب تغير المناخ بفعل الإنسان)، ثم انجرفت نحو الجنوب لتسقط الأمطار الغزيرة على شمال شرق ليبيا.
أمطار رعدية ورمال.. مصر تستقبل العاصفة “دانيال”
فقدت العاصفة “دانيال” الكثير من قوتها مع دخولها الحدود المصرية، بحسب السلطات الرسمية، بعد تأثيرها المدمر في اليونان وليبيا، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية فادحة.
وفقد الإعصار “دانيال” الكثير من قوته مع دخوله الحدود المصرية، بحسب السلطات الرسمية، بعد تأثيره المدمر في ليبيا، حيث أدى إلى خسائر بشرية ومادية فادحة.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية المصرية، الاثنين، إن “البلاد تتأثر بمنخفض جوي في طبقات الجو العليا مع منخفض جوي متعمق على سطح البحر المتوسط يصاحبه تكاثر للسحب المنخفضة والمتوسطة والرعدية، يصاحبها سقوط أمطار متوسطة قد تكون غزيرة ورعدية أحياناً على مناطق من (السلوم ومطروح وسيوة)”.