قالت صحيفة “التايمز” البريطانية إن جهود وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن “لتأمين السلام في الشرق الأوسط فشلت فشلا ذريعا”، وذلك دليل صارخ على تراجع نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة.
وأضافت أن بلينكن أمضى معظم ديسمبر/كانون الأول الماضي في السفر في محاولة لمنع تصاعد الحرب في غزة إلى صراع إقليمي تحارب فيه إيران ومن يوصفون بـ”وكلائها” المصالح الغربية.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها أنه بالنظر إلى الأحداث في اليمن والبحر الأحمر وباكستان وإيران، وعلى الحدود اللبنانية مع إسرائيل، يبدو أن مهمة بلينكن قد فشلت، في حين تحقق روسيا والصين بشكل خاص نجاحات دبلوماسية.
ووضحت أن واشنطن في عهد الرئيس جو بايدن تخلّت عن محاولة حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وقللت من شأن نفوذ إيران وطموحاتها، ولكن حسب المحللين، عادت تلك الأخطاء لتُطاردهم.
تردد أميركي
وفي مقابلة مع مجلة “بوليتيكو” قال الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن إن “الأحداث العالمية الأخيرة في مضيق تايوان، وفي الشرق الأوسط، وفي أوكرانيا، كلها نتيجة للتردد الأميركي في القيادة الفعلية”.
وبحسب التقرير، فإن تدمير إسرائيل لغزة، وقتلها لآلاف الفلسطينيين دمر كل الخطط التي كانت تعد للمنطقة حتى تنشغل الولايات المتحدة بقضايا شرق آسيا ومواجهة الصين تحديدا.
وأضاف تقرير “التايمز” أن الحوثيين في اليمن تسببوا في شلّ حركة الشحن في البحر الأحمر، مما أثر على سلاسل التوريد العالمية وبدء صراع عسكري مع الولايات المتحدة وبريطانيا، فيما يشن حلفاء إيران هجمات شبه يومية على إسرائيل والقوات الأميركية في المنطقة، بينما تتبادل إيران وباكستان هجمات عبر الحدود.
وأكد التقرير أن الدول العربية التي زارها بلينكن في جولته الأخيرة، أخبرته أن الولايات المتحدة بحاجة إلى الضغط على إسرائيل لوقف الحرب مع توفير طريق للفلسطينيين لإقامة دولة.
وقد رفضت إسرائيل تلك الضغوط قائلة إنها بحاجة إلى تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإطلاق سراح عشرات الأسرى الذين اختطفوا خلال هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ووفقا لآنا جاكوبس، كبيرة محللي شؤون الخليج في مجموعة الأزمات الدولية، فإن غزة يجب أن تكون في مركز أي محاولة لاحتواء الصراعات، وشددت على أن “الخطوة الأولى في وقف التصعيد هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وهذا يتطلب ضغوطا أميركية أكثر جدية على إسرائيل”.