أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، الخميس، أن إسرائيل تواجه “تحديات صعبة” في الوقت الحالي، ردا على تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الذي رفض فكرة إقامة دولة فلسطينية، لكنه استدرك قائلا إن حل الدولتين يعد الأمثل أمام المشاكل على المدى القصير والطويل.
وأتت تصريحات ميلر في مؤتمر صحفي ردا على سؤال بشأن تطلعات واشنطن لمستقبل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني والتناقضات التي حملتها تصريحات نتانياهو، الخميس، مع الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في المنطقة.
وأجاب ميلر قائلا: “اسمحوا لي أن أكرر ما قاله الوزير (الأميركي أنتوني بلينكن) عندما كان في المنطقة في الأسبوع الماضي، وهو أن إسرائيل تواجه بعض الخيارات الصعبة للغاية في الأشهر المقبلة. الصراع في غزة سوف ينتهي. سوف ينتهي. وفي نهاية هذا الصراع، سيتعين على شخص ما إعادة بناء غزة. سيتعين على شخص ما أن يحكم غزة. سيتعين على شخص ما توفير الأمن في غزة”.
وأضاف “أحد الأشياء التي تمكن الوزير من تحقيقها خلال رحلاته عبر المنطقة الأسبوع الماضي هي التزامات الدول الأخرى في المنطقة بالمشاركة في إعادة إعمار غزة، وأنها ستشارك في المساعدة في إنشاء حكم بقيادة فلسطينية في غزة. لكنهم لن يفعلوا ذلك إلا إذا كان هناك طريق ملموس لإقامة دولة فلسطينية”.
واستدرك قائلا: “لكن السؤال في الواقع أكبر من ذلك، لأن السؤال لا يتعلق فقط بمستقبل غزة على المدى القصير، ولكنه يتعلق بكيفية حل هذا التحدي طويل المدى الذي تواجهه إسرائيل، وهو كيف تضمن إسرائيل الأمن الحقيقي لنفسها، وكيف تضمن عدم تكرار (هجوم) 7 أكتوبر مرة أخرى بتاتا. والفرصة التي أمام إسرائيل الآن هي أنه، للمرة الأولى في تاريخها، ترى دول المنطقة مستعدة للتقدم والاندماج بشكل أكبر مع إسرائيل وتقديم ضمانات أمنية حقيقية لإسرائيل. والولايات المتحدة مستعدة للقيام بدورها أيضا، لكن يجب أن يكون لديهم جميعا شريك راغب في الجانب الآخر”.
وأكد أنه “سنواصل التأكيد لقيادة إسرائيل وحكومة إسرائيل وشعب إسرائيل على أن هذه هي الفرص المتاحة لهم، وهذه هي التحديات التي يواجهونها، ولكن لا توجد طريقة لحل التحديات طويلة المدى لتوفير الأمن الدائم، ولا توجد وسيلة لحل التحديات قصيرة المدى المتمثلة في إعادة بناء غزة وإقامة الحكم في غزة، وتوفير الأمن لغزة، دون إنشاء دولة فلسطينية”.
وأضاف “لذا يبدو أن هذا سيكون محور نقاش مطوَّل.. لقد تحدثنا إليه (نتانياهو) مباشرة والآن نواصل نقاشا علنيا معهم أيضا”.
وفي رد على سؤال فيما لو كان نتانياهو يضيع فرصة لتحقيق أمن حقيقي دائم لبلاده، رد ميلر قائلا: “لا أود تشخيص تصريحاته، لكني سأقول التالي: هناك فرصة تاريخية لتتمكن إسرائيل من التعامل مع التحديات التي واجهتها منذ تأسيسها، ونأمل أن تستغل الدولة تلك الفرصة”.
وقال نتانياهو في مؤتمر صحفي، الخميس، إنه أبلغ الولايات المتحدة بمعارضته إقامة دولة فلسطينية في إطار أي سيناريو لما بعد الحرب.
وفي مؤتمر صحفي بث على المستوى الوطني تعهد نتانياهو بالمضي قدما في الهجوم حتى تحقق إسرائيل “انتصارا حاسما على حماس”.
كما رفض فكرة إقامة دولة فلسطينية، وقال إنه أبلغ واشنطن بموقفه.
وأضاف نتانياهو في المؤتمر الصحفي “في أي ترتيب مستقبلي تحتاج إسرائيل إلى السيطرة الأمنية على جميع الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن”، وأضاف “يجب أن يكون رئيس الوزراء قادرا على قول ‘لا’ لأصدقائنا”.
وأكد المتحدث باسم الأمن القومي للبيت الأبيض، جون كيربي، أنه “من الواضح أننا نرى الأمر بشكل مختلف” ،
وقال كيربي إن بايدن “لن يتوقف عن العمل” نحو حل الدولتين.
وأتت تصريحات نتانياهو بعد يوم واحد فقط من تأكيد وزير الخارجية الأميركي، بلينكن، أن إسرائيل لن تتمتع أبدا “بأمن حقيقي” دون طريق واضح نحو الاستقلال الفلسطيني.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن البيت الأبيض أيضا أن هذا هو “الوقت المناسب” لإسرائيل لخفض كثافة هجومها العسكري المدمر في غزة.
واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، أدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا، غالبيتهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، بحسب تعداد فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية إسرائيلية.
في المقابل، أعلنت إسرائيل الحرب بهدف “القضاء على حماس”، وشنت غارات جوية مدمرة على قطاع غزة ترافقت بتدخل بري واسع النطاق بدأ 27 أكتوبر، مما أسفر عن وقوع 24448 قتيلا غالبيتهم من النساء والأطفال، حسب آخر حصيلة لوزارة الصحة في غزة.
وسحبت إسرائيل الآلاف من جنودها في قطاع غزة، بعد ضغوط من الولايات المتحدة تهدف إلى الانتقال إلى مرحلة أكثر دقة” في الحرب التي تشنها ضد حركة حماس.
وتواصل الولايات المتحدة ضغوطها على إسرائيل من أجل تقليل أعداد الضحايا المدنيين، في ظل الحصيلة الهائلة للقتلى الفلسطينيين، وأغلبهم من النساء والأطفال.