البيت الأبيض: عدد القتلى المدنيين في غزة كبير جدا

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 11 دقيقة للقراءة

في إطار الحرب الدائرة في قطاع غزة، تعلن إسرائيل بشكل متكرر مقتل عناصر وقادة في حركة حماس، آخرهم المسؤول عن “مكافحة التجسس” بالحركة الفلسطينية، الذي قضى في غارة إسرائيلية جنوبي القطاع.

وسلطت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية في تقرير لها، الضوء على قادة الحركة التي تحكم قطاع غزة منذ عام 2007، مشيرة إلى السبب الذي جعل بعضهم يقيمون في القطاع، فيما اتخذ آخرون من دول أخرى مقرات لهم.

ويتوزع قادة حركة حماس، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، داخل قطاع غزة وخارجه. وبشكل عام، فإن أولئك الموجودين داخل غزة يشاركون بشكل مباشر في القتال ضد إسرائيل، بينما يقع المكتب السياسي لحماس في العاصمة القطرية الدوحة.

وفي هذا الصدد، قال المحاضر في الدراسات العربية والإسلامية بجامعة ليدز البريطانية، عبد البشيد شيخ، لشبكة “سكاي نيوز” البريطانية، إنه “بسبب المخاوف المتعلقة بعمليات استهداف وقتل مسوؤلي تلك الحركة، فإن الأخيرة قررت أن يكون لها قيادة داخلية وأخرى خارجية”.

وتابع: “بهذه الطريقة، إذا تم القضاء على جميع القادة الرئيسيين لحماس داخل قطاع غزة، فإنه يمكن للحركة أن تعيد هيكلة قيادتها من جديد”.

جبهات مشتعلة بالشرق الأوسط.. ما مدى إمكانية اندلاع حرب إقليمية؟

تشهد منطقة الشرق الأوسط “تصعيدا غير مسبوقا” على عدة جبهات، على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس “المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى”، بينما يتجادل مختصون تحدث معهم موقع “الحرة” حول تداعيات ذلك التصعيد، ومدى إمكانية تحوله إلى “حرب إقليمية واسعة النطاق”.

ونبه إلى أن قادة الحركة في غزة يتواجدون داخل شبكتها الواسعة من الأنفاق تحت الأرض، ويتحركون باستمرار مع مجموعة صغيرة جدًا من طواقم الأمن، لتجنب الكشف والاغتيال.

أما بالنسبة لقادة الحركة في الخارج، فإن استهدافهم يعد أمرا أكثر تعقيدا. وبحسب زميل التدريس البارز في الصراع العربي الإسرائيلي في جامعة كينغز كوليدج بلندن، أهرون بريغمان، فإنه “من وجهة النظر الإسرائيلية، فإن قتل قادة حماس داخل غزة لا يسبب أزمة دبلوماسية مع دول مثل قطر، على سبيل المثال، التي تستضيف قادتها في الخارج”.

واستعرضت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، قائمة بأهم قادة حركة حماس داخل وخارج قطاع غزة:

إسماعيل هنية

ولد في مخيم الشاطئ في قطاع غزة ويبلغ من العمر 61 عاما، وكان قد اعتقل من قبل القوات الإسرائيلية عام 1989 خلال “الانتفاضة الفلسطينية” الأولى، وذلك قبل إبعاده إلى الحدود اللبنانية عام 1992.

تقرير: نتانياهو رفض عرضا للتطبيع مع السعودية

أفادت شبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية نقلا عن 3 مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، رفض عرضا سعوديا لتطبيع العلاقات بعد الحرب.

وبمجرد عودته إلى غزة سنة 1997، تم تعيينه مسؤولاً عن مكتب الشيخ أحمد ياسين – أحد مؤسسي حماس وزعيمها الروحي – والذي قُتل في هجوم بطائرة هليكوبتر إسرائيلية عام 2004.

وفي 2006، عينه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيسا للوزراء، بعد أن حققت حركة حماس فوزا كبيرة في الانتخابات التشريعية التي جرت في تلك السنة.

لكن بعد مرور عام، اندلع القتال بين حماس وفتح، مما أدى في النهاية إلى طرد فتح من غزة، حيث أصبح القطاع تحت سيطرة الحركة الأصولية، بينما أصبحت الضفة الغربية خاضعة لإدارة السلطة الفلسطينية.

وهذا ما جعل هنية “الزعيم الفعلي لحركة حماس في قطاع غزة” بين عامي 2007 و2017، كما يقول الباحث الأكاديمي، شيخ، إلى أن خلفه يحيى السنوار.

وبعد ذلك، انتقل هنية إلى قطر ليصبح رئيساً للمكتب السياسي. وهنا يوضح شيخ أن هنية اختار أن يقيم في الدوحة “لأنه يقترب من السبعينيات من عمره الآن.. ونتيجة لكونه محاورًا سياسيًا بين حماس وقطر وإيران وقوى دولية أخرى”.

يحيى السنوار

 ولد في مخيم خان يونس للاجئين بغزة عام 1962، وقد أمضى أكثر من 20 عاماً في السجون الإسرائيلية، قبل إطلاق سراحه في عام 2011 ضمن صفقة تبادل سجناء مع الجندي الإسرائيلي المختطف جلعاد شاليط.

وقال شيخ إن “السنوار استغل وقته في السجن لإتقان فن الحرب النفسية”، من خلال تعلم اللغة العبرية وقراءة الصحف الإسرائيلية لـ”فهم عدوه”، على حد قوله.

وفي هذا الصدد، قال بريغمان إن السنوار “يفهم الإسرائيليين بطريقة أفضل مما فهموه.. وبناء على ذلك تمكن من خداعهم عبر التحضير لهجمات 7 أكتوبر”.

وفي الأيام الأولى من تأسيس حركة حماس، كان مقرباً من المؤسسين أحمد ياسين والقيادي محمود الزهار.

وبمجرد إطلاق سراحه من السجن، تم تعيينه مسؤولاً عن فرع الأمن الداخلي التابع لحماس (مجد)، والذي كان مسؤولا عن العثور على “عملاء وجواسيس” مشتبه بهم وقتلهم.

وأضاف شيخ، أنه “من بين زعماء الحركة الأصغر سناً، وأحد أضلاع (مثلث قادة حماس في غزة) مع محمد الضيف ومروان عيسى”، مستطردا أنه “المسؤول عن العمليات والاستراتيجية، وهو العقل المدبر وراء الهجمات” جنوبي إسرائيل في 7 أكتوبر.

محمد الضيف

يتولى الضيف، البالغ من العمر 58 عاما، منصب القائد الأعلى لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، منذ سنة 2002، واسمه الحقيقي محمد دياب إبراهيم المصري.

واختار اسمه الحركي، “الضيف” ليعكس حقيقة أنه يتنقل باستمرار، وغالباً ما يقيم في منازل الآخرين طلباً للحماية.

وقال عنه بريغمان: “لقد ظل الإسرائيليون يطاردون الضيف منذ عقود، لكنهم فشلوا في القضاء عليه”، ووصف الضيف بأنه “محظوظ جدًا لأنه نجا من العديد من المحاولات لاغتياله”.

كما أكد أن “ضيف على رأس قائمة الاغتيالات” بإسرائيل، إلى جانب السنوار. وعلى الرغم من طبيعته “الغامضة”، كما يشير إليها الكثيرون، فإن الضيف هو الذي ظهر في مقطع مصور في 7 أكتوبر ليعلن عن الهجمات التي أطلق عليها “طوفان الأقصى”.

مروان عيسى

 هو نائب محمد الضيف، وقد حل مكان أحمد الجعبري في ذلك المنصب، بعد مقتل الأخير في غارة جوية إسرائيلية عام 2012.

يبلغ عيسى من العمر 59 عامًا، وهو أحد قادة حماس الأصغر سنًا. وقال عنه شيخ: “إنه يهتم كثيراً بالجانب العملياتي للأمور، فهو مسؤول عن الهجمات الاستراتيجية والعسكرية على إسرائيل”.

وعلى هذا النحو، يُعتقد أن عيسى هو أحد المنسقين الرئيسيين لهجمات 7 أكتوبر.

وتابع شيخ: “إنه على رأس قائمة الأفراد الذين تسعى إسرائيل إلى القضاء عليهم، بسبب التهديد الذي يشكله على دولتهم”.

وأمضى عيسى 5 سنوات في أحد السجون الإسرائيلية بعد اندلاع “الانتفاضة الأولى”. وعام 1997، اعتقلته السلطة الفلسطينية مرة أخرى، لكن تم إطلاق سراحه خلال “الانتفاضة الثانية”.

ونجا عيسى من محاولة اغتيال في 2006، كما تعرض منزله في غزة إلى غارات جوية عامي 2014 و2021.

ورغم منصبه الرفيع، فإنه لم يتم تصويره حتى عام 2011، عندما ظهر بشكل مفاجئ في صورة مع سجناء فلسطينيين تم تبادلهم ضمن صفقة الجندي شاليط.

وتم تصويره آخر مرة عام 2015، في مؤتمر أمني لحماس في غزة.

وفي ها الصدد، قال شيخ إن عدم ظهوره هو “جزء من استراتيجية حماس النفسية.. فهم على استعداد لإظهار أنفسهم علانية فقط لإعلام إسرائيل بأنها لم تقض عليهم”.

محمد السنوار

هو الأخ الأصغر ليحيى السنوار، ويبلغ من العمر 48 عامًا، حيث يعد أصغر شخصية بارزة في حماس، بعد أن انضم إلى كتائب عز الدين القسام عام 1991.

اعتقلته السلطة الفلسطينية خلال حملة أمنية، ليقضي في السجن 3 سنوات. وبعد هروبه، أصبح مقرباً من الضيف ونائبه عيسى، ليصبح قائد ما يعرف باسم “لواء خان يونس” في جنوب غزة عام 2005.

وكان محمد السنوار  ضمن الخلية المسؤولة عن اختطاف واحتجاز الجندي الإسرائيلي شاليط، في العام التالي.

وفي 2014، كان يُعتقد على نطاق واسع أن محمد السنوار، لقي حتفه بعد أن نشرت حماس صورًا لما بدا أنها جثته وهي غارقة في الدماء.

لكنه وخلال المعارك الحالية، ظهر في مقطع فيديو وهو يقود سيارته عبر شبكة أنفاق غزة، حيث من المحتمل أنه كان مختبئًا تحت الأرض طوال السنوات الـ10 الماضية.

خالد مشعل

أحد الأعضاء المؤسسين لحركة حماس عام 1987، ويبلغ من العمر 67 عاما، وهو من بين قادتها الأكبر سنا.

ولد في الضفة الغربية، ورحلت عائلته إلى الأردن بعد حرب عام 1967، وأمضى بعض الوقت في الكويت وسوريا، قبل أن ينتقل إلى قطر.

كان رئيسًا للمكتب السياسي حتى عام 2017، لكنه لا يزال مقيمًا في الدوحة، حيث يُعتبر الآن أحد كبار مفاوضي حركة حماس، خاصة فيما يتعلق بقضية الرهائن الإسرائيليين.

ووصفه شيخ  بأنه شخص “مثير للاهتمام”، حيث قضى وقتًا أطول بكثير خارج الأراضي الفلسطينية مما قضاه داخلها.

واعتبر شيخ أن تسليم زعامة الحركة إلى القادة داخل غزة، أدى إلى “دفع مشعل إلى الهامش”، لكنه لا يزال “شخصية مؤثرة”.

محمود الزهار

مع اقترابه من عمر الثمانين، يعد محمود الزهار أكبر قادة حماس سنا وأحد مؤسسيها البارزين.

ولد في غزة سنة 1945، ودرس الطب في القاهرة، قبل أن يعود إلى القطاع للعمل كطبيب جراح. وسجنته إسرائيل عام 1988 بعد وقت قصير من تأسيس الحركة، ثم أطلق سراحه في 1992.

ووصفه شيخ بأنه “الأكثر تشددا” بين قادة حماس، قائلا إن لديه شخصية “صريحة ووقحة”.

وكان الزهار قد شغل منصب وزير خارجية فلسطين في عهد هنية بعد فوز حماس في انتخابات عام 2006، وذلك قبل إقالة تلك الحكومة من قبل عباس واستيلاء الحركة على الحكم في قطاع غزة بالقوة عام 2007.

وعلى الرغم من كونه “الأكثر تطرفًا، إلا أنه وبسبب عمره، فمن غير المرجح أن يكون هدفًا رئيسيًا (للاغتيال)، وفق شيخ. ومن غير المرجح أيضًا أن ينتقل الزهار إلى الخارج، كما فعل آخرون ممن لا يشاركون بشكل مباشر في العمليات العسكرية اليومية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *